اللبنانيون يتحدون الخوف وعازف البوق ابراهيم معلوف يبدع على أدراج “بعلبك”

أحيا عازف الترومبيت اللبناني الفرنسي إبراهيم معلوف مساء السبت حفلة في إطار مهرجانات بعلبك الدولية في شرق لبنان حضرها 3500 شخص رغم الحذر الأمني السائد في هذه المنطقة القريبة من موقع المعارك الدائرة حالياً على الحدود مع سوريا.

وقال معلوف لوكالة فرانس برس قبل أن يعتلي المسرح “أشكر الناس الذين جاؤوا لحضور الحفلة رغم الظروف الأمنية الصعبة، أحاول أن تكون الموسيقى وسيلة للدفاع والمقاومة”.

واختار معلوف بعلبك ليحتفل فيها بمرور عشر سنوات على انطلاق مسيرته، مختتماً على أدراج معبد باخوس الروماني جولته العالمية التي بدأها في سبتمبر 2015.

وتنقل معلوف بسلاسة على الخشبة وسط إضاءة مميزة، ترافقه اوركسترا “فري سبيريت” وفرقته الخاصة، عازفاً حيناً على البوق وحيناً آخر على البيانو وأحياناً على الكلافييه مخاطباً جمهوره بعد كل مقطوعة وحاصداً الإعجاب والتصفيق.

ولم تخل حفلة معلوف في بعلبك من المفاجآت منها مشاركة عازف الكمان المغمور والضرير أحمد مرتضى، وهو من بعلبك، في عزف موسيقى أغنية “أنا بانتظارك” لأم كلثوم مرافقاً معلوف الذي عزفها على البيانو وغناها.
وحلت مغنية الجاز الأمريكية ميلودي جاردوت ضيفة على الحفل وقدمت أغنية مشتركة مع معلوف باللغة الفرنسية للمغنية الراحلة داليدا.

وفي إحدى المقطوعات انضم إليه على المسرح أعضاء جمعية (سنبلة) المؤلفة من أطفال من لبنان وسوريا يتدربون على أصول الغناء العربي.

وطوال الحفل دأب معلوف على سرد النوادر والحكايات بين مقطوعة وأخرى لتقريب المسافة بينه وبين الجمهور الذي تجاوز 3000 شخص.

وأنهى الحفل بعزف بعض الجمل الموسيقية المأخوذة من أغنية (على دلعونا) التراثية اللبنانية وصعدت إلى المسرح فرقة الدبكة البعلبكية لتؤدي رقصة الدبكة اللبنانية التقليدية.

وجاء حفل معلوف (37 عاما) في ختام جولة عالمية بدأها في سبتمبر أيلول 2015 بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاق مسيرته الفنية.

وفي مقابلة مع رويترز قبل الحفل تحدث معلوف عن حزنه بعض الشيء من أن شهرته في لبنان لا توازي نجاحه في الغرب.

وقال “المسألة أشبه بابن عمك أو ابن خالك مثلا الذي يقطن في الشارع عينه الذي تقطن فيه ومع ذلك لا يعرف أحدكما الآخر.”

وأضاف “كيف لي أن أتقبل ألا يعرفني كل أفراد أسرتي؟ لبنان بالنسبة إلي هو عائلتي الكبيرة. والبعض يستوقفني في الشوارع اللبنانية خلال زياراتي المتكررة هنا ليسألني عن اسمي!”.

ولد إبراهيم معلوف في بيروت عام 1980 في زيارة سريعة لعائلته للبلد بعد أن هاجرت إلى فرنسا إثر اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975.

وكان يكره آلة البوق (الترومبيت) وحلم بأن يصبح مهندساً معمارياً لكن والده عازف البوق والموسيقي نسيم معلوف ألحّ عليه في التعرف عن كثب على الآلة القادرة على استنباط مختلف الأحاسيس ورواية عشرات القصص موسيقياً.

وتشتهر موسيقى معلوف بالمزج بين مختلف الأنماط الموسيقية مثل الجاز والهارد روك والكلاسيك والشرقي حتى أن بعض النقاد يتهمونه بأنه يحرف موسيقى الجاز جاعلاً منها ملعباً افتراضياً لأنغام قادمة من أروقة موسيقية مختلفة كلياً عن بعضها البعض ولا تجتمع حول فكرة موسيقية واضحة.

لكنه يؤكد دوماً أنه لا يهتم أبدا بوضع عناوين عريضة أو أسماء محددة لموسيقاه التعبيرية التي تتخللها لحظات بارزة من الحنان العابر الذي يلتحم بالأنغام الصاخبة التي تدعو إلى الرقص.

كما يعرف الموسيقي الشاب بقدرته على الارتجال على المسرح ووضع الموسيقى التصويرية للأفلام التي حاز بفضلها على جوائز عالمية.

وتستمر مهرجانات بعلبك الدولية في دورتها الحادية والستين حتى 15 أغسطس/ آب القادم.

لمشاركة الرابط: