“العودة للأصالة ” معرض حرفي في جامعة رفيق الحريري

المشرف_إكرام صعب

أن تزور مكاناً يحمل بصمة رفيق الحريري رجل العلم والمعرفة فهذا كافٍ لأن تنسى كل ما يدور من تعثر في البلاد و بين العباد خارج حرمه ، فكيف الحال وان تجد نفسك امام مشهدية مفعمة بالإرث الحرفي اللبناني العريق وسحر تراث الأجداد فتعود ببرهة من الزمن لسنوات خلت لزمن الأصالة والقيم ولأفكار الأجداد ومهنهم التي لطالما بنت بيوتا واشادت قصورا وعلمت أجيالا حملت شهادات عالية في لبنان
فعلى المساحة الممتدة في حديقة باحة “جامعة رفيق الحريري” وما يحمله هذا الصرح الأكاديمي العريق من معالم ومفاهيم ونهج ورؤيا بثها فيه بانيه ومؤسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري افترشت الزوايا في ظلال النخيل الشامخ الات تراثية صنعها الأجداد عرضت بأسلوب فني جعل كل من حضر المناسبة يعيش لحظات الماضي ليجرب بنفسه حلاوتها ومشاعر انتقاله من عالم يضج بالتكنولوجيا الى عالم الزمن الاصيل بعيداً عن تقنيات الحداثة المتصنعة من جهة ،ومن جهة أخرى عما يدور في الفلك اللبناني خارج حرم الجامعة .
مناسبة استعادت “دولاب الغزل الشحيمي” و”طارة النقش” وميزان القبان الأثري ومكواة الفحم وسنارة الحياكة وآلة صنع صابون زيت الزيتون ،وكل ما كان من مهن حرفية في لبنان عموما وفي منطقة اقليم الخروب والشوف خصوصا .


مناسبة أحيتها جامعة رفيق الحريري برعاية وزارة الثقافة اللبنانية فغدت تظاهرة تراثية نادرة في هذا الزمن حملت عنوان “العودة للإصالة ” بالتعاون مع “جمعية معا لأجل شحيم “و ” ونقابة شعراء الزجل في لبنان يوم التراث اللبناني تحت عنوان ” العودة للأصالة” برعاية وزارة الثقافة اللبنانية ،في حرم الجامعة في قرية المشرف النموذجية.
مثل وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، المدير العام لوزارة الثقافة د.علي الصمد وكان في استقباله رئيس الجامعة الدكتور أحمد صميلي ونائب الرئيس لشؤون التطوير والمعلوماتية هشام قبرصلي بحضور عمداء كليات العلوم ونظم المعلوماتية د. محمد اللدن وكلية الهندسة د.هشام باشا وادارة الأعمال د.جميل حمود ورئيسة قسم اللغات والانسانيات الدكتورة هيام لطفي واعضاء الهيئة الادارية وطلاب و رؤساء جمعيات حرفية وممثلين عن الجمعيات الحرفية في لبنان ورئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار وفعاليات منطقة اقليم الخروب والشوف ومخاتير ووجوه ثقافية .
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني وبترحيب من عريفة الحفل المسؤولة الادارية في كلية الاداب والانسانيات ناريمان غانم التي تحدثت عن رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنهج الذي تستمده الجامعة من خلالها وتيمناً بها وقالت ان الهدف من احياء هذه المناسبة المحافظة على الاصالة ونقل صورة جميلة عن لبنان.

صميلي
وقال رئيس جامعة رفيق الحريري الدكتور أحمد صميلي “تكمن اهمية المؤسسات التعليمية في لبنان ليس فقط بالشهادات التي تقدمها انما بالمحافظة على انسانية الوطن وعلى التعاون الانساني بين كافة شرائح المجتمع مشيرا الى ان الحفاظ على تاريخ الاوطان هو مسؤولية وامانة لدى الجميع”
واضاف” اراد مؤسس هذه الجامعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان يبني وطنا والهدف منه يبقى المستقبل المشرق وبالنسبة لنا هذا اليوم مهم لانه يذكرنا بالطفولة وبالتراث العريق للبنان “واستذكر صميلي طفولته التي امضاها في البقاع الغربي “كنا نرتوي من مياه نهر الليطاني قديما اما اليوم فقد اختلفت الصورة وللأسف”
الصمد
بدوره تحدث ممثل وزير الثقافة المدير العام للوزارة د. علي الصمد فأعرب عن اعتزازه بما تقوم به جامعة رفيق الحريري وقال” من هنا من هذه الجامعة وما تمثل نؤكد على هويتنا اللبنانية من خلال تراثنا ”
واضاف” ولا يسعنا اليوم الا ان نستذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي حرص على بناء الانسان وثقافته بالتوازن مع بناء الوطن الذي دمرته الحروب فالتراث اللبناني بما يمثل هو محور يرتكز عليه الاقتصاد الثقافي والانمائي ..وكل هذا التراث يشكل تقويمنا السياسي والاقتصادي ” وشدد الصمد على ضرورة التمسك بالتراث واشار الى ان وزارة الثقافة تعمل على تعزيز الامتداد الانساني بنكهة لبنانية ولن تألو جهداً في دعم اي نشاط هدفه الحفاظ على التراث الوطني ”


خداج
وكانت مناسبة ارتجل خلالها نائب رئيس الجوقة اللبنانية للزجل الشاعر عادل خداج قصيدة زجلية تغنى بها بمزايا الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقال”باسم الحريري الشامخ البنيان ..بنى الاصالة للوطن عنوان شوفوا الفرق بالناس على الازمان انسان عمّر حاجز وانسان عمر لمجد العلم صومعة”
عبدالله
وبدوره تحدث ممثل جمعية معا لأجل شحيم د.خضر عبد الله فنوه بانفتاح الجامعة والعمل على بناء القدرات وخصوصا مع ابناء المنطقة واطلق عبدالله صرخة لوزارة الثقافة بضرورة المحافظة على تنوع الحضارات المتمثلة بقصر بلدة شحيم داعيا لوضعه على خارطة لبنان السياحي وكذلك “البساط الشحيمي” الذي يعد بمثابة تاريخ حضارة وهو مهدد اليوم بالانقراض .
الحوري
والقى كلمة نقابة الحرفيين مستشار اللجنة الثقافية وسام الحوري الذي تطرق الى اهمية المحافظة على التراث والحرف كحالة تعبر على ضرورة وجود الانسان في الحياة”


واختتم الاحتفال بتقديم هدايا تذكارية عربون تقدير وشكر قدمها رئيس الجامعة والدكتورة لطفي لوزارة الثقافة تسلمها الصمد عبارة عن ارزة لبنان حفرت بالخشب وحملت اسم الجامعة واخرى مماثلة لكل من خداج ونقيب الحرفيين الفنيين محمد المعلم ولرئيس جوقة الارز الشاعر فادي فياض
وبعد القاء الكلمات جال رئيس الجامعة والحضور على اركان المعرض الحرفي الذي انتشر في كافة ارجاء حديقة الجامعة وضم نماذج منوعة من الحرف اللبنانية وادوات التراث اللبناني وشرح كيفية صنعها والية المحافظة عليها .
[email protected]

لمشاركة الرابط: