الدورة العاشرة من “أيام بيروت السينمائية” إفتُتِحَت بالفيلم الوثائقي “عن الآباء والأبناء”

إفتُتِحَت مساء الجمعة في سينما “متروبوليس أمبير صوفيل” الدورة العاشرة لمهرجان “أيام بيروت السينمائية”، بفيلم “عن الآباء والأبناء” الوثائقي للمخرج السوري طلال ديركي، الذي يصوّر حياة عائلة عنصر في التنظيمات الإسلامية المتطرفة يريد أن يجعل إبنه مقاتلا، ومن خلال هذه الزاوية يناقش موضوع التطرّف وتوارث ثقافة العنف ومستقبل الجيل الجديد في سوريا.
وقال المخرج المقيم في برلين في تسجيل بالفيديو عرض خلال الافتتاح، إن “ظروف العمل والظروف الامنية” منعته من أن يكون موجوداً خلال الافتتاح. ووصف فيلمه بانه “رحلة في داخل الذهنية التشددية في المنطقة، عن الاباء البطريركيين السلطويين وعن الأبناء غير المخيرين، عن الطفولة وعن الحلم وعن التشدد الحاصل في مجتمعنا والذي يزداد يوما بعد يوم”. وأمل في تصوير افلام سينمائية “بلا رقابة وبلا خطوط حمر”، متمنياً أن يكون فيلمه “جزءاً من هذا الحلم الكبير”.
وقد مثّل هذا الفيلم سوريا في الاوسكار، وكان أحد الافلام الخمسة المرشحة عن فئة الفيلم الوثائقي، وعُرضَ كذلك في مهرجان الأفلام الوثائقية في أمستردام ومهرجان صندانس في الولايات المتحدة وسواهما.
راهب
وتحدثت رئيسة جمعية “بيروت دي سي” المخرجة إليان راهب في حفل الافتتاح، فقالت: “نحتفل اليوم بمرور 20 سنة على تأسيس بيروت دي سي وعشر دورات على أيام بيروت السينمائية، المهرجان العزيز على قلوبنا”. واضافت: “منذ أن أطلقنا الجمعية، جمعنا مخرجي ومحبي السينما لنفكر كيف يمكننا أن نصنع سينما تشبهنا وتشبه مجتمعاتنا ونروج للأفلام المستقلة المبدعة التي تؤثر في الثقافة والجماليات أو تطرح تساؤلات حول المجتمعات التي نعيش فيها وربما تؤدي إلى التغيير نحو اﻷفضل”.
وتابعت: “خلال عشرين سنة، صحيح أننا عشنا انتفاضة ثانية في فلسطين، وأحداث 11 ايلول وإجتياح العراق، وتغيير تظام واغتيالات سياسية في لبنان، وحرباً إسرائيلية على غزة ولبنان، وثورات في تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن، وحرباً في اليمن، وأخيرا تظاهرات للتغيير في السودان والجزائر. ولكن مع سواد معظم المشهد، كان اللافت أن السينما العربية المبدعة أشعّت إنتاجاً ووجوداً في المهرجانات الدولية”.
وقالت: “اليوم، بعد 20 عاماً، نحن فخورون بأننا ساهمنا في هذه الحركة السينمائية وفي إنتاج وتطوير السينما التي نحبها ونشعر بأنها ضرورية كاﻷوكسيجين”.
لكنها رأت أن “التحدي اﻷكبر يبقى كيفية إيصال هذه اﻷفلام إلى الناس أكثر في وقت تحتل اﻷفلام التجارية وبرامج التوك شو والصحافة الصفراء التلفزيونات ومعظم الصالات ووسائل التواصل الإجتماعي”.
وأشارت إلى أن النشاطات التي تعتزم الجمعية تنفيذها هذه السنة تهدف إلى الردّ على “التحدي الكبير المتمثل في الوصول إلى الجمهور”.
خوري وصفير
ثم تولت المديرة الفنية لمهرجان “أيام بيروت السينمائية” زينة صفير والمديرة التنفيذية جيسيكا خوري عرض برنامج الدورة العاشرة من المهرجان التي تستمر إلى 6 نيسان المقبل وتشكّل جولةً على أهم القضايا الراهنة في العالم العربي، من المجازر الإسرائيلية في حق الفلسطينيين، والتشتت الذي يعانونه، إلى ثورات مصر وتونس وليبيا، وظاهرتي التطرف والعنف، ومعاناة اللجوء، مروراً بالفقر والفساد والقضايا الإنسانية والإجتماعية، وسعي المرأة العربية إلى التحرر والإنطلاق.
وقالت صفير: “عشر دورات و20 سنة من العمل، كانت خلالها إرادة وجود حركة ثقافية في لبنان وشغف للسينما أقوى من كلّ تحدٍّ”. واضافت: ” ضمّت هذه الدورات أسماء ووجوهاً كثيرة عربية وعالمية شاركت في إيصال صورة عن واقعنا ومواضيعنا”.
[email protected]

لمشاركة الرابط: