“رواق عوشة بنت حسين “الثقافي الإماراتي يحتفي بيوبيله الفضي برعاية وزير الثقافة وتنمية المعرفة في دبي

دبي_إكرام صعب

خمسة وعشرون عاماً من العطاء الثقافي والإجتماعي والفكري والأدبي والإنساني في دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً وفي دبي خصوصاً قدمها “رواق عوشة بنت حسين الثقاقي “لبلاده .
بالأمس أطفأ هذا الصالون الأدبي شمعاته ال25 في احتفالية تكريمية حاشدة أقيمت للمناسبة في قلب دبي ، وتحديداَ في مقر نادي شرطة دبي .
إحتفالية تشبه إلى حد كبير التظاهرة الثقافية ، أضفى على جماليتها ، دعم الدولة الإماراتية لحضور ورعاية المناسبة ، ولكافة نشاطات الرواق ، فإكتسبت المناسبة – الحدث طابعاً ثقافياً إنسانياً تمثل بتكريم العديد من الجهات المحبة والناشطة والمتابعة لهذا الرواق الجميل .

الحضور

أقيمت الإحتفالية بدعوة من رئيسة ومؤسسة “رواق عوشة بنت حسين ” الثقافي الباحثة في الشؤون الإجتماعية والإنسانية ، الدكتورة موزة غباش ، تحت رعاية وحضور وزير الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان .
وإلى الوزير الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ، حضر الإحتفال العديد من الشخصيات الثقافية والعسكرية والاجتماعية والإعلامية المحلية والعربية
إستهل الاحتفال بنشيد السلام الاماراتي وبنشيد “موطني” بصوت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة ثم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الشيخ أيمن صالح السامراني .
تلى ذلك عرض لفيلم وثائقي حمل عنوان “جذور عميقة وظلال وارفة” تناول أبرز أنجازات الرواق والمشاريع الخيرية التي قدمها على مدار السنوات الماضية .

كلمة راعي الإحتفال

ثم القى راعي الاحتفال وزير الثقافة وتنمية المعرفة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمة نوه فيها بما قدمه هذا الصرح الأدبي على مدار السنين ، وقال “يَسرُّني كثيراً ، حُضورُ هذا الاحتفال ، بمناسبة مُرور ( 25 ) خمسةٍ وعشرينَ عاماً ، على تأسيسِ رواق عوشه بنت حسين الثقافي والاجتماعي – نَحتَفي في هذه المُناسبةِ معاً ، بِمُبادراتِ وعَطاءِ وإخلاص ، صاحبةِ الرواق ، المغفورِ لها بإذنِ الله ، السيدة / عوشه بنت حسين ، تَغمَّدَها اللهُ بِوَاسعِ رَحمتِه ورِضوانِه – نَحتفي معاً ، بِما يُمَثِّلُهُ تأسيسُ هذا الرواق ، وما تجسدهُ بَرامجُ عَملِه الناجحة ، مِن وَفاءٍ نادر ، وإنجازٍ مُبدِع ، وحرصٍ على استمراريةِ العَطاء ، مِن جِيلٍ إلى جيل ، بل ورُوحٍ فَيّاضَةٍ لِعَمَلِ الخَيْر ، وبَذْلِ الجُهْد ، في سبيلِ تطويرِ المجتمع – نحن اليوْم ، نُعبِّرُ مَعاً ، عن الاعتزازِ بما كانت تُمَثِّلُهُ عوشه بنت حسين ، مِن نَموذجٍ رائد ، في المَوْهِبَة ، والفَضيلة ، والحِكْمَة ، وحُبِّ العِلمِ والثقافة ، بل وكذلك ، الأُمُومَةُ الصادقة – كُلُّ هذا ، في إطارٍ ، مِنَ العملِ على الارتقاءِ بمجتمعِ الإمارات ، مع عَهْدٍ ووَعْد ، لِقادتِه الكِرام ، بِالإسهامِ النَّشِطِ والفَعّال، في مسيرةِ هذا المجتمع، على كافةِ المستويات ، وفي مُختَلِفِ المَجالات .
إنَّ اجتماعَنا اليوْم ، أيها الإخوةُ والأَخَوات ، إنما هو في الوقت ذاته ، احتفالٌ بإنجازاتِ هذا الرِّواقِ الرائد ، خِلالَ السنواتِ الخمسةِ والعِشرينَ الماضية، في السعي نحو دَعْمِ وتَرسيخ : دَوْرِ الثقافةِ والإبداع ، في مسيرةِ الدولة، وتأكيدِ رُوحِ الانتماءِ والوَلاءِ للوطن – هذا الرواق ، لَهُ رسالةٌ مُهِمّة ، في تنميةِ الشعورِ بالمسؤوليةِ المُجتمعية ، وفي تأكيدِ قُدرةِ أبناءِ وبَناتِ الإمارات ، على الإسهامِ الكامل ، في تحقيقِ كافةِ الأهدافِ والغاياتِ المُجتمعيةِ والوطنية .
وأضاف ” انطلاقاً من ذلك كله ، فإنني أنتهزُ مناسبةَ هذا الاحتفال ، كي أَتَوَجَّهَ إليْكم جميعاً ، بكلمةِ شُكرٍ وتقدير ، ثم بكلمةِ تهنئةٍ وتَبريك ، ثم كذلك ، بكلمةِ أملٍ وطُموح :
الشكر، لأَبناءِ وبَناتِ المَغفورِ لَها : عوشه بنت حسين ، والتقديرُ بِالذَّات ، لِلأُخت الدكتورة موزة عبيد غباش ، رئيسةِ الرواق ، وهي التي قامت ، على تطويرِ هذه المؤسسةِ الثقافية والاجتماعية ، مِن خِلالِ فِكْرٍ مُتَجَدِّد ، وعاطفةٍ مخلصة ، وعَمَلٍ جادّ ، مِن أجلِ الصُّعودِ بهذا الرواق ، إلى أَعلَى مَراتِبِ العَطاءِ والإِنجاز – الشكرُ كذلك ، لِكافةِ مَنْ يُسهِمُ في عَمَلِ الرواق ، أو يَدْعَمُهْ ، مِن أَجْلِ أنْ يَكونَ دائماً ، مؤسسةً وطنية : ناجحةً بِكُلِّ المَقاييس.
وأردف ” إنه لَمِمّا يَبْعَثُ على التفاؤلِ حَقاً ، ما نَراهُ مِن رسالةٍ واضحةٍ لِلرواق ، ومِن دَعْمٍ قَوِيٍّ لَهْ ، على كافةِ مُستوياتِ المجتمع ، وهو الذي أتاحَ الفُرصة ، لانعقادِ هذا الاحتفال ، لِيَكونَ مناسبةً هامّة ، نَتَطلَّعُ فيها ، إلى مُستقبلٍ زاهرٍ لِلرواق ، في سَنَواتِهِ المُقْبِلَةِ بإذنِ الله .
هذا عن الشكرِ والتقدير ، أما التهنئةُ والتَّبريك ، فهي لِجميعِ الفائزينَ هذا اليَوْم ، بِجائزةِ الرواق : نَعتَزُّ بِإنجازاتِهم ، ونَتمنَّى لَهُمْ : اِستمرارَ النجاحِ والعَطاء ، حتى يَكونوا دائماً ، نَموذَجاً ، لأَبناءِ وبَناتِ الإماراتِ المُبدِعين ، وقُدْوَةً لإخوانِهم ولِزُملائِهم ، في إثراءِ الحياةِ الثقافيةِ والاجتماعيةِ في الدولة ، على طريقِ أنْ تَكونَ الإماراتُ دائماً : دولةٌ تَتَّسِمُ بِالإبداعِ والإنجاز ، وتَحرِصُ على تنميةِ الوطن ، ورِفْعَةِ شَأْنِ المُواطِن .
أَمّا الطُّموحُ والأَمَل ، فهو أنْ يَكونَ هذا الاحتفال ، تَعبيراً قوياً ، عن عَزْمِ رواق عوشه بنت حسين ، على المُضِيِّ قُدُماً ، في تحقيقِ رسالتِه وأهدافِه ، وأنْ يَتَأكّدَ دَوْرُ الرواق ، في دَعْمِ الحركةِ الثقافيةِ والمُجتمعيةِ في الدولة ، وأنْ يتأكدَ كذلكَ دائماً ، دَوْرُهُ الرائد ، في الحِفاظِ على الإرثِ الثقافيِّ والاجتماعيّ ، لِلمَرحومةِ عوشه بنت حسين ، بِاعتبارِها صاحبةَ فَضْلٍ كَبير ، تَرَكَت لأَولادِها وتَلاميذِها ولِوَطَنِها ، خَيْراً كثيراً ، نَعتزُّ بِهِ جميعاً ، بِاعتبارِهِ جُزْءاً مُهِمّاً ، مِنَ الإِرْثِ الثقافيِّ والمُجتمعيِّ لِلإماراتِ كُلِّها .”
وختم قائلا”ِ أهنئُ الفائزين بالجائزة ، مرةً أُخرَى ، وأدعو اللهَ سبحانَه وتعالى ، أن يُوَفِّقَ الجميع ، ودائماً ، على الإسهامِ والارتقاء ، بِمَسيرة الخَيْرِ والبِناء ، في دولتِنا العزيزة ، في ظِلِّ القِيادةِ الحكيمة ، لِصاحبِ السموِّ الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيسِ الدولة ، حَفِظَهُ اللهُ ورَعاه.”

تكريم
وبعد ذلك شارك الوزير الشيخ نهيان الدكتورة غباش في تقديم شهادات التقدير ودروع التكريم إلى المكرمين من الشخصيات الوطنية الرائدة في الامارات والداعمة دائما لرواق عوشة بنت حسين وبينها وزارة الثقافة ، وشرطة دبي ، والجمارك وغيرها من الجهات الرسمية وتكريم لكل من الشباب المبتكر والعائلة المثالية والأمهات المثاليات والآباء المثاليين ، وذوي الإحتياجات الخاصة وشريحة الشباب المبتكر .كما تم تكريم مجموعات مختلفة أيضا في الإحتفال بينها تكريم للفنانة جاهدة وهبة والمقرئ الشيخ السامراني والجهات الداعمة ومتطوعي مبادرة “هيا نقرأ” وموظفي الرواق .
وكان قد تخلل الإحتفال فقرة ثقافية فنية أدتها أمام الحضورالفنانة اللبنانية العربية جاهدة وهبة .

غباش

ثم ألقت صاحبة الدعوة ورئيسة ومؤسسة “رواق عوشة بنت حسين ” الثقافي الباحثة والدكتورة موزة غباش كلمة شكرت خلالها كل من حضر معها ليطفئ الشموع ال25 لصالونها الأدبي وقالت “هو يوم من أيام الإمارات الجميلة يوم أشرق علينا رواق عوشة بنت حسين “اليوم كأنها البداية أشرقت من جديد وكأن الرواق سيبدأ مسيرة جديدة نحو تعزيز الثقافة وفعل الخير”.
وأضافت” كل عام تصل إلينا قصص الأمهات المثاليات ، وقصص الآباء المثاليين ، ونحاول في كل عام أن نقدم ما نستطيع لهم ولكننا نشعر أمامهم بالتقصير ، فهذه الفئات الإنسانية تستحق منّا كل التقدير .”
وتابعت” لم ينس هذا العام الرواق الشخصيات الوطنية الرائدة التي خدمت الإمارات وخدمت دبي وخدمت الوطن ككل ، ونحن من شيمنا الوفاء .
ونوهت غباش برعاية الوزير نهيان للإحتفال ، وقالت” إن مشاركة الوزير في احتفالنا هذا تقدير كبير ، شاكرة له ما قاله في كلمته حيال الرواق .
كما شكرت الدكتورة غباش “وقوف الدولة إلى جانبنا ، بشخص رئيسها الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله ” وكذلك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد لأنه لولا عطاءهم ومصدر قوتهم لنا لما استطعنا الإستمرار ، وختمت بشكر خاص لمن حضر هذا التكريم من دولة الإمارات ومن خارجها واعدة بتقديم المزيد من المشاريع الطموحة من خلال هذا الرواق”.


قصيدة
ثم القى الشاعر حبيب الصايغ قصيدة معبرة تحدث فيها عن الشهداء ومشاعر أمهاتهم متمنيا لهم الرحمة وللإمارات السلام ، القصيدة مهداة إلى اليمن وإلى امهات شهداء اليمن ، وقصيدة كان قد كتبها يوم تأسيس الرواق .

واختتم الإحتفال بغداء تكريمي أقيم للمناسبة على شرف الحضور .
إكرام صعب
[email protected]

لمشاركة الرابط: