السفير المغربي من اذاعة لبنان: نثني على دعوة الرياشي لمشروع اعلامي مشترك تؤسسه الجامعة العربية

أثنى سفير المغرب محمد كرين، في مقابلة مع الزميلة وداد حجاج ضمن برنامج “البث المباشر” لمناسبة الذكرى 18 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، على دعوة وزير الاعلام ملحم الرياشي في القاهرة مؤخرا لمشروع اعلامي مشترك تؤسسه الجامعة العربية، ويعيد تقديم صورة المنطقة بعمقها وحضاراتها كما هي لا كما صورها التطرف”، واصفا كلامه ب”الكبير”.

وقال كرين: “نحن في حاجة الى هذه المسألة، والان على مستوى العالم اصبح الجانب الاعلامي يلعب دورا استراتيجيا في كل الجوانب، والمستوى الاعلامي جزء لا يتجزأ من استراتيجية شاملة ترتكز في الاساس على بناء مشترك وننطلق منه لتدبير الخلاف العربي – العربي والاختلافات الاخرى، واذا لم نستطع ان نطور آليات التعاون والتشارك في ما بيننا، فلا يمكن للجانب الاعلامي ان يزين وضعا متميزا بالتفرقة”، داعيا في المرحلة الحالية الى “تشجيع علاقات أوثق تقنيا ومهنيا بين الاعلاميين في مختلف البلدان”، كاشفا انه “يعمل مع الوزير الرياشي لاتفاق اعلامي بين المغرب ولبنان على كل المستويات”.

واضاف كرين: “ان التطرف أعطى لمنطقتنا صورة سلبية جدا خاصة للدين الاسلامي الحنيف”، مشددا على “الدور الذي يقوم به لبنان وخصوصا المسيحيون فيه، الذين عاشوا ويعيشون مع المسلمين ويعرفون الاسلام كما هو في حقيقته ولهم دور كبير اكثر من المسلمين العرب ان يعرفوا بالجانب الانساني والمنفتح والمعتدل للاسلام، ففي كل مسلم لبناني هناك ظل مسيحي، وفي كل مسيحي لبناني هناك ظل مسلم. هذا التعايش يكون مثالا حيا للتعريف بحضاراتنا بكل مكوناتها في المنطقة العربية، ففي لبنان تنوع جميل وانيق، حتى في رؤية الآخر، وعلينا ان نبرزه اكثر، وعلى لبنان ان يشيع هذا النموذج الذي قال عنه قداسة البابا هو “رسالة”، وهو ما اكده جلالة الملك محمد السادس في رسالة التهنئة التي بعثها الى فخامة الرئيس ميشال عون بعد انتخابه رئيسا للجمهورية بأن لبنان نموذج متميز للتعايش بين الطوائف والديانات في هذا العالم الذي تكثر فيه الانزواءات والهويات القاتلة”.

وردا على سؤال عن صعوبة حصول اللبنانيين على التأشيرة الى المغرب، قال: “اننا في المغرب نسعى الى ان يزور بلادنا اكثر عدد من الناس من بلدان عربية او غير عربية، ونقوم بتسهيل الحصول على التأشيرة في اقرب وقت، ولكن في نفس الوقت هناك اعتبارات امنية يجب أخذها بعين الاعتبار”، مشيرا الى “اننا نركز على تكثيف علاقتنا السياحية بالتواصل مع وزير السياحة اللبناني ولدينا اجتماعات حول مسائل ملموسة. هناك 12 وكالة سفر مغربية زارت لبنان وتعرفت على المآثر التي تهم الافواج السياحية، ونحن بدورنا سننظم زيارة في شهر ايلول المقبل ل 15 وكالة سفر لبنانية الى المغرب للتعرف على الامكانيات السياحية في المغرب”.

وعن “البيعة” او تجديد الولاء للعرش الملكي في 30 تموز، اشار كرين الى انه “بمفهومه التاريخي هو عقد بين ممثل الشعب مع من سيصل الى سدة الحكم ليسير البلاد ويقودها باسمهم ويدافع عنها، ومن ناحية التطبيق ما زال في عمقه يحافظ على مبايعة ممثلي السكان للملك بأن يسير شؤون الدولة باسمهم، وثانيا مبايعته كأمير المؤمنين يتولى كل ما يتعلق بالجانب الديني ويحسم فيه في آخر المطاف”.

وردا على سؤال عن مدى نجاح الانظمة الملكية في المحافظة على الاستقرار اكثر من غيرها، اشار الى “ان الملكية في المغرب، نظام سياسي يكفل ويضمن وحدة الامة المغربية رغم اختلاف مكوناتها، ويحافظ على استقرار المغرب، ولا يمكن لنا ان نتدخل في شؤون شعوب شقيقة اخرى التي تختار نفسها الذي يصلح لها، المؤسسة الملكية في المغرب هي فوق الفاعلين السياسيين الاخرين وتأخذ جذورها من قرون طويلة الى الوراء، وفي البناء الدستوري، المؤسسة الملكية هي التي تسهر على المصالح العليا للوطن، ولها الكلمة في تحديد التوجهات العامة للسياسة في المغرب، والى جانبها الحكومة المنبثقة من الانتخابات، فنظامنا الملكي افاد البلاد في مرحلة الاستقلال، ويفيدها الان في مرحلة البناء الديموقراطي بطريقة سلسلة وتدرج”.

وعما اذا كان التنوع في بلداننا المشرقية نعمة ام نقمة، اشار كرين الى “ان اي شيء يحمل في طياته التناقضات، والاختلاف والتنوع الطائفي او المذهبي او الثقافي يمكن له ان يعطي قوة ويمكن له ان يعطي ضعفا”، لافتا الى “ان ما يجمع لبنان والمغرب في هذه النقطة هو الانفتاح وقبول الاخر والتعايش معه، فبناء الامم والشعوب الموحدة والمؤسسات بمفهومها العصري هو اشتغال على المشترك وكيف نبرزه بغض النظر عن طوائفنا ومعتقداتنا وننطلق منه لندبر خلافاتنا ويصبح التنوع ضعفا، اذا كانت هناك جهات اجنبية اقليمية تلعب على النعرات القبلية او الطائفية او العقائدية لحسابات لمصلحتها، او عندما يكون في الداخل تيارات منغلقة على نفسها، ومتقوقعة وتدخل في نوع من الانكماش ورفض الاخر، ان لم اقل كراهية الاخر، ومواجهة الخطر تكون عبر توعية جميع مكونات الثقة على ضرورة الرجوع دائما الى الاجندات الداخلية التي تخدم البلد، وتحييد كل التأثيرات الاجنبية. اما على الصعيد الداخلي، فتكون المواجهة بمحاربة الكراهية عبر العمل على ابراز رموز توحد الامة”.
وطنية

لمشاركة الرابط: