يخص الكاتب والإعلامي الشيخ بهاء الدين سلام موقع nextlb بسلسلة حلقات تحمل عنوان “بصراحة ” تنشر على صفخات الموقع تباعاً وهي عبارة عن مقالات إجتماعية كتبت بأسلوب نقدي ساخر الهدف منها تسليط الضوء وشرح بعض المفاهيم السائدة في المجتمع الحلقة 4 :
“يللي بتؤمر فيه”
هي العبارة التي كثيرا ما يستخدمها البائعون أو التجار… وهي أيضا العبارة التي تشعر الإنسان أن سيقع ضحية عملية مفاوضات تكون نتيجتها في الغالب للآخر..؟!
فما من تاجر أو بائع وبعد أن تختار ما تريد من محله وتسأله عن السعر إلا ويقول لك (ما مشكلة يللي بتؤمر فيه) ولكن للأسف دائما ما يكون هناك مشكلة..؟!؟
فهذه العبارة تدل على أن التاجر قد وجد فيك أمرا من اثنين:
أما أنك قد وقعت أسيرا للأشياء التي اشتريتها وتريدها مهما كان الثمن، وهذا يظهر من خلال أسلوب الشراء وخاصة عند النساء اللواتي يعبرن عن اعجابهن للأشياء بصوت عالي ومبالغ فيه..
وإما أنك مضطر للشراء لظروف خارجة عن إرادتك…
وفي كلتا الحالتين أنت خاضع لمبدأ (يللي بتأمر فيه) ولا مفر أمامك سوى المفاوضة… ليس أملا بالربح ولكن طمعا في الحصول على أخف الأضرار وأبسط الخسائر..
وأبرز مثال على ما نقول هو محلات الملابس التي تضع الأسعار كيفما تشاء ووقتما تشاء، فإذا ما وجد أحدنا ما يعجبه فسوف يضطر إلى الدخول في مفاوضات لا تنتهي حتى يشتري ما يريد بالسعر الذي يناسبه…
علما أن المفروض والمتبع في كل الدول التي يحترم مواطنوها أنفسهم وأعمالهم أن تكون الأسعار ظاهرة وواضحا للعيان أينما كان وضع البضائع، سواء في الواجهات أو في الداخل أو على الرفوف حتى إذا ما أراد المشتري أن يرى شيئا يرى سعره فيقرر حينها إذا كان مناسبا له أم لا…
ولكن في بلادنا ليس هذا ما يحدث… لأن المتبع هو سياسة (البيع بالبركة) و(خليها على الله) و(ربك بيرزق) أما سياسة التنظيم والوضوح والصراحة… فلا مكان لها بيننا ..؟!؟
فهذا القميص سعره كما تريد وإذا بدك ياه (تكرم عينك)..
يا سلااااااااام…؟!
لا يا سيدي.. شكرا …
لا أريدك أن تكرم عيني، ولكن أريدك أن تحدد السعر للعلن وأمام الملأ وتعلق هذا السعر عليه بخط كبير وواضح يقرأه حتى الأمِّي…؟!
فأنا لست مضطرا أن أحرج نفسي أمام أولادي الذين يريدون ملابس فإذا ما دخلنا تفاجأنا بسعرها الخيالي وتفاجأنا أيضا بالبائع الذي يلاحقنا من (استاند) لآخر كالمخبر يردد بكل وقاحة ( يللي بتأمر فيه أستاذ ما رح نختلف) ثم نختلف في نهاية الأمر ونخرج من المحل بأيدي فارغة…؟!؟
الحل إذن هو بتحديد أسعار كل شيء تحديدا قطعيا لا مجال فيه للتفاوض خاصة الملابس… ويا ليت الدولة تلزم كل محل في بلادنا أن يضع الأسعار على الواجهة أمام كل قطعة ملابس وإلا تعرض لمخالفة قاسية…
الشيخ بهاء الدين سلام*
باحث ومحاضر في مجال تنمية الفكر، حاصل على إجازة في اللغة العربية وماجستير في الدراسات الإسلامية ويتابع حاليا شهادة الدكتوراه في الإعلام الإسلامي.
عمل مديرا للمركز الإسلامي للإنماء والإعلام – بيروت، وكاتبا في عدد من الصحف العربية وهو حاليا رئيس القسم الإسلامي في جريدة اللواء اللبنانية.
له برامج إعلامية متعددة تصب كلها في مجال تنمية الفكر البشري من خلال التعاليم الإسلامية، منها برنامج خير الكلام على تلفزيون المستقبل وبك أصبحنا على إذاعة القرآن الكريم إضافة إلى برامج إذاعية متنوعة في مختلف الإذاعات اللبنانية.
كما له العديد من المؤلفات والمقالات والأبحاث والمحاضرات والندوات التي ألقاها في عدة مناسبات في لبنان وخارجه.