الأرشيف الوطني في أبو ظبي …ذاكرة وطن

“من لا يعرف ماضيه لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله” ..عبارة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله مخطوطة على مدخل القاعة التي تحمل اسمه داخل مبنى الأرشيف الوطني في العاصمة أبو ظبي .

الأرشيف الوطني او “ذاكرة الإمارات” يتربع على مساحة 12 الف متر مربع في مبنى هندسي جميل عند مدخل العاصمة ابو ظبي في منطقة حديقة الشيخ زايد بين شجر النخيل الأخضر ويعد من المباني المهمة في الدولة نظراً للمعلومات والمقتنيات التراثية والاثرية التي يحتفظ بها كالأسلحة القديمة التي نقلت من” قصر الحصن” مقر الحكم القديم في وسط أبو ظبي وهي ملك للدولة .

عاطف البعلبكي – إكرام صعب

فعملاً بمضمون القول المأثور”من لا يعرف ماضيه لا يستطيع ان يعيش حاضره ومستقبله”، يستهل مدير الأرشيف الوطني الدكتور عبدالله الريسي حواره الشيق والغني مع nextlb ” فيقول “أنشئ الأرشيف الوطني بتوجيهات من المغفورله الشيخ زايد في عام 1968 وتطور ليصبح شاملا لمخطوطات واتفاقيات الدولة وجميع الوزارات ، ويتبع وزارة شؤون الرئاسة منذ عام 2004 وحتى تاريخه. ويرئس مجلس إدارته الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ، نائب رئيس مجلس الوزراء ، وزير شؤون الرئاسة.

ويضيف د. الريسي “حددت أهداف الأرشيف الوطني بجمع الوثائق والمعلومات المتعلّقة بتاريخ شبه الجزيرة العربية وثقافتها عامة ، ودولة الإمارات العربية المتحدة خاصة ، من مصادرها الأصلية في البلاد العربية والأجنبية، وتوثيقها وترجمتها ، وهو أقدم وأغنى أرشيف عن الخليج العربي ، استطاع خلال أكثر من أربعين عاماً أن يحقق موقعاً متميزاً على صعيد المؤسسات المماثلة في الشرق الأوسط والعالم ، لإعتماده على قاعدة تكنولوجية حديثة في تنفيذ مهامه. ويعدّ من أقدم المؤسسات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكبر مركز وثائق في منطقة الخليج العربي “.

ويعمل الأرشيف الوطني على جمع الوثائق والإشراف على حفظها وأرشفتها وفق القواعد العلمية ، لِما يحقق المصلحة العامة، ويسهم في نشر الوعي الثقافي والتاريخي، وإتاحة مجالات البحث للطلاب و للراغبين في الاستفادة من المادة الأرشيفية التي يقتنيها.

ويتابع الدكتور الريسي الذي جاء إلى إدارة هذا الصرح الثقافي المميز، من مجال تدريس اللغة الإنكليزية في جامعة الإمارات ، ويحمل درجة الدكتوراه في اللغة الإنكليزية ” تبلغ مساحة المركز حوالي 12 الف متر مربع ويحمل شعار “ذاكرة الوطن” ، وقد حصل على جائزة التميز الأوروبي على مستوى 5 نجوم مؤخرا ، ويحتوي على أكثر من 5 ملايين وثيقة تغطي فترات تاريخية قديمة منذ عام 1507وحتى عام 1971 بشكل خاص ، ومن عام 71 إلى اليوم يتم حفظ الوثائق داخل مليوني علبة أرشيفية ” .
وعن الخطط المستقبلية يقول د . الريسي ” نسعى جاهدين لتأمين بنية تحتية الكترونية ، وقد حددنا عام 2021 لتصبح كل الوثائق رقمية الكترونية ، مع احتفاظنا بنسخة مصورة على ميكروفيلم منها . ويعمل في المركز 300 موظف ضمن أربع إدارات لتنظيم العمل.
وعن كيفية الحصول على الوثائق والمستندات التاريخية الأصلية والأسلحة المعروضة ، يجيب د . الريسي ” حصلنا على المواد الرئيسية للأرشيف والخرائط الأصلية من البرتغالين ، الذين كانوا أول من جاء إلى أرض الإمارات ، ثم الهولنديين ثم البريطانيين قبل قيام الدولة ، أما الأسلحة فقد نقلت من قصر الحصن مقر الحكم القديم في وسط أبو ظبي وهي ملك للدولة .”

img_3561img_3570
ويهتم المركز حاليا بتدريب كوادر متخصصة ، وقد خصص لذلك بكالوريوس في الدراسات الأرشيفية للعمل في دوائر الدولة التي تحتاج الى أكثر من 4 آلاف متخصص لتدريبهم على أرشفة وحفظ المستندات الحكومية .

ويمدّ الأرشيف الوطني المثقفين بإصداراته التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين التراث والحداثة، فضلاً عن عمله في التوثيق والأرشفة، ويجمع المواد التاريخية النفيسة المتعلقة بدول الخليج العربي ، ودولة الإمارات العربية المتحدة بصورة خاصة، ويوثّقها ويترجمها، ويُعِدُّ البحوث التاريخية المتخصصة، وينشرها، ويعقد الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، ويشارك فيها، وينظم معارض تتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة داخل الدولة وخارجها.

img_3351img_3653img_3626 img_3567

جمع الوثائق والمخطوطات

ومن مهمات الأرشيف الوطني كذلك – يتابع د . الريسي – تقديم الدعم والخدمات الإستشارية والتدريبية للمؤسسات الحكومية ، وإعداد الكوادرالمتخصصة في إدارة الوثائق الورقية والإلكترونية ، وإصدار بحوث ودراسات موثقة حول تاريخ الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي ، وبناء أرشيف شفاهي متكامل ، وإقامة ورش تدريبية وتقديم خدمات إستشارية في تاريخ الإمارات .
كما يهتم بإعداد قاعدة بيانات توثق أنساب قبائل الإمارات ، وجمع الوثائق والمخطوطات والكتب عن الدولة والخليج العربي، وحفظها وترميمها ، مع المعالجة الفنية للمقتنيات وفق أفضل المعايير الدولية ، وتوفير أفضل التطبيقات لإتاحة مقتنيات الأرشيف الوطني وفق السياسات المعتمدة ، وتوفير مساحات تخزينية مجهزة لحفظ الأرشيف بأنواعه المختلفة.
ويتم تسجيل المواد الأرشيفية كافة بالنظام الرقمي لحفظها، وإتاحتها عبر شبكة الإنترنت ، وكتابة البحوث والدراسات التخصصيّة المختلفة في تاريخ المنطقة وثقافتها، ونشرها محلياً ودولياً ، وتزويد مختلف الوزارات والدوائر الحكومية ومراكز البحث والدارسين ، بالوثائق والمعلومات ، وتعزيز مفهوم البحث العلمي بين الناشئين، وتشجيعهم للحصول على درجات علمية عالية .
ويختم الدكتور الريسي أن من مهمة الأرشيف الوطني أيضا ، أرشفة نشاطات مهرجان الشيخ منصور بن زايد العالمي للخيول العربية الأصيلة وحفظ أنسابها ، وكان لذلك الأثر الإيجابي في حصول الأرشيف الوطني على جائزة التميز محليا وعالميا حيث كان من المعايير التي ساعدت على تحقيق ذلك الإنجاز .

img_3627img_3633

عاطف البعلبكي – إكرام صعب
[email protected]
[email protected]

لمشاركة الرابط: