” أنت بتعرف مع مين عم تحكي؟!؟”..بقلم الشيخ بهاء الدين سلام سلسلة “بصراحة” (3-11) خاص _nextlb

يخص الكاتب والإعلامي الشيخ بهاء الدين سلام موقع nextlb بسلسلة حلقات تحمل عنوان “بصراحة ” تنشر على صفخات الموقع تباعاً وهي عبارة عن مقالات إجتماعية كتبت بأسلوب نقدي ساخر الهدف منها تسليط الضوء وشرح بعض المفاهيم السائدة في المجتمع الحلقة 3 :

” أنت بتعرف مع مين عم تحكي؟!؟”

عبارة لا يكاد يمر على أحدنا يوم دون أن تجتاح أذنه على أقل تقدير خمس مرات..؟!
وهي – كما هو واضح – تعبر عن أن الشخص المتحدث مسنود … أي له ظهر… أي راسه كبير .. أي إيده طايلة … وهذه هي الكارثة الكبرى..؟!
لأن اللبناني بطبعه يحمل في داخله بعضا من الغرور فإذا ما أصبح (ابن عم خالة زوجة أخيه غير الشقيق) مسؤولا ما بات يواجه كل أمور حياته بمبدأ واحد هو مبدأ (أنت بتعرف مع مين عم تحكي)..؟!؟
والمشكلة الأكبر أن كل واحد منا يعرف مسؤولا هنا أو ويرا هناك وبالتالي أصبح الخطاب السائد بيننا هو على هذا المبدأ…
فإذا ما خالف أحدنا نظام السير قال هذه العبارة….
وإذا ما قطع عنه الجابي الكهرياء قال هذه العبارة…
وإذا ما وقع حادث في الشراع رأينا الطرفين يقولان هذه العبارة…
وإذا ما اختلف مع زوجته وطٌـلب إلى القضاء الشرعي قال للقاضي هذه العبارة…
بل حتى إذا أراد أن ينظم مع جيرانه مواقف السيارات في المبنى الذي يقطن فيه قال هذه العبارة..؟!؟
والمؤلم أن الجيل الجديد يتربى على هذا المبدأ الخاطئ، حتى بتنا نسمع في المدارس طلابا يهددون أساتذتهم فيقولون لهم (أستاذ.. أنت بتعرف مع مع مين عم تحكي)…؟! انظروا التناقض فأول كلمة كلها احترام.. (أستاذ)؟!؟ أما الباقي فـ..؟!؟
فأي جيل هذا الذي تربى على تلك الأسس..؟!
وتلك العبارة لا أعتقد أن لها حلا في الأمد القريب، لأن لبنان بلد صغير المساحة وأهله كلهم متقاربون، ونظرا للنظام السياسي السائد فيه فمن الطبيعي أن نجد داخل كل عائلة مسؤول أو نائب أو وزير أو مدير عام أو رئيس بلدية وبالتالي فالحجة جاهزة والمطلوب موجود ولا ينقصنا إلا التطبيق المناسب في المكان المناسب…؟!؟
لذلك لن أطالب المسؤولين هنا بشيء ولكن سأطالب المواطنين أنفسهم أن يعرفوا تماما أن المسؤول حين يصبح مسؤولا فهو قد خرج من دائرة العائلة الصغرى ليصبح ضمن العائلة الكبرى التي اسمها لبنان وأصبح كل لبناني قريبا له ولا يصح أبدا أن يفضِّل أحدا على أحد…

الشيخ بهاء الدين سلام*

باحث ومحاضر في مجال تنمية الفكر، حاصل على إجازة في اللغة العربية وماجستير في الدراسات الإسلامية ويتابع حاليا شهادة الدكتوراه في الإعلام الإسلامي.
عمل مديرا للمركز الإسلامي للإنماء والإعلام – بيروت، وكاتبا في عدد من الصحف العربية وهو حاليا رئيس القسم الإسلامي في جريدة اللواء اللبنانية.
له برامج إعلامية متعددة تصب كلها في مجال تنمية الفكر البشري من خلال التعاليم الإسلامية، منها برنامج خير الكلام على تلفزيون المستقبل وبك أصبحنا على إذاعة القرآن الكريم إضافة إلى برامج إذاعية متنوعة في مختلف الإذاعات اللبنانية.
كما له العديد من المؤلفات والمقالات والأبحاث والمحاضرات والندوات التي ألقاها في عدة مناسبات في لبنان وخارجه.

لمشاركة الرابط: