الناقلة البنمية تقفل قناة السويس ومحاولات لتعويمها وشكوك من أن يكون الحادث مفتعلاً لضرب دورها

خاص – nextlb
تستمر أزمة جنوح الناقلة البنمية العملاقة إيفرغرين في مجرى قناة السويس التي كانت تعبر من البحر الأحمر بإتجاه البحر المتوسط مبحرة من الصين الى مرفأ روتردام الهولندي وتحمل 240 الف طن من البضائع ، منذ نهار الثلاثاء الماضي وسط حال من الإرباك إزاء هذا الحادث الكبير الذي أقفل أحد أهم الممرات الملاحية لنقل البضائع بين قارتي آسيا وأوروبا .
وعلى مدخلي القناة من مدينة السويس جنوباً الى مدينة بورسعيد على البحر المتوسط ، تجمعت أمس أكثر من 369 سفينة وناقلة نفط تنتظر فتح القناة للسماح لها بالعبور في الإتجاهين ، دون إبطاء لأن كل يوم تأخير يعني خسائر يومية لها كما أن خسائر إيرادات القناة تتجاوز 14 مليون دولار يومياً بينما ارتفع بشكل ملحوظ سعر النفط بعد النقص الواضح للمادة في الأسوق العالمية .
وأكد يوكيتو هيغاكي، رئيس الشركة اليابانية المالكة للسفينة، أن هيكلها “سليم ولم تخترقه المياه كما أن محركاتها تعمل بكل طاقتها لذا فإنه من المنتظر أن تعمل بمجرد تعويمها”.
ويعتقد الخبراء أن تعويم السفينة يمكن أن يستغرق عدة أسابيع وبخاصة إذا اضطرت فرق الإنقاذ لإفراغ السفينة من شحنتها لتخفيف وزنها وتسهيل تعويمه .
وكانت الناقلة البنمية العملاقة جنحت الأسبوع الماضي وغرقت مقدمتها في الرمال على ضفة القناة الضحلة واستدارت لتقفل الممر المائي الأهم في العالم ، وقالت مصادر إعلامية في السويس على البحر الأحمر أن قبطان السفينة من الجنسية الهندية كان قد أجرى مناورات دائرية بالناقلة العملاقة قبل الدخول من خليج السويس ، ما يثير بعض التساؤلات أن يكون هناك ربما خطأ بشرياً ارتكب لترتطم الناقلة بالضفة الضحلة المياه لقناة السويس والتي لا يتجاوز عمق المياه فيها عشرة أمتار تقريباً ، بينما يتجاوز غاطس الناقلة أكثر من 20 متراً كما أن هناك مخاوف بأن يكون الحادث مفتعلاً للتشكيك بقدرة هذا الممر الملاحي على خدمة الإقتصاد العالمي تمهيداً للتفتيش على ممرات أخرى تنافس قناة السويس في الوقت والتكاليف ، إذ لا تبرر العاصفة الرملية وسرعة الرياح تحريك ناقلة عملاقة يزيد وزنها عن 240 الف طن .

جهود لتعويم الناقلة وتخفيف حمولتها
وعلمت “سكاي نيوز عربية “من مصدر مطلع في هيئة قناة السويس أن القاطرة الهولندية ALP GUARD قد وصلت إلى موقع السفينة البنمية للمشاركة في جهود تعويمها، وتعد القاطرة واحدة من بين أقوى القاطرات في العالم وتبلغ قوة شدها 285 طناً ، وأضاف المصدر أن قاطرة أخرى هي كارلو ماجنو أبحرت من إيطاليا ، ومن المنتظر وصولها خلال ساعات ، وتبلغ قوة شدها 230 طن ليصبح المجموع أكثر من 10 قاطرات تتولى مهمة تخليص السفينة من الرمال دون التسبب بأذى لهيكلها ولحمولتها .
وأوضح رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع ، أن خطة تخطي كارثة جنوح الباخرة بعد يومين تقضي بتخفيف حمولة السفينة بتفريغ حوالي 600 حاوية من مقدمها لتعوم، ولكن بإنتظار أعلى مد خلال اليومين المقبلين مع ارتفاع المد المرتبط بحركة القمر ، وأمس قامت فرق الإنقاذ بسحب 27 الف متر مكعب من الرمل من حول مقدمتها ، ويبلغ طول السفينة العالقة 400 متراً وعرضها 59 مترأ وحمولتها 224 الف طن .
وقال إن الهيئة تبحث إعطاء السفن المتضررة من عرقلة حركة الملاحة في القناة بعض التخفيضات ، وأوضح أن القناة تخسر ما بين 13 و14 مليون دولار من الإيرادات اليومية بعد توقف حركة الملاحة بسبب جنوح سفينة الحاويات.
أرقام
قرر الأمبراطور الفرنسي نابليون إنشاء القناة في عام 1798 ، ونالت الفكرة الموافقة للبدء بالحفر من الخديوي محمد سعيد باشا في عام 1854 وحصلت فرنسا على امتياز الحفر والتشغيل لمدة 99 عاماً في عام 1854 واستمرت أعمال الحفر 10 سنوات بمشاركة مليون عامل مصري 1859 – 1869 ومات فيها 120 الف شخص لسوء الأوضاع الصحية
ويبلغ طول القناة 193 كلم ، وافتتحت في عام 1869 في حفل باذخ ، وفي عام 1956 أمم الرئيس جمال عبد الناصر القناة ما سبب العدوان الثلاثي على مصر من فرنسا وبريطانيا و”إسرائيل” وأقفلت قناة السويس أكثر من 8 سنوات بسب حرب 1967 وأعادها الرئيس الراحل أنور السادات الى العمل بعد انهاء حرب اكتوبر في عام 1975
ويمر في القناة حالياً حوالي 10 مليارات دولار يومياً من البضائع ، والبديل المكلف هو الدوران حول قارة إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح ويكلف أكثر من الوقت واستهلاك الوقود ، اذ تحتاج ناقلة ضخمة اذا قررت الشركات اختيار طريق رأس الرجاء الصالح ثمن 290 طن زيادة من الوقود يومياً من الصين الى اوروبا ، كما تستغرق الرحلة 13 يوماً إضافية ليصل مجموع أيام الرحلة الى 19 يوماً .

[email protected]

لمشاركة الرابط: