لعقود طويلة شكل برج المر في بيروت شاهداً على مراحل الحرب الأهلية اللبنانية. فالمبنى الأعلى في العاصمة نال نصيباً كافياً من رصاصات الحرب التي خرقت جدرانه وشبابيكه، ليبقى شاهداً على ما شهدته العاصمة، ويتحول في زمن السلم إلى ثكنة عسكرية للجيش السوري قبل أن ينسحب من لبنان، وبعدها إلى ثكنة عسكرية مرة أخرى، ولكن هذه المرة للجيش اللبناني.
حمل البرج ذكريات أليمة للسكان، ولكن الجيل الحالي لا يعرف عن البرج سوى ذلك المبنى المهجور وسط العاصمة، الأمر الذي استفز الفنان جاد الخوري، فقرر تغيير النظرة إلى ذلك المبنى الشاهق، محاولاً ربط الماضي بالحاضر.
الخوري أكد لـ”النهار” أن المبادرة فردية وهدفها تزيين المبنى، وقد تطلب الأمر وقتاً طويلاً للحصول على موافقة الجيش اللبناني. وقد أتت فكرة النوافذ من أزقة المناطق الشعبية في بيروت. وأطلق على البرج برج الهوا. وبحسب الخوري، فإن الستائر الملونة تعطي روحاً للمدينة، وكأننا نقلناها من الأحياء الفقيرة إلى وسط العاصمة بطريقة فنية. وبسبب ارتفاعه وكثرة النوافذ يشعر السكان بأن البرج يتراقص من خلال نوافذه.
المشروع ليس الأول لخوري ولن يكون الأخير. فالعمل جارٍ على استكمال تلوين العاصمة من آثار الحرب الأهلية، خصوصاً تلك المباني المهجورة والتي حملت لحظات صعبة في تاريخ لبنان المعاصر.
المصدر_جريدة النهار
عندما “يموت اللبنانيون على قيد الحياة “!
عشنا الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وقسوتها وإختبرنا مع أهلنا الحياة في الملاجئ تحت الأرض وعلى أدراج المباني احتماء من القصف والموت نشأت كغيري من أبناء جيلي في عز الحرب الأهلية وتركت آثارها في النفس من أثر المعارك والقصف ندوباً نفسية قاسية يصعب أن تندمل . منذ أن اخترت الصحافة مهنة ، بتّ أعرف أكثر
Read More