“يا خيَّ .. طنش”..بقلم الشيخ بهاء الدين سلام سلسلة “بصراحة” (6-11) خاص _nextlb

يخص الكاتب والإعلامي الشيخ بهاء الدين سلام موقع nextlb بسلسلة حلقات تحمل عنوان “بصراحة ” تنشر على صفخات الموقع تباعاً وهي عبارة عن مقالات إجتماعية كتبت بأسلوب نقدي ساخر الهدف منها تسليط الضوء وشرح بعض المفاهيم السائدة في المجتمع الحلقة 6 :

“يا خيَّ .. طنش”

والتطنيش لغة هو عدم المبالاة…ويطلق أحيانا على الإهمال المقصود بهدف (تمشية الحال) وتيسير المصالح الشخصية ولو على حساب المجتمع كله…
وهذه العبارة تقال لمن رأى منكرا وأراد إصلاحه فينصحه أحد بالقول:( يا خيّ طنش)…
ومن أمثلة استخداماتها ما نراه من (تطنيش) الآباء و الأمهات عن تجاوزات الأبناء الأخلاقية تحت ستار طنش..؟!؟
ومنها ما نعيشه من تطنيش جماعي لحالة الفلتان الأخلاقي واللفظي في المجتمع..
ومن فوائدها المزعومة أنها تريح الرأس من التفكير والنفس عن الإصلاح.. وفي أحيان كثيرة تريح الجسد من الضرب..(وفهمكم كفاية)..؟!؟
ومبدأ التطنيش هو شعار العصر بلا منازع…
فالموظف (يطنش) عن تجاوزات المدير حفاظا على لقمة عيشه..
والمدير (يطنش) عن مخالفات المسؤول سترا لمخالفاته الشخصية..
والمسؤول (يطنش) عن الأكبر منه تغطية لنظام عام يقوم على التطنيش…
وهكذا دواليك… حتى أصبح مجتمعنا مجتمع التطنيش الدولي…الكل يطنش عن الكل…
الأب (يطنش) عن تجاوزات الأم .. والأم (يطنش) عن أخطاء الأبناء.. وشرطي السير (يطنش) عن سيارات المسؤولين.. والمسؤولين (يطنشون) عن محاسبات أزلامهم..
بل حتى عامة الناس (يطنشون) عن محاسبة المسؤولين عن أمورهم لأنهم وبصريح العبارة يعيشون في مجتمع الكل فيه (يطنش) عن الكل…
ومن عوائد التطنيش أنه يحمي رأس المطنش.. بمعنى أنك أيها المواطن ما دمت (مطنشا) فأنت في السليم ولا أحد يطالك بشيء، أما إن فكرت مجرد تفكير في عدم التنطنيش فالويل كل الويل لك، فإن كل المطنشين سيتحدون ضدك حتى يصلوا إلى هدف من هدفين:
إما إعادتك إلى جادة التطنيش التي تشكل بر الأمان لك ولهم…
وإما قطع اللسان وعطب العقل وشلل الجسد حتى تكون عبرة لمن يعتبر..
ولذلك أيها القارئ الكريم نقول لك… طنش…تعش..؟!؟

الشيخ بهاء الدين سلام*

باحث ومحاضر في مجال تنمية الفكر، حاصل على إجازة في اللغة العربية وماجستير في الدراسات الإسلامية ويتابع حاليا شهادة الدكتوراه في الإعلام الإسلامي.
عمل مديرا للمركز الإسلامي للإنماء والإعلام – بيروت، وكاتبا في عدد من الصحف العربية وهو حاليا رئيس القسم الإسلامي في جريدة اللواء اللبنانية.
له برامج إعلامية متعددة تصب كلها في مجال تنمية الفكر البشري من خلال التعاليم الإسلامية، منها برنامج خير الكلام على تلفزيون المستقبل وبك أصبحنا على إذاعة القرآن الكريم إضافة إلى برامج إذاعية متنوعة في مختلف الإذاعات اللبنانية.
كما له العديد من المؤلفات والمقالات والأبحاث والمحاضرات والندوات التي ألقاها في عدة مناسبات في لبنان وخارجه.

لمشاركة الرابط: