خاص – nextlb – عاطف البعلبكي
عمل جديد للفنان الرسام أمير سلامة لعام 2022 يوثق فيه صورة بيروت الجميلة والصابرة على الأذى ، كي تبقى حاضرة في ذاكرة الأجيال ولا تطوى في غياهب النسيان ، فتنعدم كأنها ما كانت في يوم من الأيام لؤلؤة الشرق على شاطىء المتوسط .
سلامة أراد للوحته المائية الجديدة التي اختار لها الشكل الطولي اسم “سطوح ومرفا بيروت” أن تجمع ما بين منازل بيروت وأحيائها مع مرفئها التاريخي وأهراءاتها في وضعها الطبيعي قبل الإنفجار المدمر الذي قضى أو يكاد على ذاكرة جيل بالكامل .
هو يرفض أن يرى بشاعة الدمار وقبح الجريمة ، يريد أن يرى بيروت ومرفأها كعروس أنيقة وفاتنة تتزين في فرحها .
وعن عمله الجديد قال في لقاء مع nextlb.com ” لم أرسم المرفأ في حالة الدمار … لا أريد أن أرى ظاهرة الموت في معالم بيروت ومحيطها أو مبانيها وأحيائها”.
ويضيف سلامة ” بعد تتالي هذه الصور المتلازمة التي صعدت الى الذاكرة عقب تفجير المرفأ ، بحثت في حنايا وخبايا بيروت عن الطراز المعماري للأبنية الأثرية والحديثة ، وعلاقتها بهذا المرفأ والاهراءات التي كانت صامدة كمارد عملاق وكمعلم تم التنبه له من بعد الدمار الشامل الذي أصاب بيروت ومحيطها وميناءها “.
ويتابع ” دققت في العديد من الصور الفوتوغرافية من نهايات مرحلة التسعينيات التي تجمع بين سطوح وأسواق بيروت والمرفأ والجهة المقابلة التي تبرز تراكم الأبنية القريبة فالبعيدة في جوار المرفأ ثم صعودا في جبال كسروان التي تشكل الخلفية العليا من العمل “.
الميناء التاريخي في لوحة !
وعن اللوحة التاريخية وأبعادها يقول سلامة ” استخدمت في الرسم الألوان المائية على ورق من القطن متحفي المواصفات ، استغرق انجازها ما يزيد عن 80 ساعة من العمل على مدى شهرين، واعتمدت الشكل الطولي لها لأنه يناسب طبيعة الصورة والمشهد لأجمع أكبر مساحة من المدينة ومعالمها ، من أسواق بيروت وسينما سيتي والإهراءات بصورتها الجميلة قبل دمارها و المرفأ بشكل عام ، مركزاً على عوامل الحركة والعمل في المرفأ ، وكذلك على السفن الراسية فيه التي تنقل البضائع وتوحي بأنه في عمل دائم ولم يتوقف عن أداء دوره التاريخي”.
ويتابع ” تأملت المشهد لفترة طويلة قبل أن أقرر أن يتحول الى لوحة ونالت التفاصيل الدقيقة الكثير من الإهتمام حتى أضيف توثيقاً دقيقاً لهذا المَعلم الذي زال وعلى ما أعتقد لن يعود نهائياً”.
ظاهرة المرفا لم تكن في البال قبل التفجير
يقول سلامة “لم يكن لمشهد المرفأ والإهراءات قبل التفجير هذا التركيز وصار ذلك بعده وتم التنبه لمعالمه من البال والوجدان والعلاقات البصرية وصار محطاً لاهتمامات للمارة والمشاهدين ، وبدأت أبحث عما كان عليه المرفأ قبل الدمار ، وفتح الذاكرة على البحث في الأرشيف لكي نتذكر ما كان وكيف كان “.
ويختم ” على ما أعتقد عملي الجديد هو من أوسع المشاهد البصرية التي تحيط بقسم من مدينة كاملة ووسطها مع المرفاً والأبنية المتلاصقة مع امتداد بصري من الشاطىْ صعوداً نحو جبال كسروان التي تشكل خلفية الصورة وامتدادها الجمالي “.
الفنان سلامة في سطور
أمير سلامة إبن بلدة ينطا البقاعية
حائز دبلوم دراسات عليا من الجامعة اللبنانية بتقدير جيد جداً وماجستير تطبيقية من جامعة ألبرتا في كندا .
شهادة فنون في التصوير المائي من محترف قوس قزح للدكتور عماد أبو عجرم .
شهادة اختصاص لمدة سنتين في مركز حيدر حموي للفنون التشكيلية
شهادة من مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية في دمشق
شارك بأكثر من 60 معرضاً في لبنان والخارج
متأهل من فاتن القضماني وله ولدان