
في كل دورة انتخابية، يُطرح السؤال ذاته: “هل تُحدث مشاركتي فرقًا؟” والجواب دائمًا نعم. فالانتخابات ليست مجرد طقس ديمقراطي عابر، بل هي لحظة مصيرية تُمنح فيها للشعب فرصة تحديد مسار البلاد. ومع ذلك، يختار كثيرون العزوف عن التصويت، إما يأسًا أو احتجاجًا أو لا مبالاة. لكن لهذا الامتناع، مهما كانت أسبابه، ثمن باهظ لا يدفعه الفرد وحده، بل يدفعه المجتمع بأسره
الانتخابات ليست مجرّد حق، بل هي واجب وطني وشرعي يُسهم في رسم مستقبل الوطن. وعندما يمتنع المواطنون عن التصويت، فإن لهذا القرار آثارًا سلبية وخطيرة على عدة مستويات:
ترك المجال لغير الأكفاء
حين يمتنع أصحاب الوعي والغيرة الوطنية عن التصويت، فإنهم يتركون الساحة مفتوحة للجهات أو الأشخاص الذين لا يمتلكون الكفاءة أو النزاهة للوصول إلى مواقع القرار. فيُنتخب من لا يستحق، فقط لأن الآخرين صوّتوا بينما أنت سكتّ.
تغييب صوت التغيير
الصمت الانتخابي يُضعف فرص التغيير. فالمقاطعة لا تسقط نظامًا، بل تُثبّته. كل صوت يُهدر هو فرصة ضائعة للتأثير والتصحيح، وفرصة لمن لا يمثل تطلعات الناس ليستمر في السلطة.
تعزيز الفساد والمحسوبيات
الامتناع عن التصويت يعطي فرصة للمنظومات الفاسدة لتُعيد إنتاج نفسها. فالأنظمة التي تعتمد على شراء الولاءات وتعبئة الأنصار، تفرح بغياب أصوات الناخبين المستقلين أو الغاضبين، لأنهم بذلك يُقصون أنفسهم طوعًا.
خسارة شرعية الاعتراض
من لا يشارك في الانتخابات، يضعف موقفه الأخلاقي والسياسي في الاعتراض لاحقًا. فمن لم يصوّت، ولم يسعَ للتغيير، يصعب أن يُقنع الآخرين بوجوب الإصلاح.
التأثير على الأجيال القادمة
القرار الانتخابي لا يؤثّر في الحاضر فقط، بل ينعكس على مستقبل البلد لعقود. فالقوانين، والسياسات، والتعليم، والاقتصاد، كلّها تتأثر بنتائج الانتخابات. ومن يُهمل صوته اليوم، قد يدفع أبناؤه وبلدته ثمن ذلك غدًا.
صوتك مسؤولية وطنية
الانتخابات فرصة، وليست مجرد مناسبة. والمشاركة فيها فعل وطني، ومسؤولية لا يجوز التخلّي عنها. صوتك هو سلاحك، وغيابه هو تخلٍّ عن حقك، وحق بلدك.