وُلِدَ بلا قَدَم .. هكذا خلقه الله .. كان اللئام من زملائه في المدرسة ، ولاحقاً في الجامعة ، غالباً ما يسخرون من عيبه الخَلقي هذا ، والذي لا حيلة له في إصلاحه.
كان يستعين بقدم إصطناعية تحل محل قدمه المفقودة. والعيب ، إذ ذاك باقٍ مدى العمر ، وقصاراه أن يتعلم التعايش معه. والعجيب أنه كان يُظهر الفرح عندما يسخر منه أحدهم ، لا بل إنه كان يزايد في السخرية من نفسه على الملأ ، والأعجب من ذلك أنه كان لا يرى عيباً أو موضع نقص في أحد ما، إلا وكان الأكثر سخرية من الضحية المسكينة ، بجفاء وغلظة لا رحمة فيهما ولا هوادة.
كان معجوناً بالسخرية ، وفي نفس الوقت حريصاً على إظهار اللامبالاة عندما يتعرض للسخرية اللئيمة اللاذعة. ذات يوم سمع أحدُ زملائه ، بالصدفة المحضة ، بوح فاقد القدم لأحد الكبار … كان يبث حزنه وتألمه بسبب وقوعه ضحية للسخرية والتنمّر ، فإظهار الفرح إزاء السخرية كان مجرد تمويه ، وبدل أن يولد فيه الحزن والألم رحمة وتعاطفاً ومحبة ، على العكس من ذلك ، لقد ولّدا فيه غلاظة وقسوة وجعلا الرحمة تتلاشى من قلبه.
* طبيب لبناني مقيم في البرازيل
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More