حاورته _إكرام صعب
الحديث مع إبن بلدة حاصبيا البروفسور والطبيب والسياسي وسام كمال شروف صاحب الرؤية العلمية والبيئية والتربوية والإجتماعية له وقعه الخاص ، فعندما تحاور رجلاً مطلعاً عن كثب على شؤون وشجون منطقته التي يقطنها ويعايش همومها عن قرب ، تتضح لك الصورة الكاملة لمشاكل هذه المنطقة الحدودية التي دفعت ثمنا غالياً في مواجهة العدو الإسرائيلي دون أن تنال نصيبها من التنمية والخدمات ، لا بل على العكس نالت الإهمال والتلوث البيئي الذي يهدد صحة قاطنيها إذا لم تسارع الدولة والمسؤولين الى وضع الأصبع على الجرح ، ورفع الغبن اللاحق بها على كل الصعد الإقتصادية من تصريف إنتاج زيت الزيتون الى رفع التلوث عن نهر الحاصباني ، الى حاجة المنطقة لفروع للجامعة اللبنانية ولمستشفيات حديثة تطبب أبناءها .
البروفيسور شروف سفير التميز و رئيس المؤتمر الدولي لزراعة العظم والأسنان وحامل الشهادات العليا المرشح عن المقعد الدرزي على لائحة ” الجنوب يستحق ” في الدائرة الثالثة ، هو مرشح الحزب الديمقراطي ، وعضو المجلس السياسي فيه منذ العام 2009 يكشف في حوار خاص مع موقع nextlb.com مدى حاجة منطقة حاصبيا ومرجعيون وقرى العرقوب الى من يمثلها بأمانة في الدولة لما تحتاجه هذه البلدات من إهتمام وإنماء شامل.
الصوت يودي
يقول شروف ” في عام 2009 خضت الإنتخابات كمرشح مستقل وفق قانون الإنتخاب الأكثري يومها كانت النية رفع الصوت ، وكان شعارنا ” حتى الصوت يودي” وحينها أردنا القول بأن هذا القانون لا يمثلنا ، وكنت قد ترشحت عامي 2013 و2015 ولكن وبسبب التمديد للمجلس النيابي لم تجر تلك الإنتخابات .”
ويسترسل المرشح شروف في حديثه متطرقاً الى قانون الإنتخاب فيشرح بالقول”القانون النسبي قانون مثالي ولكن التعديلات التي طرأت عليه شوهته فالقانون الحالي وإن كان لا يرضي طموحنا بالكامل الا أنه أفضل بكثير من القانون الأكثري ، الذي هو قانون ظالم بينما النسبي هو قانون الحق .
فمع القانون النسبي صار للصوت قيمة وأصبح المرشح معني مباشرة بالناخب في دائرته الصغرى بينما كان في الماضي لا يعيرهم أي اهتمام ، على طريقة ” فيكم وبلاكم جايي جايي.”
من عالم الطب الى السياسة من دون التخلي عن الإهتمام بصحة الناس يفسر شروف ذلك بقوله ” إنه وبحكم العمل بين الناس والعمل في العيادة يلتقي الطبيب عادة بأشخاص ويستمع لمعاناتهم و نتيجة وجودنا بمنطقة على الحدود والأطراف وبسبب عدم وجود اللامركزية في الدولة يكتشف المرء يوما بعد يوم مدى معاناة الناس فيصير ملزم بالوقوف الى جانبهم “. ويتابع اخترت البقاء في بلادي بين أهلي وناسي عن السفر ، رغم المغريات المادية وفرص النجاح في الخارج كطبيب . ومن رحم الألم والمعاناة والحرمان ولد برنامجنا وليس فقط كلاما بل له عنوان وعنوانه هو كرامة الانسان .
كرامة الإنسان
حول برنامجه الانتخابي يردف” عنواننا كرامة الناس ، أما الهدف الأسمى الذي نسعى اليه ،فهو رفعة شأن أهالي المنطقة وتأمين كل ما يحتاجونه من العيش الكريم ورفع الغبن عنهم ورفع مستواهم المعيشي للمساهمة في تحريرهم من كل القيود المفروضة عليهم ماديا وصحيا وعلميا وثقافيا ليكون قرارهم حرا 100% حتى لو كان هذا القرار مستقبلياَ معاكسا لتوجهاتنا فنحن يكفينا فخرا أن نكون قد استطعنا مع الوقت تامين كل حاجاتهم وحرية قرارهم وهذا هو الفوز الحقيقي .”
زيت الزيتون
ويضيف ” مشروعنا هو رفع المستوى المعيشي ، وأول سبيل لذلك إيجاد طريقة وآلية لتصريف إنتاج زيت الزيتون التي أصبحت متل قصة إبريق الزيت ففي كل سنة عذر جديد ويبقى الزيت مخزنا في الخوابي والبراميل وتنخفض قيمته مع الوقت . نحن سنعمل جاهدين على تشريع قانون يلزم الدولة اللبنانية شراء محصول الزيت من كل أبناء المنطقة مهما كانت الكمية وبالتالي نكون قد أدخلنا الى كل بيت دخلا أساسيا ثابتا يساعده على تامين حاجياته الأساسية ويحرره من الابتزاز بلقمة العيش ”
كوتا وظيفية
ويتابع “سنعمل على تأمين كوتا وظيفية لمنطقة حاصبيا ومرجعيون ، هذه المنطقة التي حرمت أيام الإحتلال الإسرائيلي الغاشم من الوظائف لمدة 20 عاما وبعد زوال الإحتلال كانت نسبة التوظيف أقل كثيرا مما يجب لذلك سنطالب بكوتا وظيفية للمنطقة لنثبت الأهالي في أرضهم ونخفف من هجرة الشباب الى الخارج ولنساعد في عودة أهالينا القاطنين خارج المنطقة وخارج لبنان .”
الإستشفاء
ينتقل شروف بالحديث ضمن ميدان عمله الإستشفاء والطبابة وعن ذلك يوضح ضاربا مثلاً فيقول” أثناء معالجة أحد الرؤساء العرب سأل الطبيب المعالج من هو هذا الرجل قيل له رئيس دولة لمدة 30 عاما فقال ” إنه رئيس فاشل لانه بعد 30 عاما وليس عنده مستشفى يتعالج فيه فهو فاشل “.
ويتابع “نحن في هذه المنطقة نعاني من نقص فادح في القطاع الصحي والإستشفائي ومطالبنا هي الزام الدولة عبر مشاريع قوانين لتوسيع المستشفيات وتجهيزها بالمعدات الحديثة وربطها بالمستشفيات الجامعية او بالكليات الطبية الموجودة في بيروت لتحويل مستشفياتنا الى جامعية يطمئن الأهالي الى العلاج فيها .
التعليم
التعليم هو هاجس إبن حاصبيا ” منطقتنا محرومة من فروع للجامعة اللبنانية وهذا يمنع التلاميذ من متابعة التحصيل العلمي بسبب الفقر حيناً فهم لا يملكون القدرة على السكن وتحمل مصاريف الانتقال في بيروت ، ومن ناحية أخرى بسب الإلتزامات الدينية فهناك العديد من الفتيات في مجتمعنا المحافظ لا يرغبن الذهاب الى العاصمة ، كما لا يستطيع الموظف او صاحب العمل إكمال تحصيله الجامعي فوجود فرع للجامعة من شأنه ان يزيد فرص التعليم لجميع شرائح المجتمع “.
البيئة
بالتسلسل يتنقل شروف في محطات برنامجه الغني فيتوقف عند موضوع أساسي في لبنان . الموضوع البيئي عنه يوضح” على الرغم أن هذه المنطقة تعتبر أهم خزان للمياه في الشرق الأوسط ، الا أن التلوث الناجم عن رمي النفايات العشوائي والمجارير في الأنهار والأدوية بات ينذر بالكوارث وبخاصة جراء ثلوث نهر الحاصباني الذي تصب فيه مياه الصرف الصحي ، “يكشف شروف عن مدى خطورة هذا الموضوع ويشرح” سنعمل عل حل هذه المشكلة بشكل بيئي حضاري وبيئي وحينها سنتمكن من خفض الأمراض وزيادة المساحات الخضراء وتخفيف الإزدحام العمراني و تلويت البيئة والثروة السمكية ، وهذا من شأنه رفع قيمة الأراضي ، فالهدر الذي اعترف به احد النواب في العديد من القطاعات وفي إحدى الوزارات وصل توقيع الوزير الى 10 و15 مليون دولار وهذا يؤمن شراء محصول الزيت لعدة سنوات ، فإذا تمكنا من تحقيق هذه البرنامج نكون قد ساهمنا في إنعاش المنطقة وصون كرامة أهلها ”
يوضح المرشح وسام شروف وينتقل بالحديث الى حلول وفقرات أخرى فيقول على الصعيد الوطني في برنامجنا ، محاربة الفساد وتطبيق الإستراتيجية الدفاعية ، وضمان الشيخوخة ، وحماية ذوي الإحتياجات الخاصة وتأمين فرص العمل لهم ودعم المؤسسات لوجستيا لتأمين تنقلهم بشكل مريح يحفظ كرامتهم ، ثم إنصاف العسكريين المتقاعدين في سلسلة الرتب والرواتب ، وأخيرا لفت النظر الى أنه خلال السنوات الماضية جرى تشويه وظيفة النائب وتصغيرها والتي هي في الاساس تشريع القوانين ومساعدة الحكومات الى مجرد معقب معاملات او ان يقوم بخدمات او وتقديمات لا علاقة لها بدور النائب”
المقاومة
عنها يقول شروف ” كنا ولا زلنا وسنبقى الى جانب المقاومة ضد العدو الصهيوني ، والى جانب الجيش اللبناني الذي هو درع الوطن كيف لا ! ونحن أبناء الأمير مجيد أرسلان وزير الدفاع اللبناني لسنوات عديدة ، ومؤسس الجيش اللبناني الذي قاتل العدو الصهيوني في معركة المالكية ، واستطاع تحريرها وصولا الى الناصرة ونحن أيضا في الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة الأمير طلال أرسلان صاحب التوجه الوطني المقاوم والكف النظيف والأخلاق العالية .”
زيارة تاريخية
وعن زيارة الرئيس الحريري للمنطقة يقول ” هي تاريخية بكل المقاييس وهي الزيارة الثانية لرئيس حكومة الى المنطقة وبالتالي هي مقدرة ونعتز بها ، وهذه الزيارة أعادت وضع منطقتنا على خارطة التنمية الواعدة والتي ستساعد على تثبيت المواطنين في أرضهم .”
وعن الوجود المسيحي يوضح بالقول ” فكما ذكر البابا السابق أن لبنان هو رسالة سماوية وهو الدولة الوحيدة في العالمين العربي والإسلامي التي يرأسها رئيس مسيحي والرئيس أتى بإتفاق مسيحي عام أعاد لموقع الرئاسة مكانته ودوره وحضوره وهذا انعكس على الواقع المسيحي والوطني بشكل عام لذلك يشجع الاخوة المسيحيين بالحضور من بيروت للإدلاء بصوتهم ورفع نسبة التصويت ليثبتوا دورهم واهميتهم .”
البروفسور وسام شروف لا يفرق بين مهنته في الحقل الطبي وبين العمل السياسي “فهما يأخذان كل وقته فالطبابة تفرغ وكذلك السياسة ولا وقت فراغ لديه على الإطلاق ”
6 أيار
يتوجه شروف بالحوار الى الناخب فيقول له” بما أن الأموال التي تصرف في العديد من الأماكن غير معلوم مصدرها والله أنعم علينا بنعمة العقل أتوجه الى أهلي الكرام الا تدعوا أي شيء يلوث أيديكم وقفوا بين الله وضميركم واستعملوا العقل للخيار الصائب ونحن سنخضع لخياركم ونحترمه .”
ويختم مرشح “الجنوب يستحق ” بالعودة بالذاكرة الى الوراء فيوضح” عندما خضت الإنتخابات في عام 2009 مستقلا ، حصدت نسبة كبيرة من الأصوات جعلتني مدينا أكثر لهؤلاء الناس ورفعت يومها يافطات شكر لكل من صوت لي في بلدتي حاصبيا وفي قرى المنطقة ، وخصصت بالذكر كل من وقف معي في تلك المرحلة رغم معرفتهم بصعوبة الخرق على القانون الأكثري ، واليوم وبالأمس أخص بالتحية أهالي شبعا الأوفياء الذين أعطوني حوالي 1850 صوتا يومها “.
بطاقة تعريف
البروفسور وسام شروف مواليد العام 1974
دراسات معمقة في طب الأسنان من جامعة القديس يوسف
دكتوراه في العلوم الطبية في كلية الطب جامعة هيوستن –
شهادة في علم الأوبئة – جامعة القديس يوسف
دبلوم دراسات عليا في ادارة المستشفيات
رئيس المؤتمر الدولي لزراعة العظم والأسنان
امين عام المؤتمر الدولي للتطورات والابتكارات في طب الاسنان
لديه العديد من المؤلفات الطبية
سفير التميز فوق العادة
استاذ جامعي في لبنان والخارج
يصر وبشدة على الاقامة في حاصبيا
متأهل من طبيبة الأسنان رشا سلطان ولهما إبنتان لمار ولورين.
[email protected]