جرحى وحريق وتحطيم سيارات بمغدوشة..و”أمل” عنقون تدعو للسلم الأهلي

أقدم عدد من شبان بلدة عنقون الشيعية على قطع الطريق التي تربط بلدتهم ببلدة مغدوشة المسيحية المجاورة في قضاء صيدا بالإطارات المشتعلة، وأحرقوا بعض الأشجار التي كادت تشعل الأحراج في المنطقة، أمس الأحد ، وذلك على خلفية خلاف بين بعض شبان من عنقون حصل في محطة محروقات في مغدوشة، وأدى إلى 6 جرحى.

هجوم واعتداءات
وشهدت بلدة مغدوشة أجواء من التوتر لليوم الثاني على التوالي، ودخل عدد من شبان بلدة عنقون عنوة إلى منازل على أصراف بلدة مغدوشة، اليوم، وقاموا بضرب الأهالي وتحطيم سياراتهم ومزارات في بلدتهم. ثم قاموا بمسيرات على أطراف مغدوشة وهتفوا “شيعة، شيعة. وسمير جعجع صهيوني”، على ما تظهر أشرطة فيديو متداولة على وسائط التواصل.
وبعد قطعهم الطريق وأشعالهم الحريق، دعا أهالي بلدة عنقون الأجهزة الامنية إلى ممارسة دورها بتعقب المتورطين بالإشكال بين بلدتهم وبلدة مغدوشة وتوقيفهم.

البنزين
وأصدر أهالي عنقون بيانا أكدوا فيه أن “الإشكال الذي حصل بين أهلنا في بلدة عنقون وإخواننا في بلدة مغدوشة، هو إشكال فردي، وأن أهالي بلدة عنقون يدينون بشدة الحادث الأليم الذي وقع من قبل بعض الشبان أول من أمس عند محطة توتال ببلدة مغدوشة”. وأعرب البيان عن استنكار “أعمال الشغب التي مورست بقطع بعض الطرق”.

وكان الصدام وقع يوم أول أمس الأول في بلدة مغدوشة على محطة توتال فيها، عندما أصر بعض شبان من عنقون على تعبئة خزانات سياراتهم بالقوة. وحصل صدام أوقع 6 جرحى، بينهم الطبيب هشام حايك من مغدوشة، والذي كان يعمل على تهدئة الوضع، فنال طعنة سكين. وتطور الإشكال بعدما تعرّض شبان من بلدة عنقون لآخرين من مغدوشة، وحطموا سياراتهم.

والتضارب والشجار بين شبان البلدتين يحصلان أسبوعياً. وهما معتادين، على ما أكد أحد شهود العيان للصدام الذي وقع على محطة توتال. فبعد توقف محطات عنقون عن تزويد السيارات بالمحروقات، لجأ سكان عنقون إلى محطتي مغدوشة. ومنذ مدة تعمد المحطتان في مغدوشة على تنظيم طوابير السيارات بخطين، واحد لأبناء القرية وآخر لجميع الزبائن. لكن بعض الشبان من عنقون رفضوا الوقوف في الطابور، ما أدى إلى حصول التضارب على محطة توتال، وتطور إلى عراك بين شبان من مغدوشة وشبان من عنقون.

التنمية والتحرير
وأكد المصدر أن بلدة مغدوشة تشهد حالاً من التوتر لأن هذا الإشكال تطور أكثر من السابقة، التي كانت تنتهي بشكل سريع، وتدخل قيادات حركة أمل مع المعنيين في المنطقتين لعدم تطورها. ويقدر أن تطور الصدام لدفع الجيش إلى مداهمة محطات عنقون المقفلة منذ مدة. فلم يحصل سابقاً أن تطورت المشاكل بين شبان المنطقتين إلى هذه المستويات وإلى حد إحراق الأشجار، التي كادت تلهب الأحراج وإلى نزاع طائفي. فمنطقة مغدوشة تعتبر مفصلية لحركة أمل نظراً لأنها مسيحية ومعقل النائب في كتلة التنمية والتحرير ميشال موسى، فيما منطقة عنقون الشيعية معقل حركة أمل، ومضى يومان على المشكلة ولا تزال تتفاعل.

رئيس بلدية مغدوشة
وتعليقاً على تجدد الإشكال بين شبان البلدتين أكتفى رئيس بلدية مغدوشة رئيف يونان بالقول إن الوضع تحت السيطرة حالياً. وأكد في حديث لـ”المدن” أن هناك تعزيزات إضافية من الجيش اللبناني حضرت إلى المنطقة، للحؤول دون توسع الإشكال

وفي تعليق على الوضع في مغدوشة، رأى “التيار الوطني الحر” أنّ “إشكالات مغدوشة مقلقة”، داعياً إلى “تجاوزها بالحكمة والوعي”. وأشار في بيان إلى أنّه “ينظر بقلق إلى الإشكالات المفتعلة التي تشهدها مغدوشة ويدين التعدّي الحاصل بحقّ المنطقة وأهلها”.

حركة أمل
وأكدت حركة أمل في بيان، “أن لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بما حصل في بلدة مغدوشة، وتعتبر أنه أمر غير مقبول على الإطلاق، ولا يمت إلى أدبيات العيش المشترك التي طالما تمسكت بها الحركة ودفعت الدم في سبيلها وفي سبيل حماية مغدوشة والإبقاء عليها أيقونة في الجنوب”.

ولفتت الى إن “الحركة تتابع مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية وفعاليات مغدوشة التطورات الجارية ولن تقبل باستمرار الوضع الراهن”.

جعجع
بدوره علق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع محملاً رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء مسؤؤلية ما يحصل. وقال في سلسلة تغريدات: “فخامة رئيس الجمهورية، دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال منذ يومين والتوتر يتفاقم بين مغدوشة وعنقون على خلفية أزمة البنزين التي خلفتها سياستكم الحكيمة. منذ يومين لم تُتخذ اي إجراءات أمنية او قضائية لتخفيف التوتر بين بلدتين لبنانيتين تحت سلطتكم مباشرة، إلى أن انفجر الوضع اليوم بتعديات بالجملة على منازل وأفراد في بلدة مغدوشة، والتوتر ما زال قائما”.
وأضاف: “الحل واضح.. إنزال الجيش بكثافة وقوة في البلدتين، وإعطائه الأوامر اللازمة لوقف اي أعمال تعدٍ وتخريب، وتسطير مذكرات توقيف فورية بالمعتدين، كل المعتدين، لأي من البلدتين انتموا. ماذا والا تعتبرون انكم تفرِّطون بآخر ما تبقى لنا من السلم الأهلي”.

المصدر : المدن

لمشاركة الرابط: