(بالفيديو) “أثير الأرز” فنجان قهوة رابع للسفير السعودي في ظلال ثلج لبنان إستضاف إعلاميين وعزز أهمية مدى نشر ثقافة الإعتدال

كفرذبيان_إكرام صعب

مما لا شك فيه أن لإختيار المكان في ظلال بياض ثلج قمم جبال لبنان دلالة على تعميم ثقافة الإعتدال والنقاء عبر دعوة لكوكبة من الإعلاميين الذي يصل صوتهم عبر الأثير لأبعد مدى، أو قد تكون رسالة اراد من خلالها سفير ،خادم الحرمين الشريفين وليد بن عبدالله بخاري نشر المحبة والسلام يعكسها نقاء الثلج لإيصال دعوة للسياح العرب بأن يعودوا الى ربوع لبنان التي طالما اشتاقت لهم .
“أثير الأرز ” عنوان اختاره صاحب الدعوة في المنصة التي تنعقد دورياً وللمرة الرابعة على التوالي الهدف منها خلق مساحة مشتركة من الحوار وتبادل الأراء وهذا من شأنه تعزيز روابط الأخوة والصداقة بين الشعبين اللبناني والسعودي للتلاقي على ثقافة الإعتدال .
فأستطاع “فنجان قهوة 4” ان يقرب المسافات اليوم بين اصحاب الأصوات الإذاعية الأنيقة من مختلف الألوان والإنتماءات دون تفرقة وبين رؤية المملكة 2030 فحمل رسالة نشر ثقافة الإعتدال .

هي مبادرة طيبة من السفير بخاري تجاه الإعلام اللبناني وايمانا منه بأن الكلمة الطيبة المسموعة تصل الى أبعد مدى وذلك من خلال إستضافته لشخصيات اعلامية وثقافية على “فنجان قهوة”، في فندق “انتركونتيننتال” – كفردبيان، في اللقاء الذي حمل اسم “أثير الارز”، وتخلله تكريم عدد من الاذاعيين.

حضر اللقاء وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الاعمال جان أوغاسابيان، سفير الامارات العربية المتحدة د.حمد سعيد الشامسي و رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب ووفد شبابي من السعودية وحشد إعلامي كبير.
محفوظ
بعد النشيدين الوطني والسعودي افتتاحا، وكلمة ترحيبية من الاعلامية وداد حجاج، التي شكرت باسم الحضور دعوة السفير السعودي لإنعقاد هذا الملتقيى الجامع ثم قال محفوظ: “أشكر السفير بخاري على هذه الدعوة وعلى عنوانها ثقافة الإعتدال، لأن هذا العنوان يرتبط بوظيفة البناء لا الهدم. بحيث أن الإعلام يمكنه أن يقوم بالوظيفتين على السواء”.


أضاف: “السؤال كيف يمكن للاعلام أن يؤدي دور ثقافة الإعتدال والترويج لها. من المؤكد أن الإعلام المسموع والذي يشمل حاليا الإعلام المرئي والإلكتروني يصنع الرأي العام أو يوجهه على الأقل. وحتى يستطيع أن يلعب دورا في ثقافة الإعتدال لا بد من توفر عناصر كثيرة منها:
الإلتزام بالموضوعية والإستقلالية والأمانة والتنوع.
صحة المعلومة ودقتها ونسبها إلى مصدر موثوق.
الإبتعاد عن المبالغة وتقديم صورة حقيقية واضحة.
تعزيز روح التسامح والألفة والتشجيع على ثقافة الحوار لا الخلاف.
الإعتراف بالخطأ لدى وقوعه والمبادرة إلى تصويبه وتفادي تكراره.
التمييز بين النقد والتجريح.


عدم بث كل ما من شأنه إثارة النعرات الطائفية أو التعرض للنظام العام ومقتضيات المصلحة الوطنية أو التحريض على العنف في المجتمع.
الترويج لحوار الثقافات والأديان بديلا من مقولة حرب الحضارات.
إغناء المشاهد والمستمع والقارىء بالمعارف والثقافات وتعريفه بحرياته وحقوقه الأساسية وواجباته تجاه عائلته وشعبه.
احترام الشخصية الإنسانية وحرية الغير والطابع التعددي في التعبير عن الأفكار والآراء، والتركيز على دور التنمية في تعزيز وربط الأطراف والأرياف بفكرة الدولة، كما العمل على تعزيز الطبقة المتوسطة التي هي الأساس لتوازن اجتماعي ولإنتاح النخب.
أن يكون للشباب وقضايا المرأة وحقوقها مكانا أساسيا في الإعلام.
الإلتزام بمعادلة لا للتفلت الإعلامي والإعلاني ولا للتزمت الإعلامي والإعلاني.
التزام الحرية الإعلامية على قاعدة احترام القوانين وعدم الإساءة للآخر.
تعزيز المشترك اللبناني والعربي.
حل الخلافات العربية بالحوار.
الإلتزام بالمبادرة العربية للسلام لحل النزاع العربي الاسرائيلي على قاعدة السلام العادل والشامل والكامل استنادا للقرارين 242 و 338.
المساهمة في إعادة إحياء معادلة الرياض – القاهرة – دمشق لأنه من دونها لا دور فاعلا للعالم العربي.
هناك أكثر من 400 شركة إعلامية أولى في العالم هي مصدر المعلومات في زمن العولمة ليس بينها شركة عربية أو إسلامية. ما يقتضي أن يكون على الأقل مؤسسة إعلامية مرئية عربية مشتركة تتوجه للعالم الغربي لتطرح قضايانا والترويج لسوق عربية موحدة باتجاه حماية الإقتصاد العربي من العولمة.
اعتبار المسيحيين المشرقيين إحدى نوافذ الحوار الأساسية على الغرب.
العصبيات لا تبني وطنا على حد قول ابن خلدون. وهذه هي حال التطرف الديني، ولذا لا بديل من إسلام معتدل يجمع ولا يفرق. وهنا ثمة دور أساسي للاعلام”.
صافي
بدوره، تحدث مدير كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية – الفرع الثاني الدكتور هاني صافي عن دور الاذاعة في الاعلام المسموع، وقال: “العين تتلقى كل الوسائل الاعلامية الا الاذاعة، ما يعني ان الاذاعة تبقى احدى اهم الوسائل الاعلامية المتاحة امام كل من يعمل او يقوم بنشاط ما او حيث ما كانت العين منشغلة. ثم ان الخبر او البرنامج الاذاعي في عصر المحتوى الاعلامي صار متاحا على المواقع الاكترونية او تطبيقات الهواتف الذكية، يعود اليه المتلقي ساعة يشاء من دون التقيد بمواعيد البث الاذاعي”.
أضاف: “الاعلام الاذاعي اللبناني مشهود له بتقنياته العالية وبتعدديته العاكسة لتعددية المجتمع، وبحرفية العاملين فيه وسعة اطلاعهم ومقدرتهم على نقل الحدث صوتا وصورة الى أذن المتلقي. كما ان الاعلام الاذاعي في لبنان غالبا ورغم بعض الاستثناءات في بعض الاذاعات وبعض الحالات، يتميز بالاتزان والمزاوجة بين الاضداد وتدوير الزوايا وتغييب الموضوعات الخلافية حيث ان الاعتدال قيمة تميز أثير الارز تماما كما تميز اهل بلاد الارز”.
وتابع: “الاعتدال مفهوما يعني عدم المغالاة في الموقف والقول وهو ليس التنازل عن المبادىء ولا التراجع عن المواقف، انما الاعتراف بحقيقة الاخر وحقه في الاختلاف ومحاولة بناء السلام على اساس المشاركة ورفض الاقصاء. ولثقافة الاعتدال الدور الحاسم في الوقوف بوجه التطرف والتعصب اللذين يفتحان الباب واسعا امام العنف والارهاب”.
وختم: “أما واقع انتماء الاذاعة الى وسائل الاعلام الجماهيرية فيرتب عليها مسؤولية وازنة لما لها من دور في ترسيخ القيم وتشكل الرأي العام وتوجيه الثقافة. وهذا الدور يتجلى في ارساء ثقافة الحوار والاعتدال والسلام خصوصا في لبنان الذي يرتبط مصيره عضويا بالاعتدال في الداخل والخارج لا سيما في محيطه العربي”.
اوغاسابيان
وقال اوغاسابيان: “إن الحديث عن الاعتدال يعني الكلام عن القيم والمبادىء والثوابت الانسانية والغاء الحواجز وردم الهوة بين المجتمعات والثقافات والاديان مهما كانت المعتقدات، وتبدأ بالاعتراف بالاخر. ان أهم ما يحتاجه عالمنا العربي هو الاعتراف بالاخر وانتاج حلول تكون قائمة على السلام وعلى دبلوماسيات حوارية بعقول منفتحة على اللقاء وعلى كسر الحواجز بين الشعب وبين السياسيين وكل الاطراف”.
أضاف: “لبنان بأمس الحاجة الى وجود علاقات ممتازة وصافية مثل نقاوة هذا الثلج، مع كل العالم العربي، كوننا جزءا اساسيا منه ومشاركا اساسيا في قيام جامعة الدول العربية”.
شكر للسعودية “وقوفها الدائم الى جانب لبنان في قضاياه العادلة والمعتدلة”، لافتا الى ان “في لبنان اعلاما مسؤولا بالدرجة الاولى ويعرض الواقع والحقيقة كما هي”، موضحا أن “المشكلة ليست لدى الاعلام بل لدى السياسيين لا سيما عند اصحاب القرار وكل الناس التي تعنى بشؤون العالم”.
وحث الاعلام اللبناني على “الاستمرار في دعم الحوار العقلاني والاعتراف بالاخر وإظهار الحقائق ايا كانت ولو موجعة لاي شخص يعمل في المعترك السياسي”.
بخاري
أما السفير السعودي، فقال: “ما أجمل هذا اللبنان، اعزائي واحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجماله وحسنه، وهي هنا أمامنا تتجلى بأبهى صورها وأنقاها. اما بعد، فأثير الأرز من عبق الزمان ومثله في بلادي عبق الريحان والنخيل ورحابة الارض المباركة والسلام لكل خلق الله”.
أضاف: “اخترنا المكان لانه صنو الزمان ولان الأرز الخالد يدل على الديمومة والبقاء ولان لبنان عنوان لهما لا يموت وان عانى وأصيب بالضيم والأوجاع، ولاننا في المملكة العربية السعودية وبقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبهمة صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير محمد بن سلمان رعاهما الله واطال في عمريهما، جعلنا من الحياة شعار حياة ومن شروطها اعتناق الاعتدال والوسطية والبحث عن المشتركات والخير أينما كان ذلك ومهما كلف، وهنا لا شيء أثمن وأغلى وأنقى من الخير والعطاء في سبيل تثبيت ثقافة الاعتدال والتواصل والحوار والتنمية والبناء والعمران”.
وتابع: “بياض ثلج الأرز هذا هو صنو الأثير النقي الواضح والواصل عبر كل موجات الإرسال والبث لتأكيد واشاعة ثقافة الحب والخير والاعتدال والحياة في بداية الكلام وختامه”.
وقال: “فنجان قهوتنا الرابع هذا يدخل في سياق سعينا وجهدنا من اجل تقديم واجب التقدير والاحترام للاعلام اللبناني بكل ابوابه وطرقه وأساليبه، وهو الرائد والمميز أكان مكتوبا او مرئيا او مسموعا او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم من اجل تعزيز وتأكيد مناحي التواصل والتحاور والتلاقي على كل ما من شأنه تأكيد عمق العلاقات بين بلدينا الشقيقين وتطلعنا الى تنميتها وتطويرها في شتى المجالات والى ابعد مدى ممكن”.
أضاف: “فنجان قهوتنا الرابع هذا منكه بالمسك بالهيل والعنبر والريحان، ومحلى بالود والورد وطيب النيات والإرادات الخيرة الساعية الى الخير ولا شيء الا الخير للبنان واهله الكرام، وللعلاقات بيننا بطبيعة الحال”.
وختم: “إن تكريمنا لبعض رموز العمل الاذاعي اللبناني هو تعبير عن تقديرنا الخاص والعام للشخصيات المكرمة من جهة ولأهل هذه المهنة الراقية من جهة اخرى وللاعلام اللبناني في العموم، بل هو تكريم وتقدير لصناعة الفكر والإبداع واحترام للكلمة والصوت ولغة الحوار والتلاقح الثقافي وقبول الاخر المختلف والمؤتلف والقريب والبعيد”.
تكريم
وفي الختام، كرم السفير السعودي ذكرى الاذاعي الراحل شفيق جدايل ويمن الاخوي ومحمد كريم. كما كان تكريم للاذاعي والمسرحي جهاد الأطرش وروز الزامل المعروفة بوردة ووداد حجاج.
[email protected]

لمشاركة الرابط: