هي تشبهنا .. بهذه الكلمتين اختصرت ساعتين من لقاء مر كدقيقتين مع الشيخة شما بنت محمد بن خالد ال نهيان.. ولا أخفي بأنه لم يزعجني تاخير هذا اللقاء نحو أسبوعين بسبب السفر والعمل من جهة وبرغبة بالبعد عن الواجبات الاجتماعية من جهة ثانية وخاصة أنني أمضيت 17 عاما في الإمارات لم أدخل يوما بيت شيخ أو شيخة ، ولم تجمعني علاقة وطيدة بأي مواطن أو مواطنة ربما بسبب حصر نفسي بدائرة مصغرة من الأهل والأصدقاء ومن يشبهني..
جاء الموعد وجاءت السيارة التي يجب أن تنقلني الى الموعد حيث اخترت أن لا أقود سيارتي بنفسي فلا يجب ان أضيع الوقت بإضاعة الطريق وانا التي تعتمد على تطبيق google للطرق في تجوالها حتى ضمن “منطقة الراحة” بين العمل والمنزل وبيوت بعض الأهل والأصدقاء.
تمام الحادية عشرة ظهرا كنت أمام البيت ..لا القصر .. وتمام الساعة الحادية عشرة كانت مستضيفتي تنتظرني .. نظرة واحدة كانت كفيلة بأن تفك ارتباكي وتجعلني في بيتي أو ضمن منطقة الراحة مع من يشبهني.. لا تكلف لا ديبلوماسية لا فلكلور إجتماعي مزيف..حتى لا مجاملات .. بل حديث من القلب إلى القلب .. يبدا بظاهرة بولا يعقوبيان ويمر بكل بقعة في لبنان ليتوقف طويلا جدا بطرابلس ، وينطلق بعد ذلك الى العالم العربي ، والعنف فيه والعنف عند الطفل العربي وحالة المراة العربية والوضع الاقتصادي في العالم .. شيخة إمارتية مجبولة بكم من الإنسانية ، مصقولة بثقافة بحدود هذا العالم ، ومطبوعة بذوق رفيع وحساسية مرهفة وتواضع راق راق راق! ..
شكرًا لمن عرفني عليك تسبقني في القول .. تسقط الكلمات مني وأنا لا أتقن فن المجاملات الإجتماعية وتنتابني رغبة بتقبيل من عرفني على هذه السيدة .. العالم مازال بخير وبعض المناطق خارج مناطق الراحة قد تكون مريحة هي أيضا .. أتمتم لنفسي كلماتها ” أبواب الأمل ليست مغلقة يبقى أن نقرع الأبواب المغلقة حتى يأتي اليوم الذي تفتح فيه ويغمرنا النور الكامن خلفها “.
هي تشبهنا ولو اختلفت البيئة الإجتماعية أو الإنتماء الوطني .. تتكلم عن تقبل الآخر كما نتكلم ،عن الإنسانية ، عن المراة عن الطفل عن العنف …وتكتب عن الإختلاف ، عن الأفكار البعيدة عنا والتي يجب أن نقربها منا .. أغوص في قراءة بعض مما كتبته في رحلة العودة الى دبي ..
كم تشبهنا .. أقول لصديقتي واصفة لها اللقاء الذي بدأ على أنغام فيروز وانتهى على صوت أم كلثوم..
وحمل روحا حلوة وصورة مشرقة لسيدة إماراتية نقاط قوتها مركزها الإجتماعي و ثقافتها غير المحدودة ، ونقطة ضعفها إنسانيتها.
نعم لا يجب أن نبقى مرابطين عند عتبة الباب بل يجب أن نطرق عليه بقوة ونفتحه كما فتحته بولا في لبنان وتفتحه الشيخة شما مع الف سيدة تمحي أميتهن وتعيد لهن قيمتهن…. نعم كم نتشابه وكم علينا نحن من نتشابه ، أن نقرع الأبواب بقوة حتى لو كانت الأفكار بعيدة عن بعضها حتى لو كنّا نختلف في جنسية أو حالة إجتماعية أو دين . علينا ان نقربها لنصل الى الحضارة الأعم والأشمل وهي الإنسانية…فسلام على كل من يشبهنا هنا أو هناك ويريد أن يطرق الأبواب المغلقة وليحاول كل منا أن يفتح ولو خرم إبرة أمل في باب مغلق. أختصر الساعتين ب”من يشبهك في نقاط ضعفك قادر أن يخرجك من منطقة الراحة الخاصة بك وتطرق معه أبواب الأمل المغلقة.. “.
هناء حمزة*
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More