“كلّــك نظر”…الحلقة الأولى بقلم الشيخ بهاء الدين سلام من سلسلة حلقات”بصراحة” خاص_nextlb

يخص الكاتب والإعلامي الشيخ بهاء الدين سلام موقع nextlb بسلسلة حلقات تحمل عنوان “بصراحة ” تنشر على صفخات الموقع تباعاً وهي عبارة عن مقالات إجتماعية كتبت بأسلوب نقدي ساخر الهدف منها تسليط الضوء وشرح بعض المفاهيم السائدة في المجتمع .

خاص _nextlb
مقدمة للحلقات
“بصراحة”…
مقولة تدل في أغلب الأحيان على مدى الكذب والنفاق الذي يسود في المجتمع، إذ لولا وجود الكذب والمواربة في القول منذ البدء لما احتاج الإنسان أن يقول (بصراحة) ليثبت أنه صادق..؟!
ولكن هذه المقولة قد تحولت دلالتها في العصر الحالي حتى أصبحت تدل على أنها القاعدة وأن عكسها هو الشواذ..
فإنك بعد معاناة طويلة ومريرة في تخليص المعاملات في الدوائر الرسمية لا تجد الحل إلا بعد أن تقول للموظف (قل لي الحل بصراحة)..؟!
وبعد أن تدوخ في مصلحة تسجيل السيارات وينقطع نفسك من الطلوع والنزول يكون الحل بمخاطبة بسيطة بينك وبين الموظف بس (بصراحة)…
حتى في المستشفيات وفي الوظيفة وفي الشارع ومع شرطي المرور ومع مدير المدرسة الخاصة بأبنائك ومع ومع … تحتاج أيضا إلى بصراحة ..؟!
ولكن هذه المقولة ليست يتيمة … فهي تشكل الإطار العام لعدد كبير من العبارات التي تعطي ذات المعنى…
لذلك … جاءت هذة السلسلة لتقول و بصراحة…
هذه هي عيوبنا… فلنصلحها ؟!؟
الشيخ بهاء الدين سلام

كلك نظر
(1-11)

عبارة (كلك نظر) من أبشع وأثقل العبارات على أذني فهي تدل على مخزون كبير من الاحتيال، كما تبشر بقدوم عملية نصب في القريب العاجل..
وهذه العبارة غالبا مع يستخدمها معك الشخص الأقل منك قدرا وقوة ولكنه الأكثر نفوذا في مكان ما وفي موقف ما، وبالتالي تكون مصلحتك بيده، فإذا ما أصبحت بحاجة إليه بادرك بعد كثير من المماطلة بالقول (كلك نظر)..؟!؟
ويقصد بها طبعا أن تراه بعينك حتى يراك بعينيه، و أن (تظبط) له الحال حتى يقضي لك ما تريد…
وأغرب ما في هذه العبارة أنها تدل على سوء النظر بل وعلى العمى أو الاستعماء…؟!؟
ورغم أنها (كلك نظر) إلا أن قائلها يدعوك من خلالها إلى أن تعمى نظرك عن الحق وتعطيه ما لا يستحق…
(كلك نظر) تؤدى إلى فعل يرتكب بعيد عن كل الأنظار ويكره أية نظرة..؟!؟
(كلك نظر) لا تتم إلا في غياب شبه تام لكل العيون والأنظار وذلك حتى لا تتفتح على قائلها الأنظار (ويروح بشربة مي..؟!؟).
وحول موضوع (كلك نظر) أذكر أن أحد أقربائي قد ذهب لإنهاء معاملة وهو رجل كبير في السن تخطى السبعين سنة يسير على عصا ترافقه ويرتدي نظارة (كعب كباية) كما يقال…
وبعد أن أنهكت صحته في الانتظار وقدم المعاملة خاطبه الموظف ببرودة منفرة(كلك نظر) فما كان من هذا الرجل إلا أن رد عليه ضاحكا: (لا خيّ… ما ظبطت معك هالمرة.. أن بلا نظر أبدا وهيدا الدليل) ثم نزع النظارة عن عينيه وقدمها للموظف….؟!؟
موقف كوميدي.. ولكنه في حقيقة الأمر مأساوي، لأنه يعبر عن المهزلة التي نعيش فيها، فحين يصل الأمر إلى عدم احترام الكبير وغياب التوقير له ولسنه والسعي للحصول على المصلحة المادية من ورائه أيا كان الأمر .. فهذا دليل واضح على ضياع الأخلاق والاحترام والمبادئ من مجتمعنا…
إذن… ما المطلوب….
المطلوب أن يركز المسؤولون في الدولة أنظارهم على أمثال هؤلاء المستفيدين حتى لا نصل إلى زمن … تصبح أعيننا من كتر النظر.. بلا نظر..؟!؟

الشيخ بهاء الدين سلام
باحث ومحاضر في مجال تنمية الفكر، حاصل على إجازة في اللغة العربية وماجستير في الدراسات الإسلامية ويتابع حاليا شهادة الدكتوراه في الإعلام الإسلامي.
عمل مديرا للمركز الإسلامي للإنماء والإعلام – بيروت، وكاتبا في عدد من الصحف العربية وهو حاليا رئيس القسم الإسلامي في جريدة اللواء اللبنانية.
له برامج إعلامية متعددة تصب كلها في مجال تنمية الفكر البشري من خلال التعاليم الإسلامية، منها برنامج خير الكلام على تلفزيون المستقبل وبك أصبحنا على إذاعة القرآن الكريم إضافة إلى برامج إذاعية متنوعة في مختلف الإذاعات اللبنانية.
كما له العديد من المؤلفات والمقالات والأبحاث والمحاضرات والندوات التي ألقاها في عدة مناسبات في لبنان وخارجه.

لمشاركة الرابط: