“زمن الطوفان” في ندوة معرض بيروت للكتاب العربي والدولي 66

نظّمت دار النهضة العربية ندوة ثقافية بعنوان “زمن الطوفان… لكن أين نوح؟”، بحضور حشد من الأدباء والمثقفين، تقدمه  الشاعر عمر شبلي الذي نظم وجمع بين المشاركين في تأليف الكتاب الثالث الذي يواكب الحرب الصهيونية على قطاع عزة والذي حملت المحاضرة عنوانه (” زمن الطوفان… لكن أين نوح” الصادر عن دار النهضة العربية )   والدكتور هاني سليمان، الدكتور شوقي أبو لطيف، والإعلامي الدكتور يقظان التقي. كما ألقى رفعت فارس كلمة البروفيسور غسان سكاف الذي تعذّر حضوره.
التقي 
افتُتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، ثم قدّم مدير الندوة الدكتور يقظان التقي مداخلة افتتاحية قال فيها: “بعض الحرية التي نمارسها اليوم هي أن نقول لا… لا لجريمة الاحتلال الإسرائيلي”.
وأشار التقي إلى أن الشاعر عمر شبلي تميز بكلمة نابعة من التزامه العروبي والقومي، حيث عبّر عن تمرده ورفضه للواقع عبر الكتابة لا الانكفاء، معتبرًا أن ما يحدث في فلسطين هو أعظم من أي أسطورة، وأن “طوفان الأقصى” ليس سوى رمز لحقيقة دامية.


شبلي 
من جهته، اوضح الشاعر عمر شبلي أهمية الإصدارات الثلاثة التي جمعها وقدم لها (طوفان الاقصى والزمن الآخر ) التي واكبت هذه المرحلة، قائلًا إن هذه الأعمال لا تُختزل في كونها صرخة شاعر فحسب، بل تشكل فعلًا ثقافيًا مقاومًا يتجاوز القصيدة والكتاب، ليكون موقفًا حيًا في وجه العنف والخذلان والذاكرة المثقوبة. وأضاف: “سنستمر في نصرة أهلنا في غزة مهما حصل. قد أكتب المزيد، لكني أحتاج دعمكم – حتى بثمن الكتاب – كي نواصل الطريق، ولو بالحد الأدنى”.
سليمان 
وفي كلمة له  أشاد رئيس مجلس إدارة دار الندوة، الدكتور هاني سليمان، بروح الشاعر عمر شبلي، مشبّهًا إياه برسام شرب السمّ على باب معرض فني في القاهرة وصرخ: “ارسموا معاناتي وإلا لعنتكم من قبري”. وتابع: “ما يكتبه عمر ليس مجرد شعر، بل صرخة مقاومة ومرآة لبطولات غزة، تُسطّر بالكلمة حين يُذبح الآخرون بالصمت أو التواطؤ”.
وأضاف أن شبلي، في إصداره الجديد “طوفان الأقصى… لكن أين نوح؟”، يكتب من قلب العاصفة، لا بإسمه فقط، بل نيابة عن أمة تُحاصر بثلاثية الاحتلال والتجزئة والاستبداد.
كلمة سكاف 
من جهته، ألقى رفعت فارس كلمة نيابةً عن البروفيسور غسان سكاف، الذي اضطر للسفر إلى الولايات المتحدة. ومما جاء في الكلمة:”مساء البطولة والعنوان، مساء الزمن الآخر الذي يكتبه رجال غزة بخيوط المجد. هذا العالم تقلقه أميركا إذا خسرت، وتخيفه أكثر إذا ربحت. طوفان الأقصى لم يهزّ إسرائيل فقط، بل حرّك الولايات المتحدة أولًا”.
وأشار إلى أن القوى الكبرى اليوم تخوض صراعًا مفتوحًا مع واشنطن على جبهات متداخلة في رهاناتها، معتبرًا أن من كتب بداية الحرب على غزة لم يكتب نهايتها بعد، وأن الكلمة ما زالت تقاوم.
أبو لطيف 
وتوقف  الدكتور شوقي أبو لطيف في كلمته عند البُعد الرمزي والفلسفي للعنوان، معتبرًا أن نوح ليس فقط نبيًا، بل رمزًا للخلاص الأرضي عبر الوعي والعمل. وقال:”المناضل عمر شبلي حرّضني فكريًا في مناسبتين: عندما دعا المثقفين لمساءلة أزمة المثقف العربي، وعبر طرحه المتكرر لإشكالية: من يصنع الحرية؟ من يكتب الخلاص؟”.


في نهاية اللقاء، فُتح باب المداخلات أمام الحضور، ثم تم توزيع دروع تكريمية على عدد من الشخصيات الفكرية والثقافية، تقديرًا لإسهاماتهم في خدمة الكلمة والموقف. وتولّى عملية التقديم كل من الدكتور هاني سليمان وخليل شحادة.
والمكرمون هم:الدكتورة هالة أبو حمدان،الدكتور يقظان التقي  ، يوسف مرتضى،الدكتور خليل شحادة،الدكتور شوقي أبو لطيف، أحمد قاسم ذبيان،الدكتور جمال زعيتر،الدكتور هاني سليمان،الشاعر عمر شبلي، المحامي  عمر زين (تسلّم الدرع بالنيابة عنه يحيى المعلّم)،كما تم تكريم كل من:الدكتور علي زيتون ، نبيل فارس، زهير هواري، محمد نجم الدين، جعفر إبراهيم ، رانيا مرعي، الذين تعذر حضورهم المناسبة .
ثم قام الشاعر عمر شبلي بتوقيع كتاب ” زمن الطوفان لكن اين نوح” في جناح دار النهضة العربية في المعرض .

عدسة nextlb

 

لمشاركة الرابط: