بخاري في اختتام مسابقة جائزة القرآن الكريم 2: نموذج رائد للعمل الديبلوماسي السعودي

أقامت سفارة المملكة العربية السعودية حفل اختتام مسابقة جائزة القرآن الكريم الثانية برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وحضوره في مبنى السفارة.
كما حضر الحفل القائم بالأعمال السعودي الوزير المفوض وليد بخاري، سفير الإمارات العربية المتحدة حمد الشامسي، النائب المنتخب فؤاد مخزومي، ومفتو المناطق وشخصيات سياسية واجتماعية ودينية.
بخاري
استهل الحفل بكلمة للوزير المفوض بخاري قال فيها: “نلتقي اليوم في لقاء يجمعنا فيه كتاب الله عز وجل، فالقرآن الكريم مصدر الاشعاع لهذه الأمة، ودستورها الخالد، تظل العناية به ونشره من أقدس المسؤوليات على المسلمين: تعلما وتعليما والتزاما بهديه القويم. ونحن في عصرنا الحاضر بحاجة إلى القرآن نتلوه ونتدبره ونحيا به ونتعامل معه، ونتحرك ونصلح أنفسنا ومجتمعاتنا على هديه ونقيم مناهج حياتنا على أسسه ومبادئه وتوجيهاته”.
أضاف: “المملكة العربية السعودية هي دولة القرآن، وحاملة لوائه، وخادمة بيت الله العتيق وراعية الحرمين الشريفين، وارتباط هذه الدولة بالقرآن الكريم هو ارتباط قديم قام على نشر هداية القرآن وتحكيمه، ابتداء من مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وجميع من خلفه من ابنائه جعلوا خدمة القرآن الكريم أسمى”.
وتابع: “جائزة السفارة السعودية لمسابقة القرآن الكريم السنوية “اقرأ” تشكل أحد أبرز المعالم المضيئة في خدمة كتاب الله ونشره، وتكريم ورعاية أهله، بوصفها نموذجا رائعا ورائدا للعمل الديبلوماسي السعودي، من خلال ما أولاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لكتاب الله من رعاية واهتمام”.
وختم بخاري: “أصحاب السماحة والفضيلة، أجدد ترحيبي بكم في دارتكم دارة سفارة المملكة العربية السعودية واهلا وسهلا بكم”.


دريان
ثم ألقى مفتي الجمهورية كلمة قال فيها: “بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل الكتاب هدى ورحمة وبشرى للمسلمين، فقال تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. والحمد لله الذي أرسل رسوله شاهدا ومبشرا ونذيرا إلى الناس أجمعين، فقال تعالى: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، القائل: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، خير مبعوث لهداية الأنام، القائل: من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه الهداة الأعلام، والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين”.
أضاف: “أيها الأحبة الحضور، نلتقي وإياكم اليوم، في هذا اللقاء الرمضاني الكريم المبارك لتوزيع الجوائز القيمة على الفائزين بالمسابقة القرآنية في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، التي أطلق مبادرتها معالي الوزير المفوض الأستاذ وليد البخاري القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية”.


وتابع: “أيها السيدات والسادة، إن مسيرة القرآن الكريم في الإسلام هي مسيرة الإسلام بعينها، كيف لا، والقرآن الكريم هو الدستور الأول، والمصدر الأساسي للتشريع الإسلامي، إن أول آيات كريمات نزلت من القرآن الكريم كانت تحث على العلم، وأول العلوم وأشرفها هو ما يتعلق بهذا الكتاب الكريم حفظا وتلاوة وتفسيرا وفقها وعملا. من هنا، أقبل المسلمون الأوائل، وحتى يومنا هذا وحتى قيام الساعة إن شاء الله على الإقبال على مائدة القرآن الكريم كي ينهلوا من هذا المعين الذي لا ينضب، كيف لا وهو الكتاب الكريم، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم”.
وأردف: “أيها الأخوات والإخوة، إن أحسن الحديث كلام الله تعالى، الذي نزل به الروح الأمين على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون هدى للناس وموعظة ونورا وشفاء وتبصرة وبرهانا، قال تعالى: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين، قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. والقرآن يسره الله تعالى للذكر، وسهله للمدارسة والحفظ، وأرشد المسلمين للاهتداء بهديه، والاستضاءة بنوره، والاستشفاء بآياته، فقد جاء هذا القرآن الكريم تزكية للنفوس وتبصرة للعقول، وتوجيها للناس إلى معاني الإنسانية الكاملة وخصائصها الفاضلة”.
وقال: “إن فضائل القرآن وتلاوته وحفظه ومدارسته وتدبره عظيمة، منها ما ينفع في الدنيا، ومنها ما ينفع في الآخرة، ومعلم القرآن ومن يتعلمه ويحفظه ويتلوه، من خير الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وقراء القرآن تتنزل عليه السكينة والرحمة وتحفهم الملائكة لقوله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. وقراء وحفاظ القرآن تزرع في قلوبهم السكينة والطمأنينة قال تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب. وقراء وحفاظ القرآن يحظون بذكر الله تعالى في الملأ الأعلى، لقوله تعالى: فاذكروني أذكركم. وقراء وحفاظ القرآن يحظون بشفاعته يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، وقوله: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان”.
أضاف: “وقراء وحفاظ القرآن يفوزون بأعلى درجات الجنة ومنزلتهم في الجنة عند آخر آية يقرؤها، لقوله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. وقراء وحفاظ القرآن يكفيهم شرفا وقدرا أنهم أهل الله وخاصته، لقوله صلى الله عليه وسلم: إن لله أهلين من الناس، فقيل: من أهل الله منهم؟ قال: أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته”.
وتابع: “أيها السيدات والسادة، إننا في دار الفتوى ومؤسساتها حريصون كل الحرص على النهوض بمراكز خدمة القرآن الكريم على مساحة الوطن، وحريصون على تشجيع أبنائنا وبناتنا على ضرورة الإقبال على هذه المراكز، وقد أصبح لدينا في لبنان والحمد لله العدد الكبير من مراكز خدمة القرآن الكريم. كما أصبح لدينا أيضا الكثير من حفاظ وحافظات كتاب الله عز وجل. وأصبح والحمد لله لدينا شيوخ قراء لهم مكانتهم في لبنان، ولهم حضور ومشاركة فاعلة وفعالة في مسابقات حفظ وتلاوة القرآن الكريم على صعيد التحكيم في مباريات القرآن الكريم في العالمين العربي والإسلامي”.
وختم مفتي الجمهورية: “لا يسعني في ختام كلمتي إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير لمعالي الوزير المفوض الأستاذ وليد البخاري على احتضانه لهذه المسابقة القرآنية الرمضانية، وأتوجه أيضا بالشكر والتقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان على احتضانهما للقضايا العربية والإسلامية، وعلى الوقوف دائما إلى جانب لبنان وشعبه. وفي الختام، أسأل الله تعالى أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا، اللهم علمنا القرآن وذكرنا منه ما نسينا، وخلقنا به، وهب لنا حسن تلاوته، وحسن الفهم له، وحسن العمل به. وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه”.
توزيع الجوائز
ثم وزع دريان وبخاري جوائز مالية على الفائزين في المسابقة، وهم: أحمد الخراز، حمزة الحاج، محمد شحادة، سراج مبسوط، هبة القص، آية الكردي، عبد الرحمن عوض، زياد الرفاعي، عبد القادر سوبرة، وصلاح الكردي.

لمشاركة الرابط: