“النار بالنار” خباز في قضية مخطوفي الحرب يسمي الأشياء بمسمياتها .. واللهجات تتفاوت

الفنان جورج خباز (عزيز) في مسلسل “النار بالنار” يتقدم فعلاً داخل أتون من النار.. كأنه يسير داخل حقل ألغام … يسمي الأشياء بمسمياتها : “هذا والدي ” قالها في قعر المقبرة الجماعية البقاعية وتمدد قرب ما تبقى من عظامه .. إحتمال أن تكون هذه المقبرة الجماعية في “معمل البصل ” السيء الذكر قرب مدخل بلدة عنجر وعلى مفترق طريق معمل السكر المتوقف عن العمل منذ الحرب الأهلية في عام 1975.
أسلوب معالجة المأساة المتواصلة لمفقودي الحرب داخل وخارج لبنان يطرح بجرأة وبشكل مباشر ودون مواربة في المسلسل … قرار جريء !
لا نعرف أن كان صوت الممثل خباز(عزيز) الخافت خلال المشاهد مطلوب منه إخراجيا ، أو هو اختار هذه النبرة المنخفظة التي قد تكون مقنعة أكثر لتعبر عن الإنكسار الوجداني والعاطفي الذي يعكس المأساة التي يعيشها .
الفنانة السورية كاريس بشار (مريم) تحاول التخفيف من وطأة المأساة على خباز … هي تحس ببعض عقدة ذنب تجاه فقدان والد صديقها من جهة معروفة ، ولكن هذا لا يمنعها من إبداء حبها لبلدها ولبيئتها الشامية الفقيرة ولعملها كبائعة خبز مع والدها صاحب الفرن .
مشاهد أخرى للنقاش : الرجل المتدين المتطرف يعود الى المنزل مع زوجة ثانية بعد اعتقاده بموت الأولى غرقاً .. البنت الصغيرة الحامل والتي يبدو حملها كأحد الإكسسوارات للمشهد في الواقع ليست مقنعة بأنها “حامل ” في حركتها خلال المشاهد وكذلك علاقتها بصديقها “بارود” ومشهد هروبهما على الشرفة من وجه زوجها السابق ثم نجاحهما بالخروج من المنزل تسللا الذي يحتاج الى شبه معجزة .
إطلالة على عابد فهد (عمران المرابي والإنتهازي) الذي يركز على إبراز شخصية مختلفة عما قدمه سابقا ، ولكنه يتأرجح بين اللهجتين السورية واللبنانية ، علماً بأنه في الدور مقيم في لبنان منذ عام 1968 بحسب روايته في بداية المسلسل ، والأصح إما أن يؤدي الدور بلهجة لبنانية صافية أو سورية ليكون مقنعاً أكثر …!!

[email protected]

عدسة nextlb

لمشاركة الرابط: