تخرّيج الدفعة الأولى من تلامذة الثانوي في «الحريري الثالثة» برعاية نازك رفيق الحريري

تحت شعار «معاً نعمل.. لمستقبل أفضل»، أقامت ثانوية الحريري الثالثة احتفال تخريج الدفعة الأولى من حملة الشهادة الثانوية مساء الثلاثاء وذلك خلال لقاء تربوي حاشد نظمته في مسرح مبنى التعليم الأساسي التابع للثانوية برعاية رئيسة «مؤسسة رفيق الحريري» السيدة نازك رفيق الحريري ممثلة بالسيدة هدى بهيج طبارة، وحضور النائب نزيه نجم ممثلاً رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، المديرة العامة للمؤسسة سلوى السنيورة بعاصيري، مدير العلاقات العامة في مكتب الرئيس الشهيد عدنان فاكهاني واعضاء الهيئة التعليمية واهالي الخريجين .
السنيورة بعاصيري
وبعد النشيد الوطني بأداء كورال الثانوية وترحيب من التلميذة يارا سرحال، تحدثت المديرة العامة للمؤسسة سلوى السنيورة بعاصيري فنقلت «تحيات رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري وأن اعتزازها بأن ترعى حفل تخرج الفوج الأول من حملة الشهادة الثانوية في منشاة تربوية سبق أن استحدثها الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتكون مساحة رحبة ومعطاءة لمحيطها فتستجيب لاندفاعاته وتعمل لتطوير قدرات أبنائه وتزويدهم بالمهارات الحياتية التي تؤهلهم لمسيرة تعلمية ومهنية واعدة».
وقالت” تدركون جميعاً ان ثانوية الحريري الثالثة التي أنشئت في العام 1998 كمدرسة ابتدائية تدرجت في إعداد تلامذتها في إطار المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، لذا لم يكن لها وعلى مدى العقدين السابقين، أن تحظى بقطاف نراه أينع على مستوى المرحلة الثانوية في معاهد دراسية أخرى، الشقيقة منها وسواها. وعلى اهمية متابعة أخبار تميز تلامذة الحريري الثالثة حيثما حلوا، فإن سعادة أساتذتهم لم تكن لتكتمل، اذ لطالما كانوا يودون لو أتيحت لهم فرصة مواكبة مرحلة النضوج المعرفي والشخصي لتلامذة سبق ان عاينوا قدراتهم وامكاناتهم كما تميزهم. لذا وازاء معطيات كهذه، واستشعاراً برغبة عارمة اعتملت في نفوس التلامذة أنفسهم كما أهاليهم، وتجاوباً مع حماسة الجهاز التعليمي، وفي صفوفه من حرمه القدر من أن يكون بيننا اليوم ليشاركنا فرحة الإنجاز، أطلقت مؤسسة رفيق الحريري مطلع العام الدراسي 2015-2016 المرحلة الثانوية في الحريري الثالثة، وها نحن نحتفل اليوم بالفوج الأول من خريجيها بعد أن أصبحت وبكل جدارة ثانوية، وتشهد على ذلك النتائج المحلقة التي سيحصدها الفوج الأول من حملة الشهادة الثانوية، قياساً على ما عهدناه من نتائج جميع تلامذة الحريري الثالثة في شتى الاختبارات والاستحقاقات. واننا على ثقة تامة بأن خيارت خريجي اليوم لما سيكون عليه غدهم ستأتي واعية ومثمرة بعد أن واكبهم الطاقم الاداري والاكاديمي للثانوية بكل اقتدار ومحبة وعطاء، وبعد أن احاطهم الاهل بثقتهم وعواطفهم الجياشة.


وخاطبت الخريجين ” في يوم تخرجكم الذي انتظرتموه كما انتظرناه طويلاً، كم نعتز وأهاليكم الكرام بكم، وكم نضع الكثير من الأمال حول مسيرتكم القادمة، بشقّيها الأكاديميي والمهني، وذلك بالعودة الى ما خبرناه فيكم من تصميم على التميز، وإصرارٍ على بناء الذات، ومثابرة على تخطي العديد من الصعوبات.”
واضافت “انطلاقاً من تقييمنا لمستوى وعيكم المعرفي ونضجكم الحياتي نسمح لأنفسنا بأن نتشارك واياكم ببعض الخلاصات حول ما نظنه شغلكم الشاغل، بل الشغل الشاغل للجيل الشاب أينما كان، اعنى به مخرجات الثورة الصناعية الرابعة والتي تتمظهر أكثر ما يكون بوسائط التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتكم اليومية.
واردفت”ولئن كانت الخلاصات تلك كثيرة ومتشعبة ويصعب ايجازها في هذه العجالة، فانه يمكن التأكيد على بعض منها وهي ما يأتي:
أولاً: تتسم الثورة الصناعية الرابعة، بكل تعبيراتها، بسرعة هائلة، ان في طبيعتها أو أشكال تطورها، مما يجعل من الصعوبة بمكان مواكبة حيثيات ذلك التطور والتعامل مع التأثيرات المترتبة عنه سيما تلك المرتبطة بالانترنت والتواصل الإجتماعي والنانو تكنولوجي، والذكاء الاصطناعي والروبوت.
ثانياً: اقتصر عدد مستخدمي الانترنت في نهاية القرن العشرين على ما يقارب 1% من سكان العالم، ليصبح اليوم بحدود 50 % من عديدهم الذي يفوق 3.5 مليار شخص، وبازدياد يعادل 10 أفراد كل ثانية
ثالثاً: لم تكن وسائط التواصل الاجتماعي بكل تفرعاتها معروفة قبل عقدين من الزمن، وأصبحت اليوم، بفضل الانترنت، الاداة الاساس للتفاعل بين الناس مما ينتج عنه تخلي العديد عن بديهية التواصل الطبيعي مع سائر المستخدمين في محيطهم. تواصل نفتقده اذ طالما تمتع بالدفء الإنساني والتزم بمقوماته ومعاييره
رابعاً: يشهد التواصل الاجتماعي انتشاراً واسعاً في لبنان حيث يستعين 90% من اللبنانيين بخدمة Whatsapp ويملك 77% منهم حسابات خاصة على صفحات الفايسبوك
خامساً: يلجأ مستخدمو وسائط التواصل الاجتماعي، عن قصد أو عن إهمال، إلى تضخيم الحدث أو التقليل من أهميته كل حسب أهوائه، مما قد يؤدي إلى نشر معلومات مغلوطة على أكثر من صعيد، قد يصعب اخضاعها للفكر النقدي وهذا من شأنه أن يشكل خطراً على مجتمع يسوده الانبهار بهذا الوافد الجديد
سادساً: تشكل قاعدة المعلومات حول مستخدمي وسائط التواصل الإجتماعي الغاية والهدف لمشغلي هذه الوسائط، وتبقى الاعلانات المشخصنة المعبر الأفضل للتأثير على قراراتهم وتوجهاتهم مع ما يحمله ذلك التأثير المتفلت من ميزان الفكر النقدي من مخاطر على مفاهيم المستخدمين وقيمهم الإنسانية
سابعاً وأخيرا: علينا جميعاً في ضوء ما سبق أن لا نخضع حريتنا الشخصية والجمعية لهيمنة وسائط التواصل الاجتماعي، أو أن نترك لها مصائرنا، بل علينا التأكد من أنها تخدم في خلق عالم أكثر أماناً وتكاملاً، من دون أن يعني ذلك الانغلاق والانكفاء بل المزيد من التمكين لخلق القدرة على التحليل واستخراج البعد المعرفي والمعنى الحقيقي لمضامينها
وختمت” لقد أثبتم وعلى مدى سنوات تمدرسكم في ثانوية الحريري الثالثة طاقات يعتز بها، وامكانات يعول عليها الكثير، وها أنتم تشقون طريقكم إلى مستقبل واعد ومشرق بإذنه تعالى
وفقكم الله لتبقوا منارة مضيئة في سجلات ثانوية الحريري الثالثة، ومصدر فخر واعتزاز لأهاليكم الأفاضل.”
تلى ذلك ، اغنية قدمها كورال الثانوية بعنوان«O Fortuna».
شهاب
ولفت مدير الثانوية أسامة شهاب إلى «أن الخريجين هم أمل المستقبل الواعد لذلك كان التعاون بين الكادر التعليمي والأهالي في دعم التلامذة للوصول إلى تلك النتيجة»، وأكد «أن الثانوية تعمل لمواكبة كل التطورات من أجل تمكين الناشئة على مفاهيم الانتظام والتثقيف والتعقل ليكونوا قادرين على التفاعل الإيجابي مع مجتمعهم بما يتناسب مع رسالة المؤسسة ورؤية الرئيس الشهيد».
وبعد وثائقي عن إنجازات الثانوية خلال العام الحالي، ألقت هند حجار كلمة قدامى الخريجين، ثم كانت كلمات للتلامذة بالإنكليزية لنورا عرقجي وبالعربية لكل من عادل بو عليا ولارا الفران وبالفرنسية لنوال سنو، شددوا فيها على أنهم «سيكونون أمناء وجادين ومجدين في عملهم وفي حمل مبادئ الثانوية ورسالة الرئيس الشهيد».
وتخلل الاحتفال عرض فيلم قصير من إخراج التلامذة عن مسيرتهم، كما تم تسليم راية الثانوية إلى الدفعة الثانية، ثم قامت السنيورة وبعاصيري وشهاب بتوزيع الشهادات على الخريجين.
إكرام صعب
[email protected]

لمشاركة الرابط: