تحقيق_إكرام صعب
ماذا يجري في مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في شبعا ؟ والى متى سيبقى هذا الصرح الإنساني الواعد مقفلا ؟ وما مصير هذا المرفق الحيوي الذي أرادته دولة الإمارات العربية المتحدة مشعلاً يشعّ في منطقة العرقوب وشبعا نوراً وأملاَ يبعث الحياة والصحة في أجساد المرضى المحتاجين اليها من أبناء المنطقة .؟
ثمة خبريات تشاع من هنا وهناك وبين صفحات التواصل الإجتماعي ، بعضها ينبئ بتوقف العمل في المستشفى ، وبعضها الآخر يقول العكس إنما الظروف صعبة وتحتاج الى حلول جذرية وعملية وفي أسرع وقت ممكن .
موقع nextlb خصص هذه المساحة لإعداد تحقيق حول أوضاع المستشفى والاطلاع من بعض العاملين في المستشفى على الوضع وما وصلت اليه الحال في الآونة الأخيرة ، لاسيما بعد تاريخ 11 آب 2018 ، مع بداية توقف دفع رواتب الموظفين والعاملين فيها والبالغ عددهم الإجمالي 38 موظفا ، بحسب رئيسة التمريض العاملة في المستشفى والمفصولة اليه من قبل “المقاصد ” هناء خالد.
ففي وقت ووفق مصادر nextlb الخاصة تم تأمين المبلغ المادي الذي يغطي رواتب العاملين في المستشفى تيمنا برسالة الدولة الإماراتية الإنسانية ، والتي لأجلها بني هذا الصرح على تلك الرابية في سفح جبل الشيخ .
ثمة عراقيل تواجه المشروع برمته، وتتمثل بالعجز عن دفع المستحقات التي أمنتها دولة الإمارات ، علما أنها غير معنية بذلك ، وتتمثل هذه بعدم تعاون “جمعية المقاصد” ، الأمر الذي يدعو الى ضرورة كشف ملابسات هذه القضية لتبقى أبواب المستشفى مشرعة ، وتعود اليه أنوار الحياة في ظلام ليل المنطقة البعيدة عن أي مستشفى آخر
هذا المستشفى الذي افتتح أبوابه قبل عامين من اليوم ، بعد وقوع حادث سير في بلدة شبعا راح ضحيته الشاب شاكر جمال ماضي آنذاك ، والذي حمل قسم الطوارئ في المستشفى إسمه لاحقاً هو بريق الأمل الوحيد لأبناء المنطقة على الصعيد الصحي .
كما وأن “جمعية المقاصد” لم تف بالعقد المبرم معها ، ولم تسع كذلك لإستخراج التصاريح اللازمة من وزارة الصحة ، كما أنها لم تسعَ الى تطوير عمل المستشفى خلال عام كامل ، ولم تعمل على تأمين السقف المالي من مجلس الوزراء الذي يؤمن التعاقد مع الشركات الضامنة وشركات التأمين والمؤسسة العسكرية ، مما يؤمن للمستشفى موردا ماليا بجانب الدعم المالي الإماراتي بقيمة مليون دولار سنويا ، هذا ولم تفتح “المقاصد” حساباً خاصاً للمستشفى ، بل بقي الحساب حسابا لجمعية المقاصد بشكل عام
واليوم وإذا كانت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة ، كانت قد وعدت ، ومن خلال موقع nextlb قبل أسبوعين أنها تطمئن الموظفين بأنهم سيستلمون كامل مستحقاتهم يعرب مجموعة من العاملين في المستشفى وعبر موقعنا عن كبير امتنانهم لسفارة الامارات ولوقوف السفير الى جانبهم واطمئنانه الى أوضاعهم متسائلين عن حقوقهم مستغربين أن تدفع هذه الحقوق التي وعدوا بها من قبل الإمارات علما أن حقوقهم متعلقة بجمعية المقاصد ! (راجع الرابط)
الشامسي ل nextlb هيكلية جديدة لإدارة مستشفى خليفة بن زايد في شبعا قريبا ونطمئن الجميع سينال مستحقاته
فحيال هذا الواقع يبدو من الواضح أن العقدة في يد الجمعية ! المعنية مباشرة بمصير العاملين في المستشفى بينما تدخل الإمارات سوف ينقذ الوضع .
العاملون في المستشفى
ففي هذا الصدد تحدث موقع nextlb الى مجموعة من العاملين وبقية منهم لا زالوا يقصدون مكاتبهم على الرغم من انقطاع التيار الكهربائي فقالت رئيسة التمريض ، وهي مسؤولة قسم في”المقاصد” ومفصولة الى شبعا ، هناء خالد “استلمت المستشفى وعملت فيه بجهد داخل أروقته وخارجه من خلال مستوصف نقال كان يجوب مختلف المناطق في العرقوب ، ووزعنا أدوية على كل من يحتاجها في المنطقة .ولكن اليوم تتابع خالد” الوضع بات صعباً وتحديدا منذ تاريخ 11 -8- 2018 الذي كان آخر نهار لي في المستشفى ، وأضافت” أجرينا ما يقارب 114 عملية جراحية في هذا الصرح ، بدأنا مع أطباء من جمعية المقاصد كانوا يحضرون الى المستشفى 3 أيام في الأسبوع خصوصا يوم السبت ، واستمر التعاون لمدة سنة ونصف مع أطباء البنج من المقاصد نفسها ، كما تعاونا مع أطباء من المنطقة وبقينا لغاية 11 آب عندما أوقفنا العمل تدريجياً ، فقد نفذت المحروقات وخصوصا المازوت وانقطعت المياه والتيار الكهربائي ما تسبب بتلف الأدوية والأمصال وخيطان تقطيب العمليات ، وقد قمت بإبلاغ الإدارة وأوضحت أن الصيدلية كانت تزخر بالأدوية وللأسف فإن الكهرباء إنقطعت عن المستشفى منذ أيلول سبتمبر الماضي .
وتابعت خالد بالقول” لا تعاون معنا من قبل المعنيين المباشرين ، واليوم المستشفى بلا كهرباء ولا مياه وأبوابها مفتوحة ولكن من دون أطباء ، وحوالي نصف العدد الاجمالي اي ال 38 موظفا يتواجدون يوميا بإنتظارالفرج “. وأضافت ” أهل المنطقة يعترفون بالجميل و بالأيادي البيضاء لدولة الإمارات والجميع ينوه بجهودها وبجهود السفارة ، والكل يريد بقاء هذا الصرح الذي يحمل اسم الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله مرفوعا في شبعا”
وعن وضع المستشفى الحالي قالت موظفة الإستقبال ليليان دعكور ” نحن نداوم في المستشفى في هذه الظروف الصعبة ولم توجه لنا أية إنذارات لكي نترك العمل ، وأضافت مستغربة “بعض الموظفين يداومون في المستشفى والبعض الآخر يتغيبون علما بأننا نحاول الإتصال بإدارة المستشفى ولكن من دون نتيجة . ونحن نحاول أن نحافظ على حقوقنا بالدرجة الأولى وليبقى المستشفى مفتوحا لخدمة أهلنا ولإبقاء رسالة دولة الإمارات مرفوعة على الدوام .
وختمت ” نتوجه عبر موقعكم بالشكر لسفير الامارات الدكتور حمد الشامسي لما يقوم به من أجلنا علما أن الجمعية يجب أن تقدم لنا الدعم ” ، ويقول ياسر صعب ، وهو متطوع لخدمة المستشفى دون مقابل ويساعد في نقل الأدوية ” المهم أن يبقى المستشفى مفتوحا ونناشد دولة الإمارات الشقيقة أن تقف الى جانبنا ونشكر سعادة السفير الشامسي الذي وعدنا بأنه لن يترك هذا الأمر بدون حل ..ومنذ فترة وصل الى قسم الطوارىء في المستشفى مريض لم نستطع إسعافه كما يجب ، وغادر حينها وعرفنا بعد فترة أنه توفي فحزنا للحال التي وصلنا إليها في المنطقة” .
الإدارة
رئيس ومدير لجنة إدارة مستشفى خليفة بن زايد عبد الحكيم عبدالله قال بدوره ل nextlb رداً على الإستفسارات والشكاوى ” أقفلنا المستشفى في 26 أيلول بعد انقطاع التيار الكهربائي لعدم توفر مادة المازوت لتشغيل المولدات ، وقد حاولنا أن نؤمن هذه المادة لمدة شهر إضافي عبر الإستدانة ولكن عندما لم تبرز أية حلول قريبة ، عقدنا اجتماعا مع جمعية المقاصد في مكتب مستشار وزير الصحة بالوزارة في شهر تموز الماضي بحضور مسؤول من الوزارة للمستشفيات . ووافقت جمعية المقاصد على تسليمنا الإدارة ، وكان علينا متابعة تخليص أوراق المستشفى ، وقد قمت بذلك شخصيا ، واليوم قمت بتسجيل المستشفى في وزارة المالية لفتح حساب مصرفي بإسم المستشفى ، وإستصدار ترخيص الأشعة والصيدلة وحصلت على علم وخبر للمختبر ، وعلى تصنيف من الوزارة ، وقدمت لها براءة ذمة من الضمان وحصلت من محكمة النبطية على إشعار بعدم التصفية والإفلاس .”
وأضاف عبدالله ” أنا لست تابعاً لجمعية المقاصد ، فقد كلفت برئاسة لجنة إدارة المستشفى التي كان من المفروض أن تكون من صلاحية الجمعية ولكن هم وكلوني بها ” .
وفيما طمأن عبدالله بأن حال الأدوية جيدة ، وأدوات المختبر كذلك ، والأدوية ليست في المستشفى كما يشاع بل تخزن بمكان مبرد خارجها ، ختم بالقول ” يوم السبت الماضي عقدنا اجتماعا مع لجنة إدارة المستشفى وأطلعناهم على مجريات الأمور في حرم المستشفى لأن كل يوم يمر تتضاعف الخسائر ويجب أن يبت الأمر سريعا ولا يهم من يبقى ومن يغادر ، المهم أن تعود المستشفى الى العمل ، وتتم صيانة الأدوات والأجهزة وقد بذلت جهدي ولآخر لحظة ولمدة تزيد عن أربعة أشهر ولم أتلق تجاوبا من المعنيين وكل شي عندي موثق للإطلاع عليه عند الضرورة “.
يبقى الأمل كبيرا بعودة هذا الصرح الكبير والذي كلف دولة الإمارات ملايين الدولارات الى العمل ولتأدية دوره الصحي لأهالي منطقة شبعا والعرقوب الذين يكنون للإمارات ولسفارتها كل الإحترام ، وهم يستغربون ما ألت اليه الأمور من تأخير في دفع المستحقات وإيقاف المستشفى عن العمل بسبب تقصير بعض الجهات المعنية في الموضوع خصوصا ويستغربون أيضاً عدم تواصل المعنيين في الجمعية معهم شاكرين للأمارات وسفيرها كل ما يقوم به لأجل شبعا والمنطقة والعاملين ، فأي دور لعبته جمعية المقاصد لإنقاذ هذا الصرح الصحي الكبير؟.
[email protected]