زياد الحمصي في كتاب: لغز الجنود الإسرائيليين الثلاثة

طبعت معركة السلطان يعقوب، المناضل زياد الحمصي، بطابعها، إختفاء الجنود الإسرائيليين، والبحث عنهم، لمما تركت جروحا وندوبا عليه، وهو الذي كان معروفا بنضاله الشرس، دفاعا عن لبنان، في وجه العدو، وبعمله الدؤوب والمستمر، طيلة مراحل حياته، للمحافظة على الحقوق والمكتسبات الوطنية، من الطامعين بلبنان، الذين كانوا يشكّلون الطبقة السياسية الحاكمة، يراهم يتوارثون السلطة، ويستغلونها، ويعملون من خلال نفوذهم، لجني خيرات البلاد لحسابهم الخاص، بدل أن تصب تلك الخيرات، في مصلحة البلاد والعباد.
أفرد مؤلف هذة السيرة، زياد الحمصي نفسه، صفحة كاملة ليقول فيها بالقلم العريض:
«لغز الجنود الإسرائيليين الثلاثة، قضيتي الظالمة، بمقدماتها وتداعياتها». وليتحدث أيضا عن الإجتياح الإسرائيلي عام 1982، بمقدماته وتداعياته، متوقفا عند معركة السلطان يعقوب ، شارحا لها، بأنها حكاية خواطر من زمن آخر:
«لغز الجنود الإسرائيليين الثلاثة. زياد الحمصي. تدقيق الأستاذ عيسى خير الدين. طبعة خاصة-2019-460 صفحة. تقريبا».
يهدي زياد الحمصي كتابه، إلى الشهداء الذين رَوتْ دماؤهم أرض الوطن، وكذلك إلى السجناء الذين سحقتهم رياح الظلم، وإلى كل متهم بريء، «مطلوب لغير العدالة» كما يقول، وكذلك إلى رفاق السلاح الذين كان له شرف القتال إلى جانبهم. ويخصّ بالإهداء أيضا، شهداء فلسطين، شهداء القضية الفلسطينية. كما يشمل بإهدائه، كل الأسرى في سجون الإحتلال.
ويتوجه بإهداء هذا الكتاب، للباحثين عن الحق… والحقيقة كما يقول، وذلك بدافع من الغبن الذي يشعر أنه لحق به، حين وجّهت له تهمة العمالة مع العدو الإسرائيلي.
أما مقدمة الكتاب، فقد حرّرها اللواء أشرف ريفي: مدير عام قوى الأمن الداخلي (2005-2013)، ووزير العدل بين عامي: 2014-2016 . وقد أورد فيها:
«لقد كان بعض الإعلام غبيا وحاقدا ومرهونا لقوى داخلية وخارجية، وهو يعلم حقيقة اتجاهات زياد الحمصي السياسية والوطنية».
ثم يختم مقدمته بالقول:
«التاريخ وحده سينصف زياد الحمصي كما أنصفه أهالي البقاع، عندما زحف البقاع الغربي والأوسط لاستقباله استقبالا، لم يحصل له مثيل في تاريخ البقاع. وهذه ظاهرة غير مسبوقة، لا سيما لفظاعة التهمة وشناعتها…
هذا هو الشعب الذي يحكمون بإسمه… استقبل زياد الحمصي، استقبال الأبطال، بعد ثلاث سنوات من الضلال والتضليل…».
ويحتوي الكتاب صورة عن الرسالة التي أرسلها للوزير  نقولا فتوش من داخل السجن، والتي تشبه مئات الرسائل التي أرسلها لأكثر من 60 شخصية، في السلطة اللبنانية وخارجها، فأهملوها وإستجاب لندائه، الوزير نقولا فتوش وحده.
في الرسالة: أرجوكم أن تدرسوا ملف قضيتي في المحكمة العسكرية. عندها ستجدون حجم الظلم الذي وقع عليّ. إن وجدتم أنني مظلوما وبريئا مما نسبوه لي… واجبكم الوطني والإنساني، أن تقف بجانبي…
وإن وجدتم أنني مُدان ومتورّط بما نسبوه لي…. لكم حرية القرار والموقف… ذلك لا يجوز لرجل بمقامكم أن يدافع عن رجل خان وطنه وأمته وقضيتها…
وذيّلت الرسالة إلى الوزير فتوش، كما التالي: وفّقكم لله. زياد الحمصي. رومية – آب 2009.
إلى ذلك، يحتوي الكتاب على سبعة فصول، تسبقها بعض الصور والرسائل والكتب الموجهة. ثم ينتهي إلى تمهيد، يصب في الفصل الأول، وعنوان هذا الفصل: قضيتي. نراه يتحدث فيه، عن سفره إلى بكين، وعن الاستقبال الرسمي الذي حظي به هناك.. كما يتحدث عن سور الصين العظيم، وكذلك عن رحلته إلى تايلاند، وعن حرب تموز – 2006، وأحداث أيار – 2008، وعن جميع الأحداث التي صحبت المرحلة، من سعدنايل إلى تعلبايا. ثم يتحدث عن المصالحة في أبلح، وعن سفره الجديد إلى تايلاند، وعن ضابط الموساد الذي تعرّف إليه وصوّره، وعن خضوعه لجهاز فحص الكذب.
ويفرد صفحات طويلة تحت عنوان: جهاز الموساد تحت قدمي. كذلك يتحدث عن إتصاله بشعبة المعلومات، وعن التحقيق الذي صاحب ذلك، وعن مسألة الزئبق الأحمر، كتهمة ملفقة له. ناهيك عن مرافعة الأستاذ نقولا فتوش. ولا ينسى الحديث عن قفص الإتهام، وعن محكمة التمييز، والنقض في محكمة التمييز.
وفي الفصل الثاني وعنوانه: وثائق قضيتي. نراه يكشف عن مقدمة رسالة للعقيد وسام الحسن، وعن بعض الشهادات والوثائق، وخصوصا وثائق جريدة «الأخبار»، ووثائق تمييع الجلسات. وكذلك عن رسالة إلى الدكتور سليم الحص.. ولا ينسى ذكر الصحف التي إتهمت العقيد وسام الحسن بالعمالة. ناهيك عن ذكره لبعض المقابلات الصحفية وتحقيق جريدة «الأخبار»: زياد الحمصي… ورأفت الهجان. وختم هذا الفصل: الكونغرس الأميركي في بيادر العدس (مقدمة مجلة «الإرادة» 1994).
في الفصل الثالث: مقدمات إجتياح 1982. حيث يتحدث عن حرب زحلة، وعن أحداث حوش الأمراء، وعن إستشهاد حمزة علي أحمد، وعن حرب عيون السيمان، وكذلك عن الأخطاء التي وقعت للقوات المشتركة. ناهيك عن تقرير العدو الإسرائيلي الذي وضعه عشية الإجتياح.
الفصل الرابع، كان بعنوان: الإجتياح الإسرائيلي – 1982. وهو مؤلف من مقدمة وأحاديث طويلة، عن جيش لبنان العربي وتشكيلاته العسكرية في البقاع. ثم يفرد حصة وافرة ليوميات الإجتياح. ومواجهات العرقوب والرفيد وسهل الفالوج ومجدل عنجر. وكذلك عن معركة السلطان يعقوب، وعن الأسرة التي إستشهدت بكاملها. دون أن ينسى معارك ضهر البيدر وحمانا، ولقائه الفريق سعد الدين الشاذلي، والحديث المفصّل الذي ساقه عن أسرار الإجتياح. وتناول كتاب «حرب الظلال»، وما جاء فيه عن العدو الإسرائيلي وضرب وتدمير الصواريخ. دون أن ينسى الحديث عن الدبابة ام 48/، تحت عنوان: الأسيرة تعود إلى الأرض المحتلة بعد 34 عاما.
وفي الفصل الخامس، يتحدث زياد الحمصي، عن عمليات تبادل الأسرى، وعن اللجنة الأمنية العليا في البقاع وعن ساحة شتورة، والرعب فيها، وكذلك عن الموت على الطرقات.. وعن فتح الإنتفاضة وعن اللقاء مع ياسر عرفات واللقاء مع رفعت الأسد. ولا ينسى الحديث عن إنفجار شتورة الكبير، وعن كتيبة خالد بن الوليد وعن حرب الجبل، وعن محاولة إغتياله الفاشلة.
في الفصل السادس، أتى العنوان: تداعيات قضيتي. تحدث فيه زياد الحمصي، عن إعتقاله، وعن الاعتصامات الشعبية، التي واجهت إعتقاله. وعما أسماه اليوم المشهود في تاريخ البقاع، الذي رافق اعتقاله، وما ترك من تداعيات. دون أن ينسى الحديث عن مقدمات مجلة «الشراع»، التي إستأنس بذكرها وتدوينها.
والفصل السابع، هو الفصل الأخير من كتاب زياد الحمصي. بدأه بالحديث عن الظلم الذي لحق به. وعن رسالته من داخل السجن إلى سعدنايل الجريحة بإبنها. وهناك عناوين في هذا الفصل، تشي بمظلومية زياد الحمصي والتهم التي طالته، وقد جعلها كالتالي:
– إلى السجين المظلوم… قبلك ولله.
– يوميات سجين فوق العادة.
– في رحاب سجن روميه.
– رسائل تضامنية.
وأضاف ألى ذلك سيرته الذاتية، وحديثه عن القضايا والتهم التي طالته، وعن الوفاء لأهل الوفاء ممن آزروه ووقفوا إلى جانبه.
وختم يقول تحت عنوان: لمن أهدي حريتي…؟ ذاكرا: الذين لم يصدقوا التهم الملفقة، وكذلك الذين إستنكروا إعتقاله، وإليهم أيضا فلسطين… القضية، وجمال عبد الناصر ورفيق الحريري، وأهالي سعدنايل والبقاع، وجميع الذين آزروه في إسترداد حريته، وبراءته.. مذيّلا ذلك الإهداء: زياد – سعدنايل تموز – 2012.
وعلى الغلاف الأخير، كتب زياد الحمصي يقول:
«سرق اللص سيارتي… إذ نسيت إقفالها بالمفتاح… تلقّيت أكبر كمية من التأنيب الأخوي على هذا الخطأ الفادح… لكن أحدا منهم لم يتحدث عن اللص…؟!».
اللواء
د. قصي الحسين

لمشاركة الرابط: