“واهب الحرية”… وثيقة نادرة عن مقاومة اسرائيل تُعرض للمرة الأولى في “معرض بيروت للكتاب “بعد ترميمها

إكرام صعب

بيروت – في أمسية سينمائية استثنائية نظّمها “نادي لكل الناس” بإشراف مدير النادي الناقد نجا الأشقر، احتضنت العاصمة اللبنانية بيروت العرض الأول محليًا للفيلم الوثائقي “واهب الحرية” بعد ترميمه، وهو أحد أبرز أعمال المخرج العراقي الراحل قيس الزبيدي. الفيلم الذي يُعد وثيقة بصرية نادرة، يوثّق بدايات المقاومة اللبنانية والفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بين عامي 1982 و1987.
عرض الفيلم بعد طهر اليوم الجمعة في اخدى قاعات معرض بيروت للكتاب العربي الدولي 66
امام حشد من رواد المعرض تقدمهم الرئس فؤاد السنيورة ورئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري ووجوه اعلامية وطلاب

وسبق للفيلم أن عُرض للمرة الأولى عالميًا في افتتاح مهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونس في تشرين الثاني 2024، ثم قُدّم في عرض خاص في باريس، ليصل إلى بيروت كعرض ثالث ضمن مسيرة إعادة إحياء هذا العمل التاريخي.

ترميم دقيق وترجمة مزدوجة

تم اكتشاف النسخة الأصلية للفيلم في ألمانيا، ثم جرى ترميمها ورقمنتها في برشلونة بالتعاون مع المعهد الأرشيفي الإسباني، وترجمت إلى اللغتين العربية والإنكليزية، ما يفتح أمامه أبواباً أوسع للعرض والتوثيق الدولي.

بين التوثيق والدراما

جمع الزبيدي في هذا الفيلم بين أرشيف حقيقي نادر وتصوير حديث لبعض المشاهد، بمشاركة مدير التصوير النعماني، ليقدم رؤية بصرية متكاملة تمزج بين التوثيق الفني والسرد الدرامي. وقد وصفت نجا الأشقر الفيلم بأنه “مدينة نادي لكل الناس”، في إشارة إلى محتواه الجامع والمفتوح على الذاكرة الجماعية.

سردية المقاومة: من بيروت إلى الجنوب

يوثّق “واهب الحرية” محطات محورية من تاريخ المقاومة اللبنانية والفلسطينية، انطلاقًا من اجتياح بيروت عام 1982، مرورًا بمجزرتي صبرا وشاتيلا، وانتهاءً بانسحاب القوات الإسرائيلية من صيدا عام 1985. يتضمن الفيلم شهادات حية لمقاتلين ومواطنين شاركوا أو عايشوا الأحداث، ويسرد عمليات مقاومة نوعية في أحياء بيروت مثل عائشة بكار ومقهى الويمبي، وفي مناطق أخرى كوادي الزينة شمال صيدا وبلدة برجا.
كما يستعرض الفيلم مشاهد من تفجير السفارة الأميركية في أبريل 1983، وقصف المدمّرة الأميركية “نيوجيرسي”، وحرب الجبل، وتفجير مقرّ المارينز في بيروت، إلى جانب الإشارة إلى فشل اتفاق 17 أيار، ومحاولة اغتيال مصطفى سعد واستشهاد نزيه قبرصلي.

إرث سينمائي مقاوم

يمثل “واهب الحرية” مساهمة أساسية في أرشفة حقبة منسية من التاريخ المقاوم، ويمتد أثره أبعد من كونه فيلمًا وثائقيًا، ليصبح شاهدًا بصريًا على تضحيات وشجاعة جيل كامل. وهو يندرج ضمن مشروع سينمائي طويل كرّسه قيس الزبيدي للدفاع عن القضية الفلسطينية وتوثيق مسيرة المقاومة في وجه الاحتلال.
بهذا العرض في بيروت، تعود الذاكرة إلى الشاشة، ويُمنح جمهور جديد فرصة استكشاف وجه آخر من تاريخ لبنان وفلسطين، كتبه المقاومون بعدسات المخرجين

لمشاركة الرابط: