أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن المرأة ليست نصف المجتمع، بل هي التي تبني المجتمع كله، متعهدا بأن تكون هناك كوتا للمرأة في الحكومة المقبلة وفي المجلس النيابي اللاحق”.
وقال: أنا مع تولي المرأة أرفع المراكز في السلطة، ومع المداورة في كل الوزارات بين مختلف المكونات السياسية، وحتى السيادية منها، فلماذا لا يحق للأقليات الحصول على حقائب سيادية في الحكومة؟ علينا أن نخرج من هذا التفكير المتقوقع، لأن المداورة تخلق عدالة أكبر بين كل مكونات المجتمع في كافة القطاعات المختلفة”.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال لقاء حواري أجراه قبل ظهر اليوم مع حشد من النساء القياديات والعاملات في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، بدعوة من المجلس اللبناني للسيدات القياديات، في مركز “سي سايد بافيون”، تحت عنوان “المرأة شريك في العبور إلى دولة المؤسسات”، تناول الوضع السياسي العام في البلاد ومطالب تتعلق بالشأن السياسية والاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وقال الرئيس الحريري: “المرأة هي جزء لا يتجزأ من العمل السياسي والاجتماعي، ولديها إنجازات كبرى في لبنان. وإذا كنا نفخر دائما ونقول أننا في بلد منفتح ومتطور، إلا أننا في الحقيقة لم نر بعد مظاهر حقيقية لهذا الانفتاح وذاك التطور، وتحديدا على صعيد دور المرأة في الشأن العام. من هنا علينا أن نعمل الكثير من أجل تطوير دور المرأة وإشراكها في المجال السياسي تحديدا”.
أضاف: “في هذه الحكومة، أنشأنا أول وزارة لشؤون المرأة، وعلينا أن نطور هذا الجهد من أجل تكريس كوتا للمرأة، سواء في الحكومة أو في المجلس النيابي. هذا المسار بدأته في هذه الحكومة وسأكمله إن شاء الله بعد الانتخابات النيابية”.
وتابع: “نحن جميعا نعلم دور الأم والأخت والزوجة، دور المرأة المساعدة القادرة على القيام بأي وظيفة يمكن أن تطلب منها، حتى في المجالات الأكثر حساسية. والمرأة تحتل نسبة عالية جدا في فريق عملي الخاص، سواء الاقتصادي أو الإعلامي أو الدبلوماسي أو السياسي أو حتى الأمني”.
بعد ذلك، رد الرئيس الحريري على أسئلة ومداخلات الحاضرات، فاعتبر، ردا على سؤال بشأن منع المرأة اللبنانية من إعطاء جنسيتها لأولادها، أن هذا القانون أعوج، وقال: “من الضروري جدا والأساسي أن تتمكن المرأة اللبنانية من إعطاء جنسيتها لأولادها. هذا القانون لا بد من إقراره، وعلينا أن نخرج من الهواجس الطائفية والمذهبية التي لدينا، من أجل إقرار هذا الحق”.
وردا على سؤال آخر، أكد الرئيس الحريري أنه مع توسيع المساحات الخضراء في العاصمة بيروت والحفاظ على المباني القديمة فيها، داعيا كل من لديها مقترح عملي في هذا الشأن للتقدم به إليه شخصيا لمتابعته.
من ناحية ثانية، أكد الرئيس الحريري أن الحكومة تقوم بكل الجهود الممكنة من أجل ترسيخ الاستقرار في البلاد، لتوفير الأجواء المناسبة لعودة السياح إلى بيروت وكل لبنان، وقال: “سترون قريبا أن عددا من الدول الخليجية سترفع الحظر قريبا عن سفر مواطنيها إلى لبنان، مما سيساهم في تعزيز السياحة في بلدنا وبالتالي تدعيم الاقتصاد ككل”.
أما بشأن ملف محاربة الفساد، فدعا الرئيس الحريري كافة القوى السياسية لأن ترفع يدها عن كل فاسد، معتبرا أن تغطية أي فاسد يشكل جريمة كبرى بحث البلد ككل.
وكان اللقاء استهل بكلمة للسيدة ردينة كنعان العرب التي أكدت أن صوت المرأة هو صوت أولادها وعائلتها، وهي التي تصنع المجتمع كله.
[email protected]