حاورته إكرام صعب
عندما تلتقي مرشحاً يملك خلفية ثقافية أمنية إستراتيجية ، وخبيراً في إعداد الدراسات والأبحاث وفي مفهوم علم الإرهاب تدرك تماماً أنك أمام رجل دولة يعرف ما يريد والأهم أنه يعرف ماذا تريد الدولة منه ومن أمثاله من ذوي الخبرات القانونية والأمنية.
هو العميد الركن المتقاعد من الجيش اللبناني هشام جابر يستقبلك بالترحاب مستهلاً الحوار “خدمت لأربع عقود من الزمن في مؤسسة الجيش اللبناني معظمها إبان فترة الحرب القاسية والأحداث الأليمة التي مر بها لبنان ،أعتز بأنني صاحب كف نظيف لم يلوث لا بالمال الحرام ولا بالدم” هكذا يعرف عن نفسه العميد الركن إبن مدينة النبطية وإبن الجنوب المنفتح المرشح عن الدائرة الثالثة في الجنوب على لائحة “الجنوب يستحق” .
جابر الغني عن التعريف ، نظرا لخبراته العديدة التي يطل من خلالها على الإعلام وفي اكثر من ميدان ، يقول في حديث خاص مع موقع nextlb.com ” سبق وترشحت للإنتخابات النيابية في دورة 2005 إلا أنّني انسحبت حينها لإعتبارات عدّة ” فهو يرى أن هذه الدورة الإنتخابية مع إعتماد القانون النسبي تشكل فرصة جيدة للأكثرية الصامتة وللنخب من الطائفة الشيعية غير الممثلة منذ 25 عاما ، وهم يشكلون حوالي 60% من الطائفة ، ومن غير المنتسبين للقوى الحزبية. مؤكدأ أنه ” بحسب دراساته في مركز الشرق الأوسط والذي يديره شخصياً ، ان 90% يؤيدون المقاومة لكن المطلوب منهم التنحي جانبا دون أن يكون لهم أي تمثيل”.
ويلفت جابر إلى أنّه تشاور وإجتمع عدّة مرات مع حزب الله من أجل تمثيل هذه الفئة ولو بثلاثة أشخاص على لوائحهم حتى ولو لم يكن هو شخصيا ، إلا أنّه لم يتم التجاوب مع هذا الطلب وهو يحترم ذلك ” إذ على ما يبدو أن لا ثقة لهم إلا بمحازبيهم ” يقول جابر ويتابع “عندها كان جوابنا بالترشح فنحن مع خيار المقاومة لكن نحن نختلف معكم في السياسة الداخلية “.
يبدأ جابر اللقاء بالتعريف عن رؤيته فيقول ” أنا إبن مدينة النبطية أباً عن جد وأهلي علموني حب الأرض التي ولدت فيها وسأموت فيها والدتي جوليا الطيار ، وهي أول طبيبة نسائية في جبل عامل وهي إبنة مدينة صافيتا السورية وُلد على يديها عشرات من أبناء الجنوب وتحديدا معظم مواليد في الفترة الممتدة ما بين عامي 1940 و1980
بالحديث عن أسباب ترشحه يؤكد العميد جابر بقوله “إتخذت قراري بعدما وجدنا أنه وخلال ال 25 سنة الماضية يفرض علينا بعض المرشحين فرضا ، فأنا من خط المقاومة وهذا بإعتراف كبار المسؤولين فيها ، إلا أن ثمة مقاومة بالسلاح وأخرى بالكلمة والموقف ، وأنا أؤمن بأن المقاومة حررت الجنوب ولا تزال تتصدى للعدو الإسرائيلي إنما أنا أختلف مع حزب الله بخياراته السياسية فما من أحد يمكنه اتهامنا بالخروج عن الموقف الوطني فهذه بيئتنا”.
ويتابع” معظم النخب الجنوبية هي في هذا الإتجاه وبكل أسف اقول لم يتم اختيار أي منها . وكان مطلبي الوحيد من قادة المقاومة ، إختيار من داتا الأسماء الموجودة في سجلاتنا من النخب ليرشحوها وتضم هذه الداتا أكثر من خمسين إسما جنوبيا وليس بالضرورة أن أكون أنا شخصيا فكان الرد” أنت محق في ما تطلب إنما نحن حاليا محشورين ” .
ويعلق العميد جابر متأسفا ” بعد 25 عاما ما زلت أسمع الكلام نفسه” ويضيف” هم لا يدركون أن هذه النخب هي بمثابة ثروة لهم تقويهم وتحميهم ، وهي خط الدفاع الأول لحمايتهم من الإتهام بالإرهاب ” .
وينتقل جابر بحديثه الى رؤيته الإستراتيجية ومن خلال خبرته في هذا المجال ليوضح أن ” غياب الدولة القوية ، ووجود دويلات داخل الدولة نضعه في طليعة الإهتمام ، ونحن سنسعى لبناء الدولة العادلة والقادرة” .
وردا على سؤال عن كيفية بناء الدولة يجيب مسترسلا فيشرح ” نبنيها ببناء السلطة القضائية المستقلة بداية ، وبلدنا من أغنى بلاد العالم بثرواته البشرية والطبيعية والجغرافية ، ومن المؤسف أن أكثر من ثلاثة أرباع شعبه أصبح يعيش خارج أرضه ، والباقي منهم إما مفلس أو تجده واقفا على أبواب السفارات ، فيما أبناء الطبقة السياسية ينعمون بخيارات البلد ” .
ويتابع “آن الآوان لوقف الفساد المستشري ولمحاسبة الفاسدين ، واليوم عنوان برنامجي هو بناء الدولة دولة القانون والدستور اللبناني ، ومن أولوياتي تعزيز وتقوية المؤسسة العسكرية ، كي تصبح ضمن استراتيجية دفاعية يلتف الجميع من حولها ، فهذه الاستراتيجية العسكرية هي طموحي وحلمي ، والجيش القوي هو هدفي فنحن لدينا الإمكانيات ، والدراسات موجودة وعلينا التنفيذ ومن ضمن مشروعي كذلك ، إستعادة الأموال المنهوبة والأملاك العامة ، ومحاسبة الفاسدين و السارقين و تسديد الديون للدولة واحترام المال العام”.
“الجنوب يستحق” هو ليس شعارا فحسب ، يقول المرشح جابر ” فالجنوب يستحق كل الخير لأنه مثال للعيش المشترك ، ونحن نريده مثاليا مميزا في كل المجالات ، في الزراعة والصناعة والسياحة ، فلا يكفي تحريره فقط ، يجب أن يبقى شعبه حراً متحرراً هو الآخر” .
وينوه العميد جابر بزملائه المرشحين على اللائحة ويسميهم إسماً إسماً ويقول ” نحن حريصون على عدم الاستفزاز نحترم الجميع ونؤمن بالديموقراطية ، فنحن دعاة سلام ووفاء ” ويتوجه للناخب في هذه الدائرة بالقول ” من خدمكم إنتخبوه وإن لم يستطيعوا خدمتكم عليكم بمد اليد لنا ….جربونا”.
ويضيف جابر” أنا شخصيا ضد التسلط الطائفي واؤمن بالدولة المدنية وليس بالعلمانية ، الدولة التي تعطي كل مواطن حقه فلا فضل للبناني على آخر”.
وعن إمكانية حصول اختراق يرى جابر “إن ثمة إمكانية صحيح ، والقانون الحالي ليس القانون الأمثل ولكن الاختراق ليس بعيداً ، واذا حصل سيحدث تغييرا خصوصا لجهة تشجيع الناخب على إبداء رأيه واليوم أقول للصامتين عبروا عن رأيكم في السادس من أيار ، وصوتوا للائحة الجنوب يستحق ولا تخافوا “.
ويشير جابر في هذا الصدد إلى أنه لاقى تجاوبا كبيرا ” الكل يقول لنا قلوبنا معكم نريد التغيير وجوابي لهؤلاء سيوفكم معنا، هو يوم واحد حتى لو مورست فيه الضغوطات عليكم لا تهابوها حكّموا ضمائركم وفكروا مرتين قبل وضع اللائحة في صندوق الإقتراع ، وتأكدوا أن من اشتراكم اليوم سيبيعكم غداً وإياكم والخوف “.
ويركز جابر في حديثه على “رفع نسبة الحاصل الإنتخابي للائحة “الجنوب يستحق” لأنه بدون هذا الحاصل لا قيمة للصوت التفضيلي ”
وحول علاقته بأبناء الجنوب عموما والعرقوب خصوصا يروي ” أمضيت أجمل أيام حياتي في خدمتي العسكرية في ربوع العرقوب وقراه ولا زلت على تواصل مع جميع أبناء هذه القرى من شبعا وحاصبيا وكفرشوبا وغيرها ، أنا لست متعصباً فأمي المسيحية ربتني على الإنفتاح واكتسبت من الجيش الشرف والتضحية للجميع والنظام والالتزام بالوقت ونظافة الكف “.
ويعتبر جابر أن الفرصة مناسبة لأبناء مدينة النبطية وقضاء النبطية ، وللأكثرية الصامتة فيها أي أكثر من ثمانين ألفا أو تسعين الفا ، أن يعبروا عن رأيهم ، كما تضم الدائرة كلها حوالي 560 الف ناخب ، موزعين بين 30 الفا من السنّة و50 الفا من المسيحين ، و14 عشر الفا من الدروز معظمهم من حاصبيا وجوارها و300 الف ناخب شيعي .
بطاقة
هشام جابر: عميد ركن سابق في الجيش اللبناني
دكتوراه دولة في العلوم الانسانية من جامعة السوربون في باريس
أستاذ سابق لمادتي مكافحة الإرهاب والحرب النفسية في كلية الأركان في الجيش اللبناني
متأهل من السيدة ندى كريمة الرئيس حسين الحسيني
له 3 أبناء : دانا وزينة ومفيد
[email protected]