أجرى فريق القلب في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC)، قسم الطب الداخلي، أول عملية استبدال للصمام الأبهري عن طريق القسطرة من خلال الوريد الأجوف (TAVI) في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، وهو بديل جديد للمرضى الذين يعانون من ضيق الصمام الأبهر ويحتاجون لإجراء TAVI دون اللجوء الى الأساليب التقليدية.
واوضحت الجامعة، في بيان لها، انه جرى تطوير استبدال صمام الأبهر عن طريق القسطرة من خلال الوريد الأجوف عبر نهج transcaval من قبل باحثين في المعاهد الوطنية للصحة (National Institute of Health)، وبات يطبق في بعض المراكز في الولايات المتحدة وأوروبا. يوفر هذا الإجراء المتقدم والفريد من نوعه خيارا جديدا للمرضى المؤهلين لإجراء TAVI ولكنهم يعانون من بطلان لمعيار وصول الشريان الفخذي وهم غير قادرين على تحمل جراحة القلب المفتوح.
وقد طبق الطبيب في قسم أمراض القلب الدكتور فادي صوايا، بالتعاون مع نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الطبية والمدير المؤسس لمركز القلب والأوعية الدموية السريرية الدكتور زياد غزال، هذا الإجراء بطريقة متطورة على سيدة مسنة تعاني من ضيق شديد وبنسبة خطورة مرتفعة في الصمام الأبهر. كذلك، لم يكن لدى المريضة أي خيارات جراحية كما أنها لم تكن مرشحة لإجراء TAVI التقليدي من خلال الساق.
صوايا
وعن هذه العملية الفريدة من نوعها، قال الدكتور صوايا: “إن نهج transcaval في استبدال الصمام الأبهري عن طريق القسطرة من خلال الوريد الأجوف يشكل خيارا بديلا قابلا للتطبيق للأشخاص الذين لا تطبق عليهم الخيارات التقليدية”
وأضاف: “نواصل السعي لتقديم أحدث التقنيات في مجال رعاية القلب والأوعية لمرضانا في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت بحيث يحصلون على رعاية أفضل وأشمل.”
غزال
من جهته، قال الدكتور غزال: “هذا الإجراء هو الأول من نوعه في لبنان والمنطقة وهو دليل جديد على إمكانية معالجة المرضى الذين يعانون من مخاطر جمة من خلال أحدث التقنيات المتاحة. نحن في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت لدينا فريق من الأطباء المحليين يملكون أفضل المؤهلات وهم على درجة عالية من التدريب. لقد أسس أطباؤنا خلال السنين إرثا من التميز في طب القلب والأوعية الدموية”.
واشار الى انه “خلال السنوات العشر الأخيرة، كانت الطريقة الوحيدة لاستبدال الصمام الأبهري تجري عبر جراحة القلب المفتوح. تلاها تطوير زرع صمام الأبهر عبر القسطرة TAVI باعتبارها التقنية الأقل خطورة”. وقال: “تحت التخدير، يتم إدخال القسطرة إما في الصدر أو في منطقة الفخذ وشق طريق عبر الشريان إلى القلب لتقديم الصمام البديل، بينما يترك الصمام الأبهر التالف الأساسي في مكانه. بمجرد تثبيت الصمام الجديد في مكانه وتوسيعه، يعمل هذا الأخير على دفع بقايا الصمام الأصلي الى الخارج بينما يتولى الصمام الجديد مهمة تنظيم مجرى ضغط الدم”.
وتابع: “ومع ذلك، فإن TAVI لا تصلح لجميع المرضى. فعندما تكون الشرايين ضيقة جدا، يصبح من الصعب تمرير القسطرة من خلال الشريان الفخذي. في مثل هذه الحالات، يتم فتح شق في الصدر لإدخال الصمام، مما يطيل فترةالتعافي. وفي حالة transcaval TAVI، يتم إدراج القسطرة من خلال الوريد الفخذي بدلا من الشريان الفخذي متخطيا العقبات في شرايين الساقين. ثم يتم تمرير القسطرة بدقة بين الوريد الأجوف السفلي والشريان الأورطي من خلال إجراء ثقب. عندها، يتم انهاء ال TAVI بالطريقة المعتادة. بعد وضع الصمام، يغلق هذا الثقب بواسطة جهاز قسطري خاص”.
وختم بيان الجامعة: “تشكل هذه العملية دليلا آخر على مضي المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت بالسير على الطريق الصحيح لتحقيق رؤية العام 2020، باعتباره المركز الطبي الرائد في لبنان والشرق الأوسط وآسيا من حيث استخدام أحدث التقنيات التي تساعد على إنقاذ الأرواح”.