إذا كان لا بدّ من وطنٍ فليكن مدنياً إنسانوياً ديمقراطياً ، وإذا كان لا بدّ من شعبٍ فليكن حراً وحرّاً وحراً ، وإذا كان لا بدّ من جيشٍ فليكن قوياً منيعاً محصناً ، الحقّ أقول لكم ، يا لتعاسة لبنان فوطن نقص الكرامات بلغ قعرأ عميقاً من الإنحطاط ، وموائد فائض الفساد بلغت حداً مقيتاً نتناً مثيراً للتقيؤ في ظلّ غياب المحاسبة الحقيقيّة .
والحقّ أقول لكم : لا تتعبوا أنفسكم بسياسات التقشّف في الموازنة ، فالمال كثيرٌ ونحن لا نعاني من نقص في الأموال ، بل من كثرة في اللصوص .
والحقّ أقول لكم ، يا لتعاسة كرامتكم وسلطتكم ، أنظروا الى ما صنعت أيديكم ، أنظروا الى الوطن – المزرعة ، أمعنوا النظر في المسخ القاتل ، من فوق الى تحت ، أمعنوا النظر جيّداً في إنجازاتكم الموبوءة العاطلة عن العمل والأمل كما حال سكّان هذه البلاد ، أمعنوا النظر جيّداً في الموازنة التي وإن انتصرت في شيء ، فبالتهويل على الجيش بخفض مخصصاته، وكأنّها منّة أو سلفة من أحد، متناسين في الوقت عينه تضحياته المُعمّدة بالدم .
الحقّ أقول لكم : واجب الجيش هو الدفاع عن الأرض والوطن ، والإستشهاد في سبيله في مواجهة أعداء الوطن ، ولكن عندما يطلق الرصاص القاتل على أبطال الشرف والتضحية والوفاء ، من مجرمين وإرهابيين ومحكومين أُخلي سبيلهم فمن يدافع بعد عن الوطن ؟
الحقّ الحقّ أقول لكم : أنا إبنة الشهيد وأخت الشهيد وأمّ الشهيد وزوجة الشهيد، فخذوها منّي حقيقة كما دائماً، أقول لم يستشهد أبي وأخي وإبني وزوجي دفاعاً عن الوطن هكذا بدون هدف ، بل استشهدوا ليكونوا شهداء على مذبح قيامة لبنان السيد الحرّ الأبديّ .
الحقّ الحقّ أٌقول لكم ، لن أصرخ مع الكبير الراحل غسان تويني ” أتركوا شعبي يعيش “، لأنّ تابعي الحكاّم والزعماء والمذاهب في وطني ليسوا شعباً ، سأصرخ وأنا أنظر الى تلك الحرائق على موائد الصمت ، والى دموع الأمهات والأرامل والأيتام المثقلة بالآلآم والأوجاع : ” إتركوا جيشي يعيش “.
سيندي أبو طايع *
إعلامية لبنانية
*الآراء الواردة في النص تعبر عن رأي كاتبها .
عندما “يموت اللبنانيون على قيد الحياة “!
عشنا الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وقسوتها وإختبرنا مع أهلنا الحياة في الملاجئ تحت الأرض وعلى أدراج المباني احتماء من القصف والموت نشأت كغيري من أبناء جيلي في عز الحرب الأهلية وتركت آثارها في النفس من أثر المعارك والقصف ندوباً نفسية قاسية يصعب أن تندمل . منذ أن اخترت الصحافة مهنة ، بتّ أعرف أكثر
Read More