عَرَفْتُكَ الحَبيبَ ساحِرًا أَبَدًا.. وعَرَفْتُكَ كَالظَّبِيِّ مُدَلَّلا
فَإِذا بَعْضُكَ غَيْثٌ أَنْبَتَ في صَحْرائِيَ السَّنابِلَ.
وَإِذا طَيْفُكَ مُلازِمٌ.. إِنْ سَأَلْتُهُ أَطالَ، وَأَجْزَلَ.
يا مَنْ فيهِ مَديحي بَيِّنٌ ما تَأَوَّلَ
أُحِبُّكَ، وَالحُبُّ بَعْضٌ مِنْ سَكَرٍ بِأَنْفاسِ الرّوحِ قَدِ اسْتَرْسَلَ..
وَالشَّوْقُ بَعْضٌ مِنْ قَدٍّ، كادَ يَحْرِقُهُ الهَوى،
لَوْ أَنَّ ماءَ التّلاقي ما أَدْرَكَهُ لَجَفَّ، وَاشْتَعَلَ.
أَنا الّتي مُذْ شَغَلْتَني أَرْفُلُ بِأَزْياءِ الشَّوْقِ،
وَعَزائي زَمَنٌ مِنْ رَيْحانٍ أَثارَ بِيَ الجَذَلَ
أَيْنَما نَظَرْتُ، أَبْصَرْتُ خُضْرَةَ عَيْنَيْكَ..
تَسْحَبُ بِالْقَلْبِ كَمَنْ بأَشْياءِ الهَوى تَجَمَّلَ
وَأَراني بَيْنَ ذِراعَيْكَ بِفُؤادٍ ثَمِلٍ يَسْتَعْذِبُ القُبَلَ..
وَبَعْدَ الغَزَلِ، إِنّي يا أَبا الوَجْدِ أَعْجَبُ..
كَيْفَ لِغَرامِ أَضْحى مِنَ العُمْرِ كِتابًا مُنْزَلا،
ما خِلْتُهُ مُغادِرًا إلاّ.. وَجُنونُ الهَوى
سَطا عَلى العَقْلِ، وَاخْتَصَرَ إِلَيْهِ السُّبُلَ..
لَئِنْ هُوَ بَيْتُ القَصيدِ ما أَخْطَأَ نُطْقِيَ التَّعْبيرَ.. وَلا حَدْسِيَ تَبَدَّلَ..
إِنَّما أَغْرى بِيَ الوَجْدُ.. فَما حَسِبْتُ لِلْوَجْدِ قاتِلا،
إِذْ خَشيتُ أَنْ يَكونَ قَدْ سَلا.. فَأَمالَهُ مَنْ جاوَرَهُ وَأَتاهُ بِالحُلى..
لَوْ أَنّي أُوتيتُ مِنْهُ نَصيبًا.. لَخَصَّني بالمُنى وَما رَحَلَ،
لَحَمَلَ هَواهُ وَتَفَضَّلَ.. لكِنّي أَظُنُّهُ قَدْ تَحَوَّلَ.. وَتَبَدَّلَ..
فَلَطالَما سَعى الطَّيْرُ أَنْ يَتَنَقَّلَ،
وَلَطالَما كانَ طَبْعُ الغُصْنِ أَنْ يَتَمايَلَ..
نَدى نعمه بجّاني -* أديبة وشاعرة لبنانية
إخترنا لكم مِنْ ديوان ” قارورَةُ عِطْــرْ”