.. غير صورة واحدة نادرة تجمعني بوالدي امسك بيده وانا في عامي الثاني وباليد الاخرى أتمسك بأمي .. التي تتمسك بي حتى يومي هذا … غير هذه الصورة لاذكرى تجمعني بابي رحمه الله .. تخبرني عمتي انه كان يحملني على كتفيه .. اعصر ذاكرتي فلا تنتصر.. كل ذكرياتي أمي .. الأب الذي يعمل ويرعى ويربي وينهمك في مشاغل الحياة وتفاصيلها ومسؤولياتها فلا يغنح ولا يدلع ولا يحضن … أمي كانت ابي .. وجدتي كانت امي وكل ما حولي من نساء كن يحرصن على سعادة عائلتهن والمحافظه عليهن… لم أغر يوما الا من اب يغنح ابنته ويهتم بها ..قد تكون العقدة التي ما زلت أعاني منها حتى الان بعدما تزوجت وأنجبت وحرمت الظروف ابنتي من ابيها وحللت مكانه وأجبرتني الايام على ان أكون الاب لابنتي لتتكرر الغصة مع من هي أعز من نفسي… فقدت ثقتي بالرجال وفقدت ثقتي بنفسي واسقطت عقدتي على ابنتي حتى اصبحت اسخر من عيني التي تنهار دموعها غصبا عني كلما شاهدت ابا يغنح ابنته اوًحتى يدفع قسط مدرستها… ومثلي مثل سيدات من حولي … تحملن على كاهلهن مسؤوليات الأب والام في حين يتجاهل اباء اولادهن الحد الأدنى من المسؤولية والحد الأدنى من الغنج والدلال الذي لا تصدقوا ان ابن اوًابنة قادر ان يعفو عن اب اهمله عن قصد او عن غير قصد …. المهم … كان لا بد ان افقد الثقة بالرجال تماما قبل ان استعيدها فيعاد توازني الي …”
والمرأة أيضا ” يعلق على ما كتبته “”اعشق الرجل الذي يعرف كيف يسعد عائلته ويحافظ عليها”
.. نعم نعم انت محق والمرأة أيضا .. فكما هناك من الرجال من يرمي مسؤولياته خلفه ويرحل هناك أيضا نساء الرجل بزنس بالنسبة لهن والعائلة مسؤولية الرجل .. رأيت رجالا يتابعون تفاصيل تفاصيل حياة عائلاتهم ويحمونهم برمش عيونهم ويفتخرون انهم نجحوا في أعمالهم من اجل اولادهم ورأيتهم يجهدون في ارضاء عائلاتهم والمحافظة عليها ورايت نساء تجهدن في إسعاد أنفسهن فقط والاهتمام بأنفسهن فقط ولو على حساب رجالهن وأولادهن … رأيت رجالا بينهم الجيد والسيء ورايت نساء بينهن الانانية والمضحية … رأيت عائلات سعيدة وعائلات بائسة وعائلات تغص مليون غصة ورايت أولادا لا يفرحهم اكثر من يدين تمسك احدها الام وثانيها الأب ليمشوا في ثبات وثقة في مسيرة الحياة ورايت أولادا افسدتهم تضحيات اهلهم فكسروا اهلهم ولَم يكترثوا… معك حق ” المراة أيضا ” والرجل أيضا و الابن أيضا والابنة أيضا … فتحية لكل فرد يعرف كيف يسعد عائلته ويحافظ عليها ..
ويعمل من اجل أمانها واستقرارها وسعادتها …
واسمحوا لي ان احتفظ بغصة تجعلني اعشق على الأخص ذاك الرجل الذي يعرف كيف يسعد عائلته ويحافظ عليها
هناء حمزة *
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي