“شواهد نابضة ” في قلب بيروت تضيء على العلاقات التاريخية السعودية _اللبنانية

إكرام صعب
كنز من المعلومات الموثقة بصور ومخطوطات ومراسلات ديبلوماسية، ووثائق كانت مدفونة في عالم النسيان عند أصحابها، كشف عنها الستار ، سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري صباح اليوم في معرضٍ إستعادي إفتتح برعاية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في “بيت بيروت ” قلب العاصمة اللبنانية ،الذي يشكل رمزية خاصة للحدث الذي يضيء على حقبة مهمة وتاريخية من علاقات المملكة العربية السعودية بلبنان أمام حشد من الشخصيات السياسة الرسمية والسياسية والدينية بعض منهم لم يزل شاهداً على تلك الحقبة المهمة في تاريخ لبنان والمنطقة
قد لا تكفي مدة عرض هذه الوثائق والصور لتغطية هذه الفترة التاريخية والتي يكشف عنها للمرة الأولى
فمدة يومين تُعتبر فترة قصيرة بالنسبة لمعرض بهذه الأهمية التاريخية.


يضيء هذا المعرض الذي نظمته سفارة المملكة العربية السعودية وحمل عنوان “الذاكرة الديبلوماسية السعودية اللبنانية “شواهد نابضة” والذي شغل معظم مبنى بيت بيروت في قلب العاصمة بيروت على مدى رغبة لبنان، قبل حصوله على الإستقلال الناجز، على إقامة أطيب العلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب، وكانت «وثيقة الصداقة» مع المملكة السعودية، والتي يعود تاريخها إلى عام 1931، هي باكورة هذا التوجّه القومي الاستراتيجي، الذي لم يقف عند حدود سلطة الانتداب، حيث وقَّع مفوض فرنسي على هذه الاتفاقية عن لبنان، الذي لم يكن قد نال استقلاله عن السلطة الفرنسية بعد.

الظاهرة الثانية، تؤكد أن الرعيل الأول من اللبنانيين الذين سافروا إلى المملكة العربية السعودية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، قاموا بمهمات وطنية وقومية مؤثرة في بلورة أسس العلاقات العربية – العربية، وتوفير الخبرات اللازمة للدولة السعودية التي كان الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يطمح لبنائها منذ سيطرته على الرياض ومنطقة نجد بكاملها. وتجسدت هذه الظاهرة بتولي اللبناني د. فؤاد حمزة كتابة وثيقة الصداقة مع لبنان، بصفته مستشاراً شخصياً للملك عبد العزيز، يقوم بعدد من الملفات المهمة.

الإفتتاح
وفي حفل الإفتتاح الذي حضره الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، وزراء الصناعة وائل ابو فاعور، السياحة اواديس كيدنيان والدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل افيوني، سفيري الكويت عبد العزير القناعي والإمارات د.حمد سعيد الشامسي، سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كباره، النواب: مروان حماده، بهية الحريري، رلى الطبش، فؤاد مخزومي، نعمة افرام، ميشال معوض، فريد الخازن، الياس حنكش، نقولا نحاس، الوزراء السابقين: شارل رزق، منى عفيش، سجعان قزي، مروان شربل، روني عريجي، النائبين السابقين فارس سعيد وأمين وهبي، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، العميد الركن ابراهيم ترو ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، رئيس المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر وعدد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية.
الجراح
أكد وزير الاعلام جمال الجراح ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري “لسنا بحاجة الى كثير من الكلام لنظهر عمق العلاقة بين المملكة العربية السعودية ولبنان وبين شعب المملكة العربية السعودية والشعب اللبناني، هناك تاريخ طويل ممتد من العلاقة الطيبة ومن الإحتضان والأخوة والإنماء، وهذا المبنى الذي نحن فيه هو شاهد على ما كان عليه لبنان قبل اتفاق الطائف وقبل ان نسير في الإنماء والإعمار مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
أضاف: “عندما نرى ما في هذا المبنى، نعرف جيداً عمق العلاقة السعودية اللبنانية والحرص السعودي والأخوة السعودية للبنان عبر اعادة بناء هذا البلد وهذا الوطن مع شهيدنا الغالي الرئيس رفيق الحريري. المملكة في كل مراحل حكمها ومع كل اصحاب الجلالة، كانت دائما حريصة على إستقرار لبنان، تحمي لبنان واستقراره وتحرص على ازدهاره ونموه، نأمل لهذه العلاقة التاريخية التي لها جذور عميقة ان تستمر وان تتطور لأننا لا نزال بحاجة الى هذا الإحتضان العربي في ظل هذه الظروف القاسية وفي ظل الهجمات التي تتعرض لها المنطقة العربية، ولا نزال بحاجة لهذا الدعم ولهذا الإستقرار الذي ننعم به وبحاجة لتطور البلد، لأن لبنان يشكل فعلا المركز الأساسي الذي منه تنبع العروبة، يحافظ عليها وعلى العلاقات الأخوية مع كل الدول والشعوب العربية. نشكر لك سعادة السفير على تذكيرنا دائما بالأخوة التي تجمع بيننا وان شاء الله تستمر الى الأبد”.
بخاري
وألقى سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري كلمة خلال افتتاحه المعرض “ملوكٌ وَوُلاةُ عَهْدٍ من الملكِ المؤسِّسِ المغفورِ له عبدُ العزيزِ بْنُ عبدِ الرحمن آلِ سُعود – طيَّبَ اللهُ ثَراه – إلى خادمِ الحرميْنِ الشريفيْنِ سلمانُ بْنُ عبدِ العزيزِ وَوَلِيِّ عهدهِ الأمينِ مُحَمَّدُ بْنُ سلمان، أَحبُّوا لُبنانَ بِمواهِبَ وإنجازاتِ شعبهِ وطبيعتهِ وحضارتِهِ وثَقافتهِ وعَيْشِهِ المُشترك، إنّها لَمناسبةٌ فريدةٌ من نوعِها اليوم، تتجلَّى بافتتاحِ مَعْرِضَ الذّاكِرَةِ الدبلوماسيّةِ السَّعوديّةِ – اللُّبنانيةِ، وذلك بالتزامُنِ مع اليومِ العالميِّ لِلتّصْويرِ الفوتوغرافيِّ.
وهذا ما يرْويهِ تاريخٌ من العلاقاتِ بين لُبنانَ الحبيبِ ووطني المملكةُ العربيّةُ السعوديةُ، وكلُّ ما فيهِ يُثْبِتُ ويؤكِّدُ المؤكَّدَ بأنَّ العلاقةَ تاريخيّةٌ ضاربةً جذورَها في التاريخ.
واليوم أيّها الإخوةُ والأخوات، أودُّ أن أستحضِرَ في كلمتي هذه وفي ظلِّ هذه المناسبةِ العظيمةِ قولاً نابضاً من أقوالِ الملكِ المؤسِّسِ المغفورَ له عبدُ العزيز بْنُ عبدالرحمن آل سعود – طيَّبَ اللهُ ثَراه. حيثُ أرْسى ووطَّد بذلك أبرزَ مُرْتكزاتِ العلاقاتِ الثُنائيّةِ بين المملكةِ العربيةِ السعوديةِ ولبنانَ بقولِه :” لُبْنانُ قِطْعَةٌ مِنَّا، وَأنا أَحْمي اسْتِقْلالَهُ بنفسي وَلا أَسمحُ لِأَيَّةِ يَدٍ أن تمتدَّ إليه بسوءٍ”.
وهذا القولُ لَشاهِدٌ نابضٌ يلْتقِطُ اللَّحظةَ ويؤرِّخُها ويحتفظُ للزمانِ أن يبقى حيّاً والماضي أن يبقى مُضارعًا ويسمحُ للحاضرِ أن يَبْنِيَ المستقبلَ على ضوءٍ مِنَ الثوابِتَ والحقائقَ لا على الأوهامِ والأهواء
وأكد سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري أن “المعرض هو للتأكيد على كل هذا التطور التاريخي بين البلدين منذ بدء العلاقات الدبلوماسية وعلى عمق العلاقات التاريخية وتجذرها”.
السنيورة
السنيورة
وعلى هامش المعرض، اعتبر الرئيس السنيورة، في حديث الى “الوكالة الوطنية للاعلام”، “ان هذا المعرض مهم جدا، بفضل الجهد المشكور من سعادة السفير ومن السفارة المملكة لإستعادة مكونات العلاقة بين لبنان والمملكة على مدى ثمانين عاما”. وقال: “هذه المبادرة سيصار الى تعميمها على باقي سفارات المملكة في كل انحاء العالم”.
أضاف :”انتهزت الفرصة وتحدثت مع سعادة السفير ومع وزير الإعلام بأن يحصل لبنان ووزارة الإعلام على نسخة من هذا الأرشيف ليحتفظ في لبنان، وان يكون حافزا بالنسبة الى لبنان لأرشفة علاقاته الثنائية مع كافة اقطار العالم”.
جولة
بعد ذلك، كانت جولة على اجنحة المعرض الذي يتضمن مجموعة من الصور والمخطوطات والوثائق والكتب التي توثق العلاقات السعودية اللبنانية بالصور على مدى نحو ثمانين عاما مع مختلف ملوك المملكة والرؤساء والزعماء والشخصيات اللبنانية.
ويحوي المعرض وثيقتين تاريخيتين، الأولى بعنوان: “وثيقة الصداقة” وتنص على الاعتراف المتبادل بين المملكة ولبنان واقامة العلاقات الديبلوماسية، والثانية تنص على تعيين أول قنصل سعودي في سوريا ولبنان عام 1930.
وبعد افتتاح معرض “الذاكرة الديبلوماسية اللبنانية ــ السعودية ” الذي أُطلق عليه إسم “شواهد نابضة” في بيت بيروت – السوديكو اليوم، قام وفد اسباني بزيارة المعرض والإطلاع على الوثائق والصور المنشورة فيه لأول مرة، والتي تؤرخ العلاقة بين لبنان والسعودية.
وقام أحد الموظفين السعوديين بالشرح للوفد عن الصور والوثائق باللغة الإسبانية.
[email protected]

لمشاركة الرابط: