جال وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي على قرى العرقوب وجديدة مرجعيون، يرافقه المنسق الإنساني لأنشطة الأمم المتحدة فيليب لازاريني، والمدير العام لصندوق التنمية الإقتصادية والإجتماعية المهندس هيثم عمر، بهدف الاطلاع على أوضاع النازحين السوريين، والمشاكل التي تعانيها المجتمعات المضيفة في هذه المناطق.
استهل المرعبي جولته بزيارة الى بلدية شبعا في قضاء حاصبيا حيث كان في استقباله رئيس البلدية محمد صعب وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل زياد ضاهر، منسق عام تيار المستقبل في حاصبيا ومرجعيون عبدالله عبدالله، ممثل وزارة التربية شفيق علوان ورؤساء بلديات العرقوب وحشد.
ومن هناك توجه الجميع الى المدرسة الإبتدائية الرسمية في البلدة وتباع المرعبي عن كثب ما تواجهه هذه من عبء النزوح خاصة وان هناك اكثر من 500 تلميذ سوري دوام مسائي، واستمع من مدير المدرسة حاتم غانم الى حاجات المدرسة لمواجهة اعباء وحاجيات الطلاب السوريين في البلدة.
وقال المرعبي: “أشعر بفخر واعتزاز لوجودي في هذه المنطقة الطيبة. أتينا لنتعلم من اهالي شبعا والعرقوب الصمود في وجه العدو الاسرائيلي ومقاومته للاسلحة الفتاكة من جيران متربصين بنا. هذه المنطقة التي علمت الصمود والدفاع عن أرضها وتحريرها”.
اضاف المرعبي: “الله يعين المضيفين والله يعين النازحين، فاذا كان اللبناني بخير يعني ان النازح بخير. واذا انعكس الوضع المتردي على اللبناني انعكس ايضا على النازح السوري. لذلك دعوتنا الى كل المنظمات الاممية والمحلية والمجتمع المدني والشعوب العربية ان يساعدوا القرى والبلدات التي تستضيف النازحين لكي تقوم بواجبها الانساني والمعيشي تجاه المواطن والنازح السوري في آن معا”
بعدها جال المرعبي في ارجاء البلدة مطلعا على اوضاع عدد من العائلات السورية النازحة الى البلدة وما تعانيه في سبيل تأمين الحياة الكريمة واللائقة.
ومن هناك توجه المرعبي والوفد المرافق الى دارة النائب قاسم هاشم، حيث كان الى هاشم القائد العام لقوات اليونيفيل في لبنان الجنرال مايكل بيري، ومدير مكتب الشؤون المدنية في اليونيفيل الباقر آدم، ومدير مكتب الشؤون السياسية في اليونيفيل جون ماولوي، وقائد القطاع الشرقي في اليونيفيل الجنرال أرولدو لازارو وقائد الكتيبة الهندية الكولونيل ديرندرا سينغ، تم خلالها التباحث في الشؤون العامة للمنطقة التي اكد خلالها الجميع على الدور الأساسي الذي تقوم به قوات اليونيفيل في حفظ الأمن والإستقرار في مناطق عمل اليونيفيل والتنسيق الدائم مع الجيش اللبناني والقوى الامنية
بعدها انتقل المرعبي والنائب هاشم الى مركز منسقية تيار المستقبل في شبعا حيث كان في استقبالهما اعضاء المنسقية، وقدم عبدالله للمرعبي خريطة لبنان التي تبيّن بوضوح مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.
ومن هناك توجه الجميع الى دارة صعب في شبعا الذي أولم على شرف المرعبي، والقى خلالها صعب كلمة رحب فيها بالمرعبي والحضور، معتبرا ان “هذه الزيارة تحمل بين طياتها الكثير من الأمل كونها تفسح لكم المجال للإطلاع على واقع منطقة العرقوب الأليم والحاجات الملحة والضرورية التي نحن بامس الحاجة اليها في الوقت الراهن، حيث لا زالت منطقتنا تعاني من الحرمان الذي رافقها منذ عقود من الزمن وعلى كافة المستويات الإنمائية والإقتصادية والإجتماعية والصحية وهي دفعت ولم تزل تدفع الثمن غاليا، فالإعتداء الإسرائيلي على منطقتنا له تداعيات سلبية على كافة المستويات من تدمير للبنى التحتية وللمنازل وتشريد السكان ونزوح الكثير من الأهالي، واليوم نعاني من تداعيات النزوح السوري لمنطتنا، فقد حمل اللجوء السوري البلديات الكثير من الأعباء بغية تامين الحد الأدنى من الخدمات للسكان المقيمين وللاجئين السوريين، فهناك اعباء مالية ضخمة تتكبدها البلديات”.
وأشار صعب الى “التقصير الواضح للدولة ومطالبتنا الدائمة لها للمساعدة بحل بعض المشاكل الضرورية والخدماتية الملحة بغية تأمين الحد الأدنى المطلوب ليعيش الإنسان بكرامة على هذه الأرض، لكن للأسف لا من سامع أو مجيب”.
أشاد المرعبي بهذه المنطقة واهلها الذين قدموا التضحيات في سبيل تحرير هذه الأرض الطاهرة والطيبة ولكم الحق كل الحق في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، التي أكد عليها الرئيس نبيه بري، وأنقل لكم تحيات النائب بهية الحريري والرئيس سعد الحريري، الذين يؤكدون الوقوف الى جانبكم”.
ووجه المرعبي التحية الى النائب هاشم “الذي لا يسكت ابدا عن حقوق اهالي هذه المنطقة، وكذلك صعب الذي زودنا خلال زيارته الأخيرة الى مكتب الوزارة في بيروت، مع اعضاء اتحاد بلديات العرقوب ووفد تيار المستقبل في المنطقة”.
واشاد المرعبي بالدور الكبير الذي يقوم به لازاريني وفريق عمله ووقوفه الى جانب لبنان والنازحين السوريين وكل ذي حاجة”، شاكرا “للجنرال مايكل بيري ولقوات اليونيفيل لدورها في حماية السلام في ارض تستحق السلام، وتحية لكل من يعمل للسلام بين الشعوب في هذا العالم الذي اصبح انانيا بشكل لا يوصف، وكل التحية للجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تقدم التضحيات في سبيل الذود عن هذا الوطن”.
ورحب النائب هاشم بالوزير المرعبي والحضور، مؤكدا ان كل من يريد ان يعرف معنى الوطنية ان يأتي الى هذه المنطقة لمعرفة العيش الواحد، ونحن اليوم على ابواب ذكرى التحرير نقول ان التحرير يبقى ناقصا في وقت ما زالت تلال كفرشوبا ومزارع شبعا الجزء اللبناني من الغجر محتلا، ووجود الجنرال بيري هو تأكيد باننا ما زلنا على عهدنا في العلاقة الوطيدة مع اليونيفيل ونحن ننتمي الى هذه المنظومة الدولية في علاقاتنا وفي تأكيدنا على القرارات الدولية ولكن مع تأكيدنا على حقنا الكامل في استعادة اراضينا المحتلة ومواجهة العدو بكل ما نملك من الكرامة والوطنية والسيادة الوطنية الحقيقية”.
مؤكدا على التعاون بين النواب والوزراء لكي يسود الإنماء في هذا الوطن، والإنماء المتوازن حيث يجب ان يكون.
وكانت عدة مداخلات من عدد من رؤساء البلديات كما وتسلم المرعبي ولازاريني درعا تكريمية من مدرسة شبعا الرسمية.
بعدها توجه المرعبي الى بلدة كفرشوبا اطلع خلالها على حاجاتها الملحة وكان في استقباله والوفد المرافق فعاليات من البلدة وحشد من بلديات العرقوب حيث طالب رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري “برفع الحرمان والإهمال عن هذه المنطقة التي عانت الكثير جراء الإعتداءات الإسرائيلية واليوم جراء النزوح السوري اليها، مطالبين احقاق الحق لهذه المنطقة التي لم تجد ما تستحق بمستوى التضحيات التي قدمها اهلها في سبيل الوطن”.
بعدها سلم صعب درعا تكريمية لكل من المرعبي وبيري عربون تقدير.
وكانت محطته الأخيرة في مخيم مرج الخوخ للنازحين في جديدة مرجعيون وكان في استقباله عدد من رؤساء بلديات منطقة مرجعيون، وجال المرعبي والوفد المرافق في ارجاء المخيم الذي يضم أكثر من 200 عائلة سورية نازحة تفتقر الى الحد الأدنى من الحياة الكريمة واللائقة، ثم انتقل الجميع الى محطة نبع الخوخ لضخ المياه الى العديد من قرى المنطقة والتي تقع على مقربة من مخيم مرحج الخوخ، حيث هناك تخوف من ان تؤثر المياه الآسنة، الناجمة عن المخيم، على المياه الجوفية، مشيرا الى ان “خطة الرئيس سعد الحريري القائمة على الإستثمار بالبنى التحتية في كافة المناطق اللبناني خاصة في بلدات بعيدة مثل عكار ومرجعيون وصور والهرمل وغيرها التي لا يوجد فيها بنى تحتية، وهي تقوم على تقديم الخدمات الى اللبنانيين والسوريين”، وأكد المرعبي ان “هذه الخطة يعول عليها الرئيس سعد الحريري من اجل خلق فرص عمل ايضا، وجولتنا تؤكد ان هذه الخطة يجب ان تبدأ اليوم قبل الغد، خاصة واننا نعاني من تلوث للمياه الجوفية وضغط كبير على المدارس والمستشفيات وغيرها، ولكن في نفس الوقت نعتز بكرم وضيافة الشعب اللبناني للأخوة السوريين.
المصدر_خاص