ليس سهلاً في هذه السنوات العجاف أن تبقى أرزة طيران الشرق الأوسط خضراء، وتحلّق عالياً شرقاً وغرباً، وتحقق الإنجاز تلو الإنجاز، رغم كل التحديات التي يواجهها العديد من شركات الطيران في العالم، ومتجاوزة كل الصعوبات والأزمات التي يتخبط فيها لبنان.
«المبنى الأخضر» الذي تم تدشينه في اليومين الماضيين، يُعتبر غصناً جديداً يُضاف إلى أغصان أرزة الميدل إيست الخضراء، التي كادت أن تيبس وتسقط قبل خمسة وعشرين عاماً، تحت ضغط الخسائر المتراكمة طوال أعوام ما بعد الحرب، والتي بلغت ثمانين مليون دولار سنوياً، وهو الأمر الذي دفع بعض جهابذة السياسة والإقتصاد إلى طرح فكرة بيع الشركة الوطنية الكبرى بخسائرها، للتخلص من أعباء ديونها.
ولكن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان متمسكاً بالميدل إيست لما تمثله من رمزية وطنية ووجدانية في نفوس اللبنانيين، المقيمين والمغتربين. وكان أن اتفق مع حاكم البنك المركزي، المالك الأكبر لأسهم الشركة، على تكليف «الشاب» محمد الحوت، أحد المدراء في المصرف المركزي، بإدارة الشركة، رئيساً لمجلس الإدارة ومديراً تنفيذياً.
خاض محمد الحوت أكبر وأهم عملية إصلاحية في القطاع العام، ولعلها العملية الوحيدة في العقود الثلاثة الأخيرة، حيث بدأ برفع إيدي السياسيين عن الشركة، وأوقف عمليات التوظيف العشوائية، و«تجرأ» على صرف الفائض من الموظفين والعمال، بغض النظر عن إنتماءاتهم الطائفية والسياسية. وذهب أبعد من ذلك عندما أوقف خطوطاً كان رئيس الجمهورية والحكومة، في مطلع التسعينات، قد طلبوا تسييرها بحجة تحقيق التواصل بين لبنان المقيم والمغترب، ولكنها كانت تُلحق خسائر فادحة بالشركة، مثل خطوط البرازيل وبعض الدول الإفريقية.
بدأت الشركة تتخلص من أعباء ديونها بعد تنفيذ الخطط الجديدة، ثم راحت تتحول إلى الربحية شيئاً فشيئاً، إلى أن وصلت أرباحها قبل موسم الكورونا إلى الثمانين مليون دولار سنوياً، وهو المبلغ الذي كانت تخسره سابقاً.
وإزدهرت مواسم الإنجازات بمستوى أدهش الكثير من خبراء الطيران: تجديد أسطول الشركة من طائرات «الإيرباص»، ومضاعفة أعدادها، تشييد أبنية جديدة وحديثة لإدارات الشركة، وإنشاء مركز تدريب للطيارين مجهز بأحدث المعدات، وكان آخرها المبنى الأخضر، الذي بُني وفق أفضل القواعد الصديقة للبيئة.
ربع قرن أمضاها محمد الحوت بقيادة طيران الشرق الأوسط، محققاً أرباحاً يُقدر مجموعها بمليار ونصف المليار من الدولارات. وإختصر أسباب هذه النجاحات بثلاث عبارات مختصرة، أثارت آخرها عاصفة من التصفيق العفوي والمديد من الحاضرين في تدشين المبنى الجديد، حيث قال في ختام خطابه: يسألون عن سر النجاح..، ونقول لهم: إننا شطبنا من قاموسنا كلمة «ما فينا»، وكلمة «ما بتزبط»، وكلمة «ما خلّونا نشتغل»!!
إنه الحوت الذي إلتهم الشعارات الزائفة بغمضة عين!!
المصدر : اللواء
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More