طلبت جمعية “حماية وتنمية تربية النحل في لبنان” APIS في رسالة مفتوحة إلى وزير الزراعة عباس مرتضى والبيئة دميانوس قطار، “إعادة النظر بعملية رش “الدلتاميثرين” (Deltaméthrine) على غابات الصنوبر والسنديان وتقويم آثارها على النحل لعدة عوامل وأسباب إقتصادية زراعية وبيئية ولوجستية”.
اضافت: “تبلغ النحالون في مناطق الجنوب والنبطية وجبل لبنان والشمال من خلال الإعلام والأجهزة الرسمية (دوائر الزراعة والبلديات…) بعملية رش غابات الصنوبر والسنديان بمادة الدلتاميثرين لحماية هذه الأشجار من حشرات البق (Punaise des pins – Leptoglossus) وما على النحالين سوى إقفال قفرانهم خلال عملية الرش بالطائرات وبعدها لمدة 5 ساعات حتى لا يتضرر النحل. ومن البلديات من أوصى بإقفال متتال لمدة 3 أيام”.
وتابعت “حرصا منا على حماية النحلة ودورها في زيادة الإنتاج الزراعي، ودفاعا عن مصالح النحالين واستدامة مواردهم، وسعيا في سبيل توازن البيئة والحد من التلوث، عملت على دراسة الموضوع من كافة جوانبه وهي توضح أسباب طلبها هذا:
– إن الدلتاميثرين هو مبيد حشري عالي السمية يبيد الحشرات من خلال الملامسة أو الجهاز الهضمي. وبالتالي لن ينحصر أثره على حشرة واحدة أو اثنين إنما يتعداهما إلى كل الحشرات الضارة والنافعة وصولا إلى العصافير التي تأكل الحشرات منها “Leptoglossus”.
– إن مدة تفكك الدلتاميثرين – وفق الدراسات – تصل إلى 8 أيام على الأزهار وإلى 4 أسابيع (28 إلى 30 يوما) على الأوراق. وهذا يؤدي إلى تسمم رحيق الأزهار (Nectar) وحبوب الطلع (Pollen) وإلى تسمم إفرازات الأوراق، خاصة إفرازات المن على السنديان وهو ما نسميه الندوة العسلية (Miellat) وهذه جميعها يجنيها النحل ويتسمم بها.
– إن إقفال المناحل لمدة 5 ساعات خلال الرش وبعده لن يحمي النحل من التسمم والموت، إنما يبعد الموت عن النحل السارح. وحين تفتح القفران وتعود العاملات للمراعي من جديد، سوف تنفق بعض العاملات في المراعي، ويجلب البعض الآخر رحيقا وندوة عسلية وحبوب اللقاح مسمومة تؤدي إلى آثار سيئة على اليرقات والحاضنات وإلى اندثار بطيء يستمر لمدة شهر على الأقل (مدة تفكك المبيد).
– إن الإقفال المطلوب يبدأ عمليا خلال الليل ويستمر خلال النهار خمس ساعات بعد الرش مما يجبر النحل على توقيف عمله وتكاثره مع احتمال اختناقه. كما إن تكرار الإقفال لمدة 3 أيام متتالية يدفع خلايا النحل بالإضافة إلى ما سبق لإستهلاك خزينها من الغذاء. ويضطر النحال إلى تغذية إصطناعية مما يفقده الموسم المنتظر. وإذا نقلت القفران إلى أماكن بعيدة تراجع الموسم بشكل كبير”.
– بينت الدراسات التي أجريت على “الدلتاميثرين” أنه يترك ترسبات في العسل وحبوب اللقاح المخزنة في القفير مما يؤثر على معايير جودته وإمكانية تسويقه. لذلك فإن العديد من الدول تمنع إستعمال هذا المبيد خلال فترات الإزهار وفترات الندوة العسلية.
– إن تخفيض المقادير في عملية الرش إلى الثلث المستعمل في بعض الزراعات لا يلغي الضرر، إنما يخفف من آثاره المباشرة. وإذا تكرر الرش لثلاث مرات خلال الموسم الواحد تتضاعف الأضرار على الحشرات النافعة والعصافير المتنوعة ناهيك عن المياه الجوفية.
– إن إستهداف أشجار السنديان بعملية الرش يعرض هذه الأشجار إلى الإندثار لأن حشرة المن، المسببة للندوة العسلية، تفيد هذه الأشجار وتساعدها للحد من تبخر نسغها أو سائلها الغذائي. فالمادة السكرية (الندوة العسلية) تقفل مسام الأوراق خلال الحر والجفاف وهذه آلية دفاعية للحد من التبخر. ولا تعتبر غابات السنديان بخطر ولا ضرورة لرشها.
– لا تناقض بين مصالح النحالين واهتمامات البيئيين ومصالح أصحاب الصنوبر إنما هناك تكامل دائم إذا تم اعتماد حلول بيئية تحفظ مصالح الطرفين”.
إقتراحات حلول بيئية مستدامة
وتقدمت الجمعية بمسارات لحل مسألة تراجع إنتاج الصنوبر كالتالي:
– إعتماد علاجات صديقة للبيئة منها تطوير حشرات أو كائنات حية تفتك بالحشرات التي تهدد ثمار الصنوبر وهو حل مستدام وبيئي. من هذه العلاجات على سبيل المثال لا الحصر إستعمال “باسيلوس تورنجينسيس” الذي أثبت فعاليته سابقا منذ حوالي سنتين”.
– تشكيل لجنة علمية تطرح وتتابع وتقوم عملية المداواة بإشراف وزارة الزراعة ومشاركة الأطراف المعنية بالموضوع من وزارة بيئة ونحالين وغيرهم”.
– وضع خريطة دقيقة للمناطق الحرجية المستهدفة بالمداواة مع رزنامة سنوية لعملية المكافحة بحيث يتحاشى النحال هذه المناطق ويبرمج عمله مسبقا بناء على الخريطة والرزنامة السنوية للمكافحة. مثلا ينخفض الضرر على النحالين إذا كانت المكافحة خلال شهر آب”.
– حق النحالين بالمطالبة بتعويض عن الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي قد تلحق بالنحل أو الإنتاج جراء عملية الرش المعتمدة حاليا”.
– تقويم أنواع الأدوية التي تستعمل لمكافحة حشرة الصنوبر “الليبتوغلوسوس” واستعمال الأقل ضررا على النحل والتوازن البيئي أو تلك التي لا تحدث ضررا”.
ودعت الى “ضرورة تنظيم العمل بواقعية وتقويم الأثر البيئي والإقتصادي وتوجيه الإجراءات بما يتوافق مع مصالح الأطراف المعنية بهذا الموضوع”. ووضعت جمعية أبيس “إمكانياتها العلمية والبيئية والتطبيقية بتصرف الوزارة بما فيه مصلحة النحالين والمزارعين خاصة أصحاب بساتين الصنوبر”.
المصدر : وطنية