ايفا ابي حيدر – الجمهورية
أحداث كثيرة مرّت على لبنان في الفترة الأخيرة بدأ معها الاعداد لمرحلة جديدة من المتوقع ان تكون لها انعكاسات ايجابية على القطاعات الاقتصادية كافة، سيما منها السياحة والاستثمار، وهما قطاعان متى تحركا انعكسا حركة ناشطة على الاقتصاد الوطني بمجمله.لا شك ان حركة الموفدين الخليجيين، ومنها مجيء الموفد السعودي، يليه الموفد القطري خلقت اجواء تفاؤلية ومريحة في الاسواق اللبنانية خصوصاً أن الجميع يعرفون مدى تأثير الخليج على الاقتصاد اللبناني، رغم ان اعادة ما انقطع من علاقات يحتاج بعضاً من الوقت، لكن الدعم الخليجي الجديد يعطي دافعاً لاعادة ضخ العلاقات بشكل اقوى وحكماً سيستفيد الاقتصاد اللبناني من هذه التطورات الايجابية.
في هذا السياق، اعتبر رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان رئيس اتحاد الغرف العربية محمد شقير ان زيارة الوفد السعودي الى لبنان ثم الوفد القطري ما هما سوى دليل على الدعم الخارجي للبنان.
وقال لـ«الجمهورية»: رأينا الامل على وجوه اللبنانيين عند انتخاب رئيس للجمهورية، كما رأينا هذا الامل عند التكليف، ولكننا اليوم بدأنا نلمس احباطاً لديهم عند التأليف. فالبلد لم يعد يحتمل اي نكسة أكثر من النكسات التي سبق ومر بها، لذا نناشد كل من يعرقل التأليف ان ينظر الى مصلحة البلد ككل وليس فقط الى مكاسب وزارية خصوصاً وأن الوضع المالي والاقتصادي على المحك.
وأكد شقير ان الوضع الاقتصادي تحسّن كثيراً جراء التطورات السياسية الاخيرة في البلد، لكننا للأسف بدأنا منذ نحو 3 ايام نلمس احباطاً عند اللبنانيين. اضاف: قبل الايام الثلاثة الاخيرة هذه، سجلت الحجوزات في فنادق لبنان ارتفاعاً ملحوظاً لفترة الاعياد، حتى يمكن القول انها اصبحت انطلاقاً من 15 كانون الاول مكتملة.
تابع: فترة الاعياد خلال شهر كانون الاول تشكل 25 في المئة من الناتج المحلي، وكلنا يعلم كم تعوّل المؤسسات اللبنانية على هذا الموسم، لذا نقول اذا تشكلت الحكومة في القريب سيكون موسم الاعياد متنفساً يساعد أصحاب المؤسسات للوقوف على رجليهم مجدداً فيتمكنوا من التعويض بعد الضائقة التي مرت عليهم خلال الفترة الماضية، وتساعد على الانطلاق بزخم وأمل في العام 2017، الا ان الخوف الكبير هو ان يكون هناك قرار بأنه ممنوع علينا كلبنانيين التنفس والنهوض مجدداً.
وعما اذا كان شهد البلد حركة استثمارية نتيجة الاجواء الايجابية الاخيرة، قال شقير: لا يزال من المبكر الحديث عن الاستثمارات خصوصاً وأن مرحلة العهد الجديد لم تتجاوز الثلاثة اسابيع، لكن بمجرد عودة الخليجي الى لبنان فهذا امر ايجابي جداً لمستقبل لبنان، لأن شئنا ام ابينا فإن اقتصاد لبنان مبني على الخليج.
عبود
بدوره، أكد نقيب اصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود ان هذه الاجواء السياسية الايجابية بدأت تنعكس ايجاباً على القطاع، حتى بتنا نلاحظ هذا التحسن يومياً وتدريجياً، إذ يمكن القول انه بات هناك ثقة اكبر بالبلد.
واكد لـ«الجمهورية» نقلاً عن بعض شركات الطيران أن الحجوزات الى لبنان ابتداءاً من 15 كانون الاول المقبل باتت مكتملة تقريباً، لكن حتى الآن لا ارقام بعد عن نسبة الاشغال في الفنادق لهذه الفترة.
اضاف: من الملفت انه ضمن الحجوزات لموسم الاعياد نلاحظ عودة للسياح الخليجيين والعرب بعد غياب لنحو سنتين، بالطبع الى جانب المغتربين اللبنانيين القادمين من الدول العربية والخليجية والاجنبية.
وعمّا اذا كان هناك توجه الى زيادة عدد الرحلات خلال موسم الاعياد، قال: حتى الساعة لم نتبلغ بأي رحلات اضافية الا ان هذه الخطوة غير مستبعدة خصوصاً وأن الحجوزات من اليوم باتت مكتملة.
وأكد ان هناك رحلات اضافية سيتم وضعها حكماً من بعض الوجهات المتجهة الى لبنان. ورداً على سؤال، أكد عبود ان ما يريحنا اليوم ان هناك «لحلحة» من الجانب العربي تظهرت بعد معالجة الامور السياسية. ونأمل ان يتوج هذا التفاؤل بتأليف حكومة قريباً، ما من شأنه ان يساهم في تحسن الاوضاع وتعافيها أسرع.
بيروتي
من جهته، قال الامين العام لاتحاد المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي لـ «لجمهورية» انه لا يمكن ان نتمادى بالتفاؤل الا ان كل الامور تؤكد اننا ذاهبون في اتجاه تحسّن في الحركة السياحية في البلد.
وبرأيي الايجابية الموجودة اليوم في البلد لن تتزعزع بسهولة لذا نحن متفائلون في المرحلة المقبلة. وأكد ان تأليف الحكومة والزيارات التي من المتوقع ان يقوم بها رئيس الجمهورية الى الدول العربية والخليجية بعد التأليف ستنعكس حكماً ايجابياً على اقتصاد لبنان.
اضاف: كلنا أمل اليوم بعد خطاب القسم والكلمات التي ألقيت في البعثات الرسمية ان تترجم تحييداً كلياً للبنان، وبالتالي عودة لبعض الاستثمارات الى لبنان وحركة سياحية لافتة. ورداً على سؤال، أكد اننا موعودون ببعض الحجوزات خلال فترة العيد الا ان الاسراع في تشكيل الحكومة سيسرع هذا التفاؤل.
عن التوقعات للصيف، قال بيروتي: اذا ما استمرت هذه الاجواء التفاؤلية فإننا لا شك سنكون امام صيف واعد، لا يتمثل فقط بعودة الخليجيين الى لبنان انما ايضاً بعودة حشد من المغتربين اللبنانيين، ومن بعض الاسواق التي احجمت في الفترة الاخيرة عن المجيء الى لبنان. وقال: ان اهم عامل نتمناه اليوم هو الاستقرار السياسي خصوصاً وان الاستقرار الامني موجود أصلاً.
الاشقر
في السياق نفسه، أكد رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب الفنادق بيار الأشقر انه فور زيارة الرئيس عون إلى السعودية، يُرتقب اجتماع مجلس التعاون الخليجي ليعلن رفع الحظر عن السفر إلى لبنان كما إلغاء قرار «المنع» من زيارته.
وقال: بدأت ترتفع حركة الحجوزات في القطاع الفندقي بفعل ملء الشغور الرئاسي، لكنها لا تزال دون مستوى الإنتعاش الذي سجلته عقب اتفاق الدوحة عام 2008، لكن الإيجابيات أمامنا اليوم والتحضير لإنجاحها قائم والنيات موجودة. إذ شكّلت تصريحات الوفد السعودي إلى لبنان في الأيام القليلة الماضية، إشارة واضحة إلى نية المملكة دعم العهد الجدي