Nextlb – خاص
هي قصة رحلة بدأت من مدرسة تحت سنديانة ” الشيخ يونس” التاريخية الى إبتدائية نموذجية ، ثم الى متوسطتين رسميتين باللغتين الفرنسية والإنكليزية ، ثم الى ثانوية رسمية نالت سمعة طيبة ومرموقة ، جهود طيبة بذلت هي ثمرة رحلة طويلة من المعاناة في التربية والتعليم ، كانت ضرورية لتأمين النقلة النوعية لبلدة المنارة البقاعية مع بداية الحرب العالمية الثانية ، حيث لم يكن من سبيل آخر للنهوض بالبلدة وبخاصة أن الخيار الأوحد الذي كان ينتظر شبابها بعد الزراعة المحدودة المردود ، هو الهجرة الى ما وراء البحار والتي لم تكن بوادرها مشجعة كثيراً ، وبخاصة مع الرعيل الأول والثاني من المهاجرين الى الأرجنتين وكوبا بداية ثم الى البرازيل ، والذين تبعوهم إذ كانت فرص النجاح وكسب المال في المهجر حينها محدودة جداً قياساً لأعداد المهاجرين ، وتجلت بعدد يسير لا يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة للذين وفقهم الله وجمعوا بعضاً من الثروة والمال .
التربية والتعليم : الخيارالأوحد
كان الخيار السليم أن تعتمد البلدة على شبابها في الإنماء والتطوير- وعماده التربية والتعليم – في سبيل تأمين نقلة نوعية تجعلها تتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل .
وقد تصدى لهذه المسؤولية كوكبة من الشباب الطموح الذي وصل الى قناعة واضحة أن الحل يكمن فقط في تأمين فرص التعليم المجاني لأولاد البلدة وحتى للبلدات المجاورة ، لأن ميزانية الأهل الذين كان يعمل معظمهم بالزراعة ، كانت بالكاد تمكنهم من تأمين قوت عائلاتهم اليومي ، وبالتالي فهم لا يستطيعون تأمين كلفة تعليم أولادهم خارج البلدة سواء في مدينة زحلة عاصمة البقاع حينها أو في بيروت ، وهي حينها صعبة وبعيدة المنال …!
تحت السنديانة
أحد رواد هذه التجربة وأحد أوائل من اشتغل في التربية والتعليم في المنارة هو”ذاكرة المنارة الحية” المربي الحاج أبو بسام محمد علي الورداني في لقاء مع nextlb يؤرخ لبداية عصر التربية والتعليم في نهاية حقبة الثلاثينيات ومطلع الأربعينيات من القرن الماضي التي تزامنت مع دخوله الى مرحلة التعلم في كل مراحله ، مع ما لاقى هو ورفاقه من صعوبات في تلك الأيام ، ثم الى مرحلة التدريس ، معرجاً على الحقبات المتتالية في حال التربية والتعليم حتى الوقت الحاضر فيقول :
” إنتقل التعليم قديماً من الكُتاب ومدرسة تحت السنديانة صيفاً ، وشتاء الى بيت شيخ البلدة وكان حينها الشيخ خليل حمود رحمه الله يدرس للأولاد ما تيسر له من القرآن الكريم ، ومع مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي وفي عام 1933 تحديداً بدأت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية عملها في ميدان التربية والتعليم في القرى النائية ووصل نشاطها الى بلدتنا والبلدات المجاورة “.
أول العهد بالمدرسة
يقول المربي أبو بسام عن أول أعوامه في الدراسة وهو بعد فتى صغير :”مع بداية الحرب العالمية الثانية في عام 1939 ومطلع العام 1940 بدأت “لجنة فقراء المسلمين في القرى” ، التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية نشاطها في ميدان التربية والتعليم خارج مدينة بيروت والساحل ، وبعثت للبلدة بمدرس واحد في المرحلة الإبتدائية هو المربي توفيق خالد ، وهذا يعني أن المدرسة كانت مؤلفة من صف واحد ، وكنا في هذا الصف من أعمار متفاوتة ودرسنا فيه لمدة أربعة أعوام حتى عام 1944 ، كنا حينها ننتقل من بيت لبيت ومن قبو الى قبو ، ولكن لسوء الحظ ، غادرنا المدرس ولم تبعث جمعية المقاصد بمدرس بديل لتتعطل الدراسة في البلدة لسنتين متتاليتين 45-46 في البلدة ولنمضي عامين دراسيين بدون تعليم نهائياً ، و كانت هذه فترة الحرب العالمية الثانية تقريباً “.
ويتابع المربي أبو بسام روايته ليقول : “إنتقلنا بعدها الى أحد بيوت في حي القبة جنوبي البلدة ، وكان من أوائل بيوت القرية في ذاك الحي ، ويقع بقرب مبنى المدرسة التي كانت قيد الإنشاء ، وقد أوقف بناؤها لأسباب مادية غالباً (مبنى البلدية حالياً) وكانت جدراناً فقط بدون سقف ، وبذل أهلنا معنا مجهوداً كبيراً للمساعدة في إكمال البناء مع السقف وبمساعدة مختار البلدة والأعضاء حينها ، وتطوعنا كطلاب للمساعدة في تجهيز مواد البناء فقمنا بإحضار الرمل وجمعنا الحصى من الجبال المجاورة على أن يقدم أهل البلدة مادة الإسمنت ، وفي عام 1946 صار مبنى المدرسىة مسقوفاً لإيواء التلاميذ شتاءً وصيفاً ، وقبل إكمال تجهيزه أعاد وجهاء البلدة مطالبة جمعية المقاصد بمدرس جديد ، فبعثت “لجنة تعليم فقراء المسلمين” مرة أخرى بمدرس شاب كان والده المدعو الشيخ حمدي بدوره مدرساً في إحدى قرى قضاء راشيا ، وقد درسنا في أحد بيوت القرية لمدة شهرين ليغادر البلدة بعدها “.
بين الرسمية والمقاصدية
وتنتقل مدرسة البلدة رويداً رويداً ليصبح لها مبنى بعدة غرف وعن هذه “النقلة النوعية ” يؤرخ المربي أبو بسام لدخول التعليم الرسمي للبلدة فيقول: ” في عام 1947 قامت وزارة التربية الوطنية بتعيين المربي محمد بدير (الذي سيصير مشهوراً فيما بعد كأول مدرس من الوزارة في البلدة) ، ليأتي بعده المربي توفيق خالد في عام 1950 وننعم حينها بمدرسين إثنين ، وكان المربي خالد صاحب طموح فقد قرر أن يطور مستوى التعليم في المدرسة ، ليتوج نشاطه بتدريس صف شهادة السرتفيكا (الخامس الإبتدائي) ، لأنها كانت حينها مفتاح عبور لميدان التربية والتعليم ، إذ كان يحق لحاملها أن يقوم بالتدريس هو أيضاً ، وهي كذلك شهادة تخول حاملها الحصول على الوظيفة الرسمية التي كانت حينها من الصعوبة بمكان”.
أما عن سبب اهتمام المربي خالد بحال البلدة فيوضح المربي أبوبسام بأن شقيقات زوجة خالد كن متزوجات من المنارة مع أنهن كن بالأصل من بلدة مزبود في إقليم الخروب ، وقد وفدن مع أهلهن الى البلدة في أيام الحرب العالمية الأولى في عام 1915 بعد موجة الجراد والمجاعة وتزوجن من البلدة ، وكانت زوجة المدرس توفيق خالد شقيقتهن الصغرى ، وكانت تحب البلدة وشجعت زوجها على الإقامة والتعليم فيها ، فجاءها أول مرة مع التعليم الرسمي ، ثم أتى مرة ثانية كمدرس في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في عام 1950 .
الى “السرتفيكا” !
يتابع المربي أبو بسام شريط الذكريات ليقول : ” إنتسبنا في العام الدراسي 1950- 51 الى نهاية المرحلة الإبتدائية ، الصف الخامس حينها لنيل شهادة السرتفيكا ، وكنا حينها ستة طلاب ، وفي نهاية العام الدراسي خضعنا للإمتحان في زحلة فحالفني الحظ وحدي بالنجاح ، ولم يكمل المدرس خالد العام الدراسي وتم نقله الى الإدارة في بيروت ، وبقي المربي محمد بدير يدرسنا وهو حامل لشهادة السرتفيكا ، وكان يدرسنا الرياضيات واللغة من الكتب المقررة من وزارة التربية ، وفي العام التالي ألغى المربي بدير صف السرتفيكا ليبقي على المرحلة الإبتدائية بدون شهادتها مما اضطرنا الى الإنتقال الى بلدة جب جنين في عام 1952 بعد أن قام أحد المعلمين الصيداويين المشهور حينها ” أبو الهدى” بفتح مدرسة إبتدائية ومتوسطة قصدها طلاب الخامس الإبتدائي والمتوسط من البلدة .
ويضيف ضاحكاً :” ولكن لسوء الحظ حال سوء الأحوال المادية دون إكمال العام الدراسي ، فقد كان طموح “أبو الهدى” أكبر من إمكانياته المادية ، وكان معظم التلاميذ يتأخرون في تسديد الأقساط ، فتركه مدرس الفرنسية في وسط العام الدراسي ، مما إضطرنا لترك المدرسة جميعاً لمدة شهر كامل ، الى أن عاد أبو الهدى شخصياً ليخبرنا بأنه أمن مدرساً جديدأً للمدرسة ، فرجعنا الى مدرسته في بلدة جب جنين وكنت حينها في الصف المتوسط الأول ، ولكنه ألحقني مع صف السرتفيكا ، وأعطاني إفادة في نهاية العام الدراسي بأنني أكملت الصف المتوسط الأول ” وفي العام التالي قصدت الكلية الشرقية في زحلة ودرست صف المتوسط الثاني
شهادة البريفيه : جواز المرور الى الوظيفة
ويتابع المربي أبو بسام تقليب صفحات الذاكرة ليضيف :” كانت شهادة البريفيه حينها تتطلب ثلاث سنوات من الدراسة زيدت الى أربع وخياراتنا محدودة ، فإما الإنتساب الى المدرسة الشرقية في زحلة وهي مكلفة مع سكن وإيجار غرفة ومصاريف إضافية ، أو دراسة صف المتوسط الثالث في مدرسة “أبو الهدى” في جب جنين على أن نكمل الصف المتوسط الرابع في زحلة ، ولكن أبو الهدى رحمه الله قام بتسجيلنا في الصف المتوسط الرابع مباشرة ، وكنا حينها تسعة طلاب من منطقة البقاع الغربي وراشيا ، وفي نهاية العام الدراسي 1953-54 خضعنا لإمتحان شهادة البريفيه ، وبلغ عدد الطلاب المتقدمين الى الإمتحان في الدورة الثانية في لبنان حينها 853 طالباً ، وأنا شاركت في الإمتحان وفي الدورة الثانية حينها كي يتسنى لي التحضير جيداً للإمتحان الصعب ، وكنت واحداً من أصل 16 طالباً حالفهم الحظ في الدورة الثانية في ذلك العام ، بعد أن أجريت الإمتحان بقسميه الخطي والشفهي وفي جميع المواد في العاصمة بيروت ، لأن مركز الإمتحان حدد حينها في مدرسة على تلة الأشرفية بالقرب من وزارة الخارجية حالياً ، وخضعنا للإمتحان الشفهي تلاه إمتحان في رياضة الجري والقفز ، يليه إمتحان في الرسم الذي لم أكن مستعداً له ، فقد استعرت أدوات الرسم من والدة زميلة لي في الإمتحان ، لأرسم حقيبة المعلمة المراقبة بناء على طلبها حينها ، ولننتظر النتيجة النهائية من مبنى الأونيسكو القديم في اليوم التالي ، وعند المدخل إلتقيت مصادفة بالمربي محمد بدير فهنأني بالنجاح “.
الوظيفة مهمة والراتب 100 ليرة !
…ويبدأ المربي أبو بسام مرحلة جديدة في رحلته التعليمية متسلحاً بشهادة البريفيه التي نالها مع 16 فقط من زملائه المحظوظين ، وعن هذه المرحلة يقول :” بعد نيلي شهادة البريفيه فتشت عن وظيفة فأتيحت الفرصة لي كمدرس في جمعية المقاصد بعد أن تقدمت بطلب وتم قبولي للوظيفة ، وعينت في البلدة مع زميل لي هو محمد أبو حمدان ، وكان قد تم بناء غرفتين للمدرسة على “بيادر القبة” هي الموجودة حالياً في الطابق الأرضي من الجهة الشمالية لمبنى المدرسة التي صارت حالياً تضم المدرسة المهنية الرسمية في البلدة وانتقلت المدرسة المتوسطة الى المبنى الجديد شمالي البلدة ، وكان راتبي حينها 100 ليرة لبنانية ، وهو مبلغ جيد كبداية في سلك التربية والتعليم ، ونص العقد حينها على إعطائي راتباً عن تسعة أشهر فقط من السنة ، والعطلة الصيفية كانت غير مدفوعة الراتب ودرّست في العام الدراسي 54 -55 “.
ويتابع :” كنت قد تقدمت كذلك بطلب للوظيفة الى وزارة التربية الوطنية وقبلت كذلك فتركت التدريس في المقاصد ، وعينت حينها في بلدة السلطان يعقوب المجاورة في العام الدراسي 1955 ، وبالمقابل تم تعيين المدرس المرحوم جميل الجاروش إبن بلدة السلطان يعقوب في بلدتنا المنارة ، وعرفت بعدها أن هذا الإجراء قد اتخذ بحقي لأسباب سياسية إنتخابية من أحد نواب المنطقة ، فأبعدت عن البلدة وكنت أذهب الى بلدة السلطان يعقوب مشياً على الأقدام “.
وإنضم الى هيئة التدريس في المنارة المربي المرحوم عدنان أبو ياسين في هذا العام ليصير فيما بعد مديراً للمدرسة لفترة طويلة ، ولتلحق به المربية المرحومة عصام الأيوبي والمربي محمد زبيب في عام 1957 .
عودة الى البلدة وترخيص للمرحلة المتوسطة
وعن تلك المرحلة يقول المربي أبو بسام :” بقي الأمر كذلك حتى وصول التفتيش المركزي في أيام الرئيس فؤاد شهاب ، وانتظرت التشكيلات الإدارية لأنقل من قرية السلطان يعقوب الى البلدة ، ويغادر المربي المرحوم جميل الجاروش الى بيروت ، وكنت خلال مدة تدريسي في بلدة السلطان يعقوب الفوقا سعيت مع وجهاء بلدتنا وكبارها لإفتتاح صفوف للمرحلة المتوسطة ، فالترخيص لمدرسة المقاصد كان حينها للمرحلة الإبتدائية فقط مع أن المدرسة كانت تعلم صفوف المرحلة المتوسطة ، ولكن أحد المفتشين التربويين كشف في زيارة مفاجئة تجاوزنا في عام 1960 فالغت المقاصد صفوف المرحلة المتوسطة ، فشكلنا وفداً من وجهاء البلدة وزرنا إدارة المقاصد في بيروت لطلب فتح صفوف للمرحلة المتوسطة ورفدها بالمعلمين فوعدونا خيراً ، ولم ينفذ الوعد حينها لنعود فنوفق للترخيص للمرحلة المتوسطة في عام 1960 ونتمكن من تخريج الدفعة الأولى من هذه المرحلة في عام 1964.”
وعلى الصعيد الشخصي لم يتوقف المربي أبو بسام عن تحصيله العلمي وإنتسب الى كلية الحقوق في جامعة دمشق في عام 1961ودرس سنواتها الجامعية الثلاث وتابع السنة الأكاديمية الرابعة في بيروت إلا أن عارضاً صحياً ألم به للأسف ومنعه من إكمال العام الأخير من دراسته للحقوق .
وعاماً بعد عام تمر السنوات وتتطور المدرسة المتوسطة الرسمية وتزيد عدد طلابها في مطلع السبعينيات ، وهذا أدى الى زيادة عدد الصفوف والشُعب والإستعانة ببيوت جيران المدرسة ، فتتحول البيوت المجاورة في “حي القبة” الى صفوف رسمية لبضع سنين ، ثم تشكل جمعية أهلية تقوم بزيادة عدد الغرف في بناء المدرسة في الطابق الأرضي يليه بناء طابق ثان فوقه وتجهيز المدرسة بمختبر متطور ، لتستضيف المدرسة طلاب البلدة وطلاب العديد من القرى المجاورة ، وتواصل مهمتها التعليمية حتى خلال السنوات الأولى من الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان في ربيع عام 1975 إذ أصرت الهيئة التعليمية في المدرسة – وهي بمعظمها من أهل البلدة – على متابعة التعليم على مسؤوليتها فلم يتوقف التدريس يوماً في المدرسة بسبب الظروف الأمنية ، اللهم إلا اذا حالت أحوال الطقس والثلج والجليد دون وصول التلاميذ والمدرسين الى المدرسة ، وإنسحب هذا الحال كذلك على المتوسطة الرسمية الثانية (الإنكليزية) التي كانت تدرس نفس المنهج .
ثانوية في المنارة !
ويروي المربي أبو بسام بفخر كيف تم إفتتاح ثانوية في البلدة التي كانت تعتبر صغيرة من حيث عدد السكان والطلاب ، في مقابل بلدات كبيرة تأخرت لسنوات عديدة عن افتتاح ثانويات فيها ويقول :” كان هذا الإنجاز بفضل الجهود الطيبة لأحد أبناء البلدة من العسكريين القادة إذ إستطاع مساعدتنا في تأمين رخصة لبناء ثانوية في البلدة لتوفير عناء التنقل الى زحلة وجب جنين لمتابعة طلابنا دراسة المرحلة الثانوية ، وطرحنا موضوع جمع التبرعات من الأهالي لتمويل عملية البناء ، ولم يتأخرأهل البلدة في الوفاء بإلتزاماتهم ، وبخاصة أن المكان كان مؤمناً على بيادر البلدة ، وبدأ تنفيذ المشروع فعلياً في عام 1980 ببناء طابق واحد من المبنى الحالي ، ليدرس في سنته الأولى كفرع من ثانوية جب جنين الرسمية”.
وفي لقاء جماهيري للرئيس الفلسطيني المرحوم ياسر عرفات في ثانوية المنارة ألقى أبو عماركلمة حيا فيها صمود البلدة وأهلها ” عند سفوح جبل الشيخ الأشم ، وعلى بعد كيلومترات معدودة من أرض فلسطين “.
وعن تلك الزيارة يقول المربي أبو بسام ” تبرع الرئيس عرفات يومها بمبلغ عشرة آلاف ليرة لإكمال بناء الثانوية ، كما ساهم الوزير السابق والنائب عبد الرحيم مراد بمبلغ مائتي الف ليرة فأتممنا بناء الطابق الثاني ، وهكذا تم مشروع التعليم في المنارة بدءأً من المرحلة الإبتدائية والمتوسطة بقسميها الفرنسي أولاً والإنكليزي في مطلع السبعينيات ، ثم الثانوي في مطلع الثمانينيات ، وأول دورة من خريجي الثانوية كانت في عام 1983 ، ومنذ ذلك العام صارت عندنا ثانوية نفخر بها وتعد من أهم الثانويات الرسمية في لبنان ، وقد حققت منذ افتتاحها نتائج مهمة في الإمتحانات الرسمية ، ونالت إدارتها العديد من التنويهات من وزارة التربية الوطنية “.
… ومهنية كذلك !
ولا ينسى المربي أبو بسام أن ينوه بحصول البلدة على ترخيص لمدرسة مهنية رسمية وليختم قائلاً : “على صعيد التعليم المهني كذلك قمنا بمتابعة ترخيص مدرسة مهنية لنناله في عام 1984 وينفذ في عام 2017 ليتحول مبنى المدرسة المتوسطة الأولى الى مدرسة مهنية ، بينما تنتقل المدرسة المتوسطة الى مبناها الجديد في شمالي البلدة “.
هي مسيرة حافلة بالجد والعمل ساهم بها المربي ومعلم الأجيال الأستاذ محمد علي الورداني مع رفاق درب له عاصروه وتعاقبوا من بعده في ميدان التربية والتعليم في المنارة ، وأكملوا حمل الراية المضيئة التي حملتها البلدة في هذا المجال متسلحة بسلاح العلم والمعرفة ، إن على مستوى منطقة البقاع أوعلى صعيد لبنان ككل .
عاطف البعلبكي
[email protected]