إسم على مسمى : “مستوصف الرحمة” في شبعا يقدم الخدمات الطبية الضرورية بإمكانيات محدودة !

تحقيق_إكرام صعب
هو بمثابة الرحمة لبلدة شبعا الحدودية عاصمة العرقوب في القطاع الشرقي لجنوب لبنان والبلدات المجاورة ، شبعا هذه البلدة التي عانت الكثير من أجل تأمين الرعاية الصحية فيها من خلال وجود مستشفى الشيخ خليفة بن زايد المقفل منذ أكثر من عشرة أعوام عند أحد مداخلها ، ولم تفلح العديد من المحاولات في إعادة افتتاحه لأسباب معروفة مجهولة ..!

يبلغ عدد سكان شبعا حوالي 40 ألف نسمة ، يعيش أكثر من نصفهم تقريباً في بلاد الإغتراب ، إضافة الى العديد من البلدات المجاورة في قرى العرقوب الحدودية ، وتعاني من الحرمان ويلفها الإهمال منذ عشرات السنين وهي بحاجة ملحة لوجود مركز صحي إجتماعي خدماتي يستطيع أن يؤمن لسكانها بعض الإسعافات الأوليةعند الضرورة و في الحد الأدنى .
وتتوزع في شبعا حالياً قلة قليلة من المراكز الصحية التي افتتحت بمجهود خاص لبعض أبناء البلدة ، وأكبر هذه المراكز حالياً ، مركز الرحمة الصحي الموجود في أحد مساجد شبعا في حي “القاطع” المواجه لبيوت البلدة القديمة التي تنتظر عودة الحياة الى مستشفى الشيخ خليفة بن زايد .
هذا المستوصف هو الأمل الوحيد لتأمين بعض الخدمات الطبية لأهالي البلدة الصحية ، ويقدم بعض الأدوية بقدر إمكانياته المتواضعة والمحدودة .
خدمات طبية في غياب المستشفيات


كيف يعمل مركز الرحمة ؟ وكيف يكافح لتبقى أبوابه مشرعة أمام سكان البلدة الذين هم بأمس الحاجة الى الرعاية الإستشفائية والصحية ؟
شهدت البلدة قبل سنوات خلت حوادث عديدة خسرت فيها عدداً من شبابها بسبب غياب الأمن الصحي العيادي والإستشفائي ، وصعوبة الوصول الى مستشفيات قريبة بسرعة وفعالية وقبل فوات الأوان .
يتربع مستوصف الرحمة الطبي على رابية من روابي جبل الشيخ في حي”القاطع” في بلدة شبعا تحت قناطر مسجد عثمان بن عفان .


Nextlb زار المركز – المستوصف وكان له هذا اللقاء مع مدير المركز الحاج صافي نصيف الذي أوضح أن المركزيتمتع بمواصفات مميزة وفريدة في البلدة خصوصاً وأنه يقدم خدمات الطوارئ طوال 24 ساعة بوجود طبيب مناوب طيلة الفترة لإستقبال الحالات الطارئة من جراحة طفيفة أو حوادث سير ضمن إمكانيات قسم الطوارئ .
عيادات وقسم أشعة ومختبر
ويقول نصيف : ” يضم المركز خمس عيادات وتستخدم من قبل أكثر من طبيب لكافة الإختصاصات ، وقسم أشعة ومختبر دم وصيدلية وغرفة نقاهة واستراحة وقاعات انتظار ، وقاعة محاضرات تحمل إسم الشيخ فيصل مولوي رحمه الله “.
ويضيف :” تأسس المركز في عام 2014 من قبل “الجمعية الإسلامية للرعاية والإنماء” والتي صارت تعرف لاحقاً بإسم “آمان ورعاية” وفي البداية أدار المركز الشهيد محمد الجرار رحمه الله الذي قتل غدراً وغيلة أمام المركز وهو يقوم بعمل الخير “.
ويتابع :” نعمل على استمرارية المركز بكل ما أوتينا من جهد رغم الظروف المادية الصعبة التي تواجهنا ، ورغم غياب أي دعم ، ويقدم خدمات تشمل بلدة شبعا والجوار سواء لجهة العرقوب أو لجهة البقاع الغربي بصورة شبه مجانية
ويوضح نصيف : ” لدينا مشروع لتطوير العمل ولكن غياب الدعم يعرقل عملنا فقد قمنا بآخر مشروع تطوير خاص بالنساء الحوامل لتمويل جزء من كلفة حالات الولادة عبر تسديد فرق الضمان في مستشفيات الولادة ” .
ويستطرد قائلاً :” مشروعنا يؤمن في الأصل مساعدة 250 حالة ولادة لكننا واجهنا عدداً أكبر من الحالات لنغطي فرق الضمان وتكاليف حاضنات وغيرها من مستلزمات الولادة أحياناً ، وتتركز خدماتنا الطبية محلياً وبجهد خاص في المنطقة الحدودية لتأدية رسالتنا السامية ، ونتمنى أن تفتح المستشفى في شبعا لنكمل بعضنا ونقدم المزيد من المساعدات لمحتاجيها من الأهالي “.
شراكة مع الصليب الأحمر
و يتابع نصيف :”نحن شركاء مع الصليب الأحمر الدولي ونتعاون معه وننسق ونقيم الندوات التوعوية مع زيارات الى المنازل لتثقيف الأهالي وإطلاعهم على طرق التعامل من كافة الأمراض والحوادث الفجائية “.
وخلال اللقاء كان المركز ينظم ورشة عمل عند مدخل المركز وعنها قال نصيف :” إستحدثنا مكاناً بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي الذي قدم لنا الخيم لعزل حالات كورونا في حال وجودها ، وبسبب ظروف المناخ في شبعا قمنا بمشروعنا وهو بناء غرفتي فرز وعزل لأي مشتبه به بحالة كورونا بدلاً من الخيم “.
وفي جولة داخل المركز شرح نصيف عن عيادات ما قبل الولادة وعيادات الأسنان والعلاج المخبري والعظام وغيرها ، واستطرد رداً على السؤال عن أجهزة التنفس في حال الضرورة ، وأجاب متحسراً :” أتمنى من كل قلبي أن تكون لدينا أجهزة تنفس فهي ضرورية لتأدية خدمات صحية فعالة “.
وعن غرف العزل أوضح أنها تؤمن الخدمة لوقت محدد ريثما يصل مسعفو الصليب الأحمر لنقل المرضى لذلك :” قمنا بتوسعة واستحداث جناح خاص في ظل التباعد الإجتماعي المطلوب”.
الدعم مطلوب للإستمرار
وختم نصيف بالقول : “هذا المركز هو الرئة الوحيدة التي تتنفس منها البلدة والمنطقة ونستقبل يومياً ما لا يقل عن 50 مريضاً ، وأتمنى من كل القادرين أن يساهموا بدعم المركز كي نستمر في تقديم الخدمات الطبية للأهالي ، وأشكر الذين يدعموننا دائماً بالدواء على أمل الإستمرار في أداء واجبنا تجاه منطقتنا وأهلنا ونحن نرحب بالدعم فإحتياجات المستوصف كبيرة والحاجة ماسة لوجوده ونعاني من عجز اليوم خصوصاً في ظل غلاء الدولار وفرق العملة وتوقف بعض الجمعيات عن تأمين الدعم لنتمكن من الإستمرار”.
[email protected]

لمشاركة الرابط: