إفتتاحية “اللواء” اليوم … السلطة الصماء : خلاف على وقف حريق طرابلس! الحريري : الفيحاء ليست قندهار ولماذا يتفرج الجيش على إحراق المنشآت

ركزت إفتتاحية صحيفة اللواء اليوم على الوضع المتفجر في عاصمة الشمال طرابلس في ظل عجز كبير ومستغرب من السلطة عن توفير الأمن فيها وعدم معالجة المشكل الأساسي من فقر وبطالة في المدينة ، وجاء في الإفتتاحية :
عكست صرخات الألم، التي صدحت بأصوات مرتفعة، من صدور الطرابلسيين، الفقراء المعوزين، الذين خرجوا، احتجاجاً، على الموت البطيء بالفقر والحاجة القاتلة ، متحدين بصدورهم الجائحة القاتلة كورونا، ليواجهوا، على نحو مأساوي، بالرصاص الحي، لا المطاطي، يوجه إلى صدورهم أيضاً.. فماذا يا ترى، يتعين فعله، لإستدراك الموقف بين هيبة الإقفال الكوروني، وهيبة السلطة العاجزة، عن أي شيء، سوى الهرب إلى الأمام، بدل مراجعة، ما يمكن مراجعته من إجراءات خاطئة، أضرت بكل شيء، ولم تنفع بأكثر، لا من الإصابات، ولا الوفيات بالفايروس.
وازاء حالة المراوحة، في وقت تتقدّم الاحتجاجات على ما عداها، بقي الكلام الحكومي، يعيش في أجواء ضبابية، وشعارات قديمة- جديدة، عن وحدة المعايير، والميثاق، والشراكة وسوى ذلك، من تبريرات تمنع التقدم إلى الامام.
وأمس، طرأ خلاف على كيفية معالجة الوضع المتدهور في طرابلس.
وذكرت مصادر بعبدا لـ “اللواء” أن الرئيس ميشال عون يفضل انعقاد مجلس الامن المركزي أولا لتجري القيادات الأمنية الموجودة على الأرض نقاشاً معمقا للمعطيات وتتخذ القرار المناسب.
وأضافت المصادر ان اجتماع مجلس الأمن المركزي يتم بدعوة من وزير الداخلية وقد يرأسه رئيس الحكومة اذا أراد:.
وقلت: اذا كان من ضرورة لإنعقاد مجلس الدفاع الأعلى يتم الاتفاق على ذلك. لا سيما وان هناك حملة تقول ان مجلس الدفاع اخذ مكان الحكومة وهو يقرر عنها وهذا أمر غير صحيح.
سيناريو ضبابي للوضع
قالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن عدم اجتراح الحل السياسي ستكون له انعكاساته السلبية ، ولفتت إلى أن السيناريوهات الضبابية للوضع اللبناني هي أكثر ما تقلق دون إغفال تمدد وباء كورونا واستمرار تطور الأوضاع في طرابلس وما قد يستتبع ذلك.
وتوضيحا لبيان مكتب الإعلام الذي صدر امس فإن المعلومات أفادت أن رئيس حكومة تصريف الأعمال طلب من رئيس الجمهورية إنعقاد المجلس الأعلى للدفاع لكن الرئيس عون فضل انعقاد اجتماع مجلس الأمن المركزي لدرس الوضع ميدانياً ومعروف أن هذا المجلس يضم ضباطاً يتابعون الأمور على الأرض لدراسة الوضع ومعرفة الإمكانات والتوقعات على أنه إذا كانت هناك من قرارات أو اقتراحات في هذا الاجتماع وتستوجب انعقاد المجلس الأعلى للدفاع فيلتئم المجلس، مع العلم ان كلاما كثيراً صدر عن حلول هذا المجلس مكان مجلس الوزراء. وتحدثت عن دور أساسي لمجلس الأمن المركزي لأنه يضم معظم قادة الأجهزة القادرين على الحصول على تقارير عن المناطق وهكذا يمكن إنجاز العمل المتصل بما يجري على الأرض وعلى ضوء ذلك يمكن تقرير ما إذا كان مجلس الأعلى للدفاع يجتمع ام لا.
وأعلنت المصادر إن لا مؤشرات كاملة بعد عن تحركات جديدة على صعيد المعالجات السياسية ولا سيما على صعيد تأليف الحكومة والمسألة معلقة بالتالي عند موقف المعنيين بالتأليف لجهة وحدة المعايير لدى رئيس الجمهورية ورغبة الرئيس المكلف بأحقية صلاحيته في التأليف وتسمية وزراء الاختصاص لافتة إلى أنه حتى الحلول الوسطية لم تجد لها مكانا.
وكان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أشار إلى ان الرئيس عون طلب انعقاد مجلس الأمن المركزي لدرس الوضع الأمني في البلاد من خلال التقارير الميدانية التي تعدها القوى الأمنية المعنية..
وفي ضوء ما تنتهي إليه هذه القوى يبنى على الشيء مقتضاه.
وإزاء التوجسات مما يجري، زار مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي، يرافقه المساعد الثاني لمدير المخابرات العميد الركن نبيل أحمد عبد الله مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، خصوصاً بعدما نقل “خشيته من انفجار اجتماعي كبير في لبنان على الصعد كافة، اذا لم تتم المعالجة فوراً قبل فوات الأوان”.
الحريري
وليلاً، صدر عن الرئيس الحريري البيان الآتي :
ما حصل في مدينة طرابلس هذه الليلة جريمة موصوفة ومنظمة يتحمل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة واحراق مؤسساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى . 
الذين أقدموا على إحراق طرابلس مجرمون لا ينتمون للمدينة وأهلها ، وقد طعنوها في امنها وكرامتها بإسم لقمة العيش . ومن غير المقبول تحت أي شعار معيشي أو سياسي طعن طرابلس من اي جهة او مجموعة مهما كان لونها وانتماؤها . 
إننا نقف الى جانب اهلنا في طرابلس والشمال ، ونتساءل معهم ؛ لماذا وقف الجيش اللبناني متفرجاً على إحراق السرايا والبلدية والمنشآت ، ومن سيحمي طرابلس اذا تخلف الجيش عن حمايتها ؟ 
هناك مسؤولية يتحملها من تقع عليه المسؤولية ، ولن تقع الحجة على رمي التهم على ابناء طرابلس والعودة الى نغمة قندهار . 
 اذا كان هناك من مخطط لتسلل التطرف الى المدينة ، فمن يفتح له الابواب ؟ وكيف للدولة ان تسمح بذلك في مرحلة من اسوأ واخطر المراحل في تاريخ لبنان
طرابلس لن تسقط في ايدي العابثين ، ولها شعب يحميها باذن الله . وللكلام صلة لوضع النقاط على الحروف.

المصدر : اللواء

لمشاركة الرابط: