افتتح “معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية” ومؤسسة “دار علوم الإنسان الفرنسية” FMSH Fondation Maison des Sciences de l’Homme في الجامعة الأميركية ببيروت المؤتمر الدولي حول “الخروج من العنف”، الذي يستمر 3 أيام، بحضور ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الرئيس فؤاد السنيورة وفاعليات سياسية وديبلوماسية وأكاديمية وباحثين دوليين وعرب.
خوري
بعد كلمة لرئيس مؤسسة FMSH الدكتور ميشال فيفيوركا، ألقى رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري كلمة تحدث فيها عن “أهمية هذا المنتدى، لا سيما أنه يضم أكثر من 100 باحث من تخصصات متعددة يجتمعون للتطرق إلى أحد التحديات الأساسية في هذا العصر وكل عصر، وهو اللجوء إلى العنف، سواء من أجل تحقيق أهداف سياسية، أو ضمن السياقات الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية العديدة التي تستخدم فيها القوة المدمرة”.
وأشار إلى “تقرير صادر عن البنك الدولي في عام 2016 يظهر أن 87 مليون شخص من 4 بلدان في الشرق الأوسط تأثروا مباشرة من الحروب، الأكر الذي يشكل ثلث سكان المنطقة”، وقال: “من هنا، يشكل الخروج من العنف هدفا أساسيا يعود بالفائدة علينا جميعا، ويجب على الجميع العمل عليه، سواء أكانوا من الباحثين أم من الأكاديميين، أم من صانعي السياسات أم من منظمات المجتمع المدني، في القطاعين العام والخاص”.
متري
من جهته، قال مدير المعهد الوزير السابق الدكتور طارق متري: “يسعدنا أن ننظم هذا المؤتمر، بالشراكة مع مؤسسة FMSH، التي استطاعت أن تستقطب عددا وافرا من الطاقات الفكرية من بلدان في أوروبا والعالم. ويسرنا أيضا أننا ساهمنا في مشروع الدراسة من خلال استدعاء مجموعة من الأكاديميين العرب الذين استفاضوا في دراسة نشأة العنف وأسبابه وتجلياته في منطقتنا”.
أضاف: “خلال هذا المؤتمر، سنحصد نتاج سنتين من العمل، وسنسعى إلى جمع مقاربات متعددة حول العنف في إطار متكامل. نحن لا ندعي من خلال هذا الؤتمر التوصل إلى استنتاجات جازمة، وأن الكثير من التساؤلات ستبقى من دون إجابة، إلا أننا نسعى إلى طرحها بشكل مختلف، وأكثر وضوحا”.
وأشار إلى أن “الجدوى من مؤتمر دولي كهذا، ومن كل المبادرات الدولية المشابهة، تعتمد على مدى مخاطبتها للمعنيين بالسياقين المحلي والإقليمي”، لافتا إلى أن “اختيار مدينة بيروت لعقد المؤتمر الدولي حول عرض وتقييم أعمال الندوة الدولية للخروج من العنف يؤكد ذلك”.
السنيورة
بدوره، اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة أن “مسألة الخروج من العنف من ناحية أكاديمية تعتبر قضية أساسية”، آملا في “أن تقدم الأبحاث في هذا المجال أدوات لفهم العنف”، وقال: “لا يمكننا الخروج من العنف من دون معرفة جذوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإن الخروج منه لا يجوز أن يكون على حساب حقوقنا وأملنا وقيمنا وحرياتنا في العالم العربي”.
الحكيم
أما الأمين العام للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) محمد علي الحكيم فااعتبر أن “الحل العسكري ليس الحل الأمثل للقضاء على العنف والإرهاب”، وقال: “علينا القضاء على جذوره والبحث عن الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الكامنة وراء هذه الظاهرة المزمنة والبحث عن المقاربات الواعدة في سبيل القضاء عليها”.
ولفت إلى أن “الإسكوا وضعت آليات ومنصات حوارية لتأمين نهج شامل ومتعدد القطاعات لمعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية ولتمكين أصحاب المصلحة الوطنيين من وضع حلول وإصلاحات مصممة، خصيصا لسياقاتهم الوطنية”، وقال: “في السنوات الأخيرة، شرعت الإسكوا في تنفيذ مشاريع الحوار التقني في سوريا وليبيا واليمن”.
لازاريني
بعد ذلك، قال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني: “إن الوقاية هي أفضل وسيلة لدينا لتغيير الاتجاه السلبي للعنف الذي نشهده. ومن خلال التحول، بعيدا عن إدارة الأزمات والاستجابة لها، والتوجه نحو منع النزاع بطريقة مستدامة وشاملة وجماعية، يمكن أن تنقذ الأرواح وتقلص التكاليف إلى حد كبير”.
أبو زينب
وعرضت المنسقة الوطنية لاستراتيجية منع التطرف العنيف في مكتب رئيس مجلس الوزراء ربينة أبو زينب “الاستراتيجية التي صدق عليها مجلس الوزراء في آذار الفائت”، شارحة أهميتها وسبل تطبيقها.
واختتمت الجلسة الافتتاحية بمداخلة لمديري وأعضاء المجلس الاستشاري للندوة الدولية حول الخروج من العنف (IPEV) علقوا خلالها على التقارير الأولية التي قدمتها مجموعات العمل ال10 التابعة للندوة.
بيان
وأفاد “معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية” في بيان أن “المؤتمر يهدف إلى عرض وتقييم مقاربات متعددة حول الخروج من العنف كإنهاء التطرف، وبناء السلام، والعدالة الانتقالية، والمصالحة، وبناء الدولة وغيرها”، لافتا إلى أن “هذا المؤتمر يمهد لإصدار التقرير الرسمي لأعمال الندوة الدولية حول الخروج من العنف IPEV، والذي ستنشره FMSH في خريف 2018”.
وأشار إلى أنه “خلال أيام المؤتمر الثلاثة سيتم عرض نتائج أبحاث وأعمال مجموعات العمل ال10، التي تتألف منها الندوة الدولية للخروج من العنف أمام الباحثين وصناع القرار السياسيين والاجتماعيين وشخصيات إعلامية”.
وطنية