حال الدراما اللبنانية في شهر رمضان … “أولاد آدم” نموذجاً

خاص –nextlb
الدراما اللبنانية تَضرب من جديد مع مجموعة من الأعمال والمسلسلات الدرامية التي تحتشد بقوة لتعرض خلال شهر رمضان المبارك كي تحقق عائداً مهماً من الإعلانات ، وال “ريتينغ” ككل شهر رمضان منذ عدة أعوام ، بعد أن كانت الفوازير سيدة السهرات الرمضانية في السبعينيات والثمانينيات ، دهمت لبنان في التسعينيات صرعة الخيم الرمضانية ، ومنذ أعوام سيطر على الساحة عصر المسلسلات (كانت مصرية وتركية مدبلجة في البداية)، وما استجد في هذا الشهر الفضيل أنه تزامن اليوم مع وباء الكورونا الذي “يفي بالغرض” ، فيحبس الناس في بيوتهم خوفاً والتزاماً مع إقفال المقاهي وأماكن التسلية ، ويجعل من مشاهدة البرامج التلفزيونية خلال التعبئة العامة خياراً شبه إلزامي .
ومن المسلسلات الرمضانية التي يكثر النقاش حولها في هذه الأيام مسلسل ” أولاد آدم” الذي تعرضه شاشة إم تي في ، من إخراج المخرج السوري الليث حجو ، وتأليف رامي كوسا ، والذي يأخذ المزيد من الإنطباعات الإيجابية برأي البعض والسلبية برأي البعض الآخر ، عن الدراما اللبنانية – السورية ومواءمتها لشهر الصوم
بداية لا شك بأن هناك مشكل لبناني جوهري مع الدراما ، بصرف النظر عن الموعد والتوقيت ، فالمخرج السوري المشهود له بالكفاءة والمتميز ، الليث حجو والذي يبرع عادة في إدارة الممثلين السوريين الواقعيين حتى أنك تنسى بأنهم يمثلون فعلاً ، وله العديد من الأعمال الناجحة منذ عام 2001 متل بقعة ضوء ، وأرواح عارية ، وضيعة ضايعة ، وسنعود بعد قليل ، وغيرها الكثير ، يبدو أن مهمته تكون أصعب عندما يكون الممثل والحوار لبنانياً ، لتشعر بإستمرار كمشاهد بأن الحوار تعِب ومتكلف ، أما الشخصيات – والنسائية تحديداً – فهن وإن اختلفت الأدوار – دائماً أنيقات وحوارهن منمق ، وينسحب ذلك حتى على السجينات في سجن النساء اللواتي يكن أنيقات أيضاً وشعرهن مرتب كأنهن سجينات ” كلاس”.
أما من ناحية المضمون ، وهو زبدة الكلام ، وتحت عنوان طرح الأمور بواقعية وكما هي ، لإلقاء الضوء على التجاوزات في السجون وعند رجال الأمن ، فلا يعقل وليس من المنطق أن تكون النماذج السيئة هي السائدة داخل هذا الجهاز من الأعلى الى الأسفل ، فالعقيد في قوى الأمن الذي يعاني من مشاكل عائلية نراه مثلاً يعاكس القاضية ديما (ماغي بوغصن ) زوجة الإعلامي “الدونجوان” (مكسيم خليل) في المسلسل ، ورجل الأمن العادي حارس السجن بسام ( طلال الجردي) يقاسم الحرامي النشال سعد السوري الجنسية – ولماذا يكون سورياً ؟ – (قيس الشيخ نجيب) ، بيع الهواتف المسروقة ، وبسام رجل أمن برتبة متواضعة يسهر في النايت كلوب ويصرف المال على الراقصات ، ويدخل الممنوعات الى سجن النساء ويساعد الراقصة مايا ، والتي يتعرّف إليها في أحد المراقص ، بإدخال المخدرات إلى شقيقتها المسجونة في سجن النساء بتهمة قتل زوجها .
طبعا لا ندري إذا كانت القوى الأمنية وقوى الأمن الداخلي مطلعة على الأمر أو قامت بالرد أو التعليق على الموضوع الذي يطالها مباشرة ، وفي مطلق الأحوال ولو وجدت بعض النماذج السيئة في بعض أفراد القوى الأمنية ، لماذا التركيز فقط على النموذج السيء والمخالف للقانون وإن وجد هذا النموذج ، الذي يعلق في الذهن ويدمغ القوى الأمنية بمعظمها بهذه الصفات .
ونعود للقول ، في لبنان المواطن ليس في دولة بوليسية قمعية ، وقد تمر العديد من ” اللطشات” للقوى الأمنية وللمسؤولين ، وهي كانت تمر منذ مسرحيات الرحابنة وحتى اليوم ، ولكن تركيب معظم البناء الدرامي بالإرتكاز على فساد بعض العناصر في القوى الأمنية بحجة أن الإخراج يتطلب المزيد من الواقعية في القصة والحبكة الدرامية ، وبخاصة في هذه الأيام العصيبة بالذات ، والتي يوضع فيها رجل الأمن في مواقف لا يحسد عليها فعلاً ، مسألة فيها نظر .!

[email protected]

لمشاركة الرابط: