شبعا التي لم تنم ليل امس لا في بلاد الاغتراب ولا في لبنان البلد الأم ودعت اليوم “عريسيها” الشهيدين أحمد نبعة ومحمد ماضي الذين قضيا امس في حادث سير مفجع في البقاع ، في مأتم مهيب في العشر الأواخر من شهر الصيام
مأتم قد تكون شهدت شبعا مثيلاً له في سنوات سابقة خلت كلما خسرت شاباً من ابنائها الا انه الأقوى هذه المرة حيث كان لشابين صديقين أبيا الا ان يغادرا الدنيا معاً .
حادثة جعلت ابناء المنطقة وجوار بلدة شبعا سواء لجهة العرقوب -الجنوب او لجهة البقاع الغربي وراشيا وابناء كافة بلدات العرقوب وحاصبيا وراشيا ومرجعيون والقرى المجاورة يقفون مع شبعا في وداع الشابين وفي مصابها الأليم
حضور ومشاركة على اكثر من صعيد رسمي وشعبي في التشييع في شبعا.
حضر المأتم وفود من مختلف المناطق ووفد كبير من مشايخ منطقة راشيا الوادي ومثل الوزير وائل ابو فاعور ، في التشييع وكيل داخلية البقاع الجنوبي رباح القاضي، فيما مثل النائب انور الخليل الدكتور أمين شميس ، بحضور مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي وقاضي شرع حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ اسماعيل دلي والنائب قاسم هاشم والنائب السابق منيف الخطيب، ورئيس اتحاد بلديات شبعا العرقوب محمد صعب ورجل الأعمال عماد الخطيب ، ووفد من مشايخ عين قنيا وشويا وحاصبيا ووفد من بلدة مرجعيون ورؤساء بلديات القرى المجاورة ومخاتير وابناء بلدة شبعا المقيمين خارجها ووجوه ثقافية وتربوية واجتماعية واعلامية .
وللمناسبة تحدث باسم وفد مشايخ راشيا قاضي المذهب الدرزي في راشيا الوادي القاضي الشيخ منير رزق فشارك ابناء شبعا مصابهم باسم ابناء راشيا وقال” مصابكم هو مصابنا وعلى الرغم من المسافة الجغرافية بيننا الا انه تجمعنا القيم والمبادئ نفسها واشاد رزق بأبناء وقيم بلدة شبعا موضحا ان الحادث هو قضاء وقدر
وبدوره تحدث القاضي الشيخ اسماعيل دلي فرحب بابناء راشيا وبكل من شارك في تشييع الفقيدين وعدد مزاياهما مذكراً بخصالهما الحسنة ومثابرتهما على اداء واجبهما الديني في الدنيا وبخاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لعل ذلك بميزان حسناتهما
من جهة اخرى أوضح مختار البلدة محمد هاشم ل “nextlb” انه وفي الأمس اراد الفقيد محمد ماضي التوجه الى البقاع للخضوع إلى علاج فيزيائي في كتفه في البقاع ، اصطحب معه رفيق دربه الفقيد احمد نبعه كذلك صديقه محمد الخطيب، وما ان وصلوا الى قرية الرفيد في قضاء راشيا، حتى هاجمهم الموت، بعدما ان انحرفت سيارة الكيا التي يقودها ماضي لتصطدم بجيب شيروكي يقوده شاب من الامن العام”. واضاف “خطف الموت بداية احمد الذي كان يجلس على المقعد الامامي، أما محمد ماضي فنقل الى المستشفى في وضع صحي خطر، ليلفظ آخر أنفاسه بعد ساعات، وكأنه أبى أن يكمل دربه من دون صديق طفولته الذي ترعرع واياه، كبرا سوية، تقاسما الافراح والاتراح، كانا بالنسبة لبعضهما كالظل الذي لا يفارق الانسان، في حين ان وضع الشاب محمد الخطيب مستقر رغم الكسور والرضوض التي تعرض لها”.
وتبقى حرقة ابناء البلدة على رحيل الشابين كبيرة فكلما بحثت على مواقع التواصل الاجتماعي لتطلع على معلومة تجد ما يذكرك باقوال لهما وصور تجمعهما ودعاء تركه احدهما شاهدا على مواقفه وايمانه بالله
فلم يمنح الموت احمد (28 سنة)، الاستاذ في ثانوية شبعا الرسمية، الوقت ليطمئن على تلاميذه الذين يخضعون لامتحانات الشهادة الثانوية، “كان يتابعهم متابعة دقيقة، اعطاهم كل اهتمامه وكله امل ان يتجاوزوا الامتحانات بنجاح، لكن للاسف لم يعطه الموت فرصه كي يفرح واياهم بنتائجهم، عاجله وخطفه من وسطهم، ودع الجميع بعبارة تركها على هاتفه “اللهم انك عفو تحب العفو فأعف عنا”
وكذلك حال محمد (23 سنة) الذي كان يعمل تاجر هواتف خليوية، الشاب الهادئ العصامي، يتيم والده منذ طفولته، الذي بنى نفسه بنفسه، من دون ان تفارق الضحكة وجهه”. واستطرد “كما كرّس احمد ومحمد حياتهما لفعل الخير لا سيما في شهر رمضان المبارك،
كل الصفات الجميلة يمكن ايجادها في هذين الشابين…رحمهما الله ولك السلام يا شبعا
إكرام صعب
[email protected]
الصور من صفحات الأصدقاء في شبعا
رضوان زينب المختار محمد هاشم والزميل رامز دلي