حلّ الرعب مجدداً على اللبنانيين بعد أن رست باخرة “سكاي لايت” المحملة بمادة سيلفات الأمونيوم في مرفأ بيروت، بسبب “عطل تقني”! فعند المواطن اللبناني، لا فرق بين سيلفات الأمونيوم أو نيترات الأمونيوم.. وحدها كلمة “الأمونيوم” كفيلة بإعادة مشهد يوم الرابع من آب، حين فُجّرت بيروت تحت وطأة تخزين 2750 طناً من النيترات داخل العنبر رقم 12.
الرعب والخوف مبرران في لبنان، فثمة مواطنون يعتقدون أن انفجاراً جديداً سيسقط على مدينتهم المنكوبة مرة أخرى، والتي لم تتعاف بعد مضي حوالى 3 سنوات. آخرون يعتبرون أن الدولة اللبنانية التي كانت تعلم بالنيترات، ستتجاهل خطورة مادة سولفات الأمونيوم أيضاً، ولن تحرك ساكناً. فكيف سيثقون بمنظومة كاملة كانت على علم مسبق بكل هذا الخراب؟
المثير للريبة، ظروف مشابهة للأعطال التقنية في سفينة روسوس وسكاي لايت، ويمكن القول أن هذا الأمر وحده كفيل بإثارة حالة من الهلع لدى المواطنين.
لنعد قليلاً بالذاكرة إلى 23 أيلول 2013، حين أبحرت سفينة روسوس من جورجيا متجهة إلى موزمبيق وعلى متنها 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم، وخلال رحلتها اضطرت للتوقف في ميناء بيروت في 21 تشرين الثاني 2013 بسبب عطل تقني في المحرك.
عطل تقني؟
حسب معلومات “المدن” فإن باخرة “سكاي لايت” وصلت إلى مرفأ بيروت يوم الأربعاء 1 شباط، آتيةً من مرفأ اسكندرون التركي وترفع علم تنزانيا، وعلى متنها بين 1600 و2000 طن من مادة سيلفات الأمونيوم.
وهي كانت بانتظار موعدها للدخول إلى مرفأ بيروت بعد إجراء الفحوص اللازمة للمواد المحملة عليها، غير أن مدير الميناء في مرفأ بيروت، أيمن كركر، تواصل مع المحامي العام التمييزي، القاضي غسان الخوري وأعلمه أن الباخرة مصابة بعطل تقني وفي حالة ميلان وتطلق نداءات استغاثة، غير أنه لم يخبره بأنها محملة بمادة سلفات الأمونيوم، فرست الباخرة في الرصيف 14 في مرفأ بيروت.
التحقيق مستمر
وبعد التأكد من حمولتها ومحتواها، فُتح تحقيق واسع تجنباً لتكرار تفجير 4 آب، وأخرجت السفينة من الرصيف 14 ورست في بقعة الانتظار البعيدة عن مرفأ بيروت حوالى ثلاثة أميال.
وحسب معلومات “المدن”، فإن المباحث الجنائية المركزية قد أوقفت مدير المرفأ أيمن كركر، بأمر من القاضي غسان الخوري، بسبب تقديم “معلومات كاذبة”، إذ تبين بأن الباخرة بحالة جيدة ولا تعاني من أي عطل تقني يستدعي دخولها إلى مرفأ بيروت بصورة عاجلة. وقد تم استدعاء كل من أصحاب مادة سلفات الأمونيوم، ومدير عام النقل، وأصحاب الباخرة، وقد كشفت قيادة الجيش على المواد لتحديد خطورتها بعد أن أخذت عينات منها، على أن يتم الإعلان عن نتائجها بعد ثلاثة أيام.
وأفاد مصدر قضائي متابع للتحقيقات لـ”المدن”: “أن الباخرة تحمل أسمدة زراعية يسمح باستيرادها، ولا تحمل مواد متفجرة، ووجهتها الأساسية هي لبنان وقد نقلت حمولات مماثلة لهذه الأسمدة الزراعية في الفترة الماضية”.
أما وزارة الزراعة، فأعلنت أن نتائج التحاليل المخبرية للشحنة العائدة لشركة “N.R&S Trading CO”، التي يملكها شخص من آل الرفاعي، جاءت مطابقة لما هو مصرح عنه، أي سيلفات الأمونيوم وليس كما أشيع نيترات الأمونيوم.
وأكدت الوزارة حرصها الشديد في تطبيق جميع الشروط السلامة العامة وسلامة الغذاء في عمليات إدخال المنتجات الزراعية ومدخلاتها، كما حصرها على الأمن الوطني والأمن الغذائي وذلك بالتنسيق التام مع جميع الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية المختصة.
يبدو أن “سكاي لايت” قد لا تشكل أي خطر على اللبنانيين، لكن التذرع بالأعطال التقنية لإدخالها إلى مرفأ بيروت أثار الريبة إلى حد ما، ويستدعي التأكد منها ومن حمولتها ، ففوبيا الأمونيوم لم تنته بعد.
المصدر : جريدة المدن