أطلت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبه على خشبة مسرح محمد الخامس العريق في الرباط، مختتمة الدورة ال16 من المهرجان المغربي “موازين – إيقاعات العالم”، وهو يعتبر من أهم وأكبر المهرجانات في العالم والذي افتتحه الفنان الفرنسي شارل أزنافور.
الختام مع وهبه، حمل الكثير من عنوان المهرجان كأنه توازن لإيقاعات العالم بموسيقاها العالمة، المثقفة، العميقة، والمنبثقة من تجربتها الأصيلة والمختلفة في فضاء التلحين والغناء، فضلا عن تمكنها من تطويع الشعر العربي وموسقته بحرفية عالية.
موسيقيون من لبنان والمغرب وفرنسا رافقوا الفنانة بقيادة المايسترو إيلي معلوف، في مناخ مترف بالغناء الطربي والصوفي والفولكلور المغربي والشعر العربي والعالمي، فضلا عن أغنيات وهبه من ألحانها الخاصة.
حضور الفنانة الآسر وصوتها المصقول الشجي، ظللا مسرح محمد الخامس بمناخ ساحر تلقفه الجمهور المغربي النخبوي بتفاعل كبير، مع برنامج منوع بدأته برائعة بديع خيري وسيد درويش “أ هو ده اللي صار”، لتزخرف بعده الأسماع التائقة إلى الأصالة بمقطوعات من التراث الصوفي لرابعة العدوية والحلاج، كما حضر في صوتها وديع الصافي وأم كلثوم وأسمهان وداليدا وعبد الحليم وفيروز. وتميزت في أداء النشيد الشهير “موطني” من شعر ابرهيم طوقان، وأغنية نشيد الحب بالعربية والفرنسية للأيقونة إديث بياف.
وكانت وهبه قد أطلقت مشروعها في غناء بياف بالعربية منذ سنتين على مسرح بوبينو حيث غنت بياف للمرة الأخيرة، وبعدها جالت به على عدة دول بنجاح باهر.
كما فاجأت وهبه جمهورها بأدائها المتقن لأغنيتين شهيرتين باللهجة المغربية هما “ياك أ جرحي” للمطربة الكبيرة نعيمة سميح، وخالدة فرقة ناس الغيوان “الله يا مولانا” الإيقاعية، التي ألهبت الجمهور بالتصفيق والهتاف والزغاريد وعبق الورد وإهدائها العلم المغربي عربون تقدير واعتزاز.
ولم يقف حماس الجمهور عند الأغاني المغربية بل امتد الى الختام مع أغنية وهبه الشهيرة “لا تلتفت الى الوراء” من شعر أديب نوبل الألماني غونتر غراس وترجمة أمل جبوري ولحن وهبه الخاص، فأعادها الجمهور الى المسرح أكثر من مرة.
وبعد الحفلة ضجت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المغربية بمقتطفات غنائية من الحفلة، وسيكون لوهبة إطلالات ومشاركات عديدة في مهرجانات مغربية مقبلة.