أنقذ المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت حياة طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، تم تشخيص حالته بما يعرف بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C) وهي من الحالات الأولى التي يتم تسجيلها في لبنان، والتي ترتبط مباشرةً بمضاعفات فيروس كوفيد-19 وتصنف ضمن الأمراض الخطرة.
ووفق معلومات خاصة بـ”المدن”، أدخل هذا الطفل إلى أحد مستشفيات صيدا وتفاقمت حالته ، لينقل بعدها إلى الجامعة الأميركية ، في 5 كانون الأول، وكان يعاني من ارتفاع في درجات الحرارة وانخفاض ضغط الدم وتورم الأطراف (edema) وكان قد أصيب قبل شهر من دخول المستشفى بفيروس كورونا، وكان يفترض أنه شفي منه ، لكن عاد وضعه وتفاقم وصولاً إلى إصابته بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال ، حين أُدخل مباشرة إلى وحدة العناية الفائقة الخاصة بالأطفال في الأميركية.
أعراض الحالة
هذه الحالة هي الأولى التي تُسجَّل في لبنان، بعدما سجل عدد من الحالات بين الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. ووفق بيان صادر عن المركز الطبي في الجامعة الأميركية، تعتبر متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C) نادرة، إلا أن معظم الأطفال الذين يصابون بها يمكنهم الشفاء منها بعد التشخيص السريع، وعند حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة، للحد من تفاقم الحالة وتحقيق الشفاء التام. كما أنها تتميز بمجموعةً من العلامات والأعراض، من دون أن توصف كداء بحد ذاتها. إذ أن معظم الأطفال الذين يصابون بفيروس كوفيد- 19 يصابون بأعراض طفيفة فقط. ولكن سجلت العديد من الحالات بين الأطفال الذين تفاقم وضعهم الطبي بعد عدة أسابيع من الإصابة، وبعدها أصيبوا بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة. كما تعرضت بعض الأعضاء والأنسجة لديهم، مثل القلب أو الرئتين أو الأوعية الدموية أو الكلى أو الجهاز الهضمي أو الدماغ أو الجلد أو العينين لالتهاب شديد. وتتعاون مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها ومعاهد الصحة الوطنية مع الأطباء والباحثين في جميع أنحاء العالم، من أجل معرفة المزيد عن عوامل الخطورة المرتبطة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال، وتبادل البيانات، وتحسين وسائل تشخيص هذه المتلازمة وعلاجها.
أهمية التشخيص السريع
وقالت الدكتورة ماريان مجدلاني، رئيسة قسم العناية المركزة للأطفال: “يُعد الـ MIS-C من المضاعفات الخطيرة لـ COVID 19. يتعافى معظم الأطفال من دون الحاجة إلى رعاية مركّزة. ولكن يجب أن يكون الأطباء واعين لمثل هذه الحالات. وعند الشك، فإن الإحالة المبكرة إلى المراكز المتخصصة ضرورية للمباشرة بالعلاج المناسب”.
وأشار الأطباء المعالجون إلى أهمية التشخيص السريع لهكذا حالات، حيث يُعتبر اعتماد نهج متعدد التخصصات، أمراً ضرورياً لإنقاذ حياة الطفل، من خلال المتابعة الدقيقة، بدءًا من غرفة الطوارئ وصولاً إلى فريق العناية المركزة والأمراض المعدية وطب القلب للأطفال.
وعي الأهل ضروري للمراقبة
وأكد المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت أهمية نشر وتعزيز الوعي حول متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C)، لا سيما أنه من المتوقع أن نشهد المزيد من هذه الحالات في ظل استمرار انتشار جائحة كوفيد-19. كما يجب تعزيز الوعي بين العائلات والطواقم الطبية، للتنبه من الأعراض الخطيرة التي قد يشعر بها الأطفال المصابون بفيروس كوفيد-19، وذلك لتقديم خدمات الإحالة منذ المراحل المبكرة.
وأشار المركز إلى خطورة المضاعفات التي قد تصيب الأطفال بعد انقضاء عوارض كوفيد 19، والتي قد تسبب بوفاة الطفل في حال لم يتم تشخيصها والتعامل معها سريعاً، في إطار بيئة طبية مجهزة ورعاية مركزة.
تجدر الإشارة إلى أن المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت يعد واحداً من المستشفيات القليلة في لبنان المجهزة للتعامل مع الأطفال المصابين بفيروس كوفيد-19، والذين تتطلب حالتهم الدخول إلى وحدة العناية المركزة. ويوفر المركز جميع التخصصات الدقيقة للأطفال، الأمر الذي يتيح المجال لتوفير الرعاية اللازمة والتشخيص السليم للحالات الخطيرة، مثل متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال.
المصدر : المدن الإلكترونية