افتتحت بلدية الدكوانة، مار روكز – ضهر الحصين مكتبة “أنطوان نقولا شختورة” العامة في احتفال اقامته مساء امس الأربعاء، برعاية وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، وتضمّ المكتبة قسماً من نحو 30 ألف كتاب، أسهم في توفيرها نادي روتاري بيروت سيدرز بالتعاون مع مؤسسة The second wind الأميركية ونوادي روتاري في الولايات المتّحدة الأميركيّة، فيما سيتم استخدام القسم الآخر في مكتبة عامة أكبر ستقام في مبنى البلدية.
وتمثّل الوزير خوري بمستشاره المحامي عيسى زيدان، وحضر كذلك السيد زياد خراط ممثلا وزير الاعلام ملحم الرياشي، إضافة إلى عدد من الشخصيات وحشد من الاهالي.
حجّار
وقال رئيس نادي روتاري غسان حجّار إنّ “هذه المكتبة التي تضمّ كنوزاً معرفيّة، تفتح أمام طالبي المعارف آفاقاً واسعة في مختلف المجالات علوماً وآداباً وفكراً ولغاتٍ”.
وأشاد بـ”بادرة المؤسّسات الثقافيّة الأميركيّة وأندية روتاري في الولايات المتّحدة وفي لبنان التي أسهمت في تأمين” أكثر من 30 ألف كتاب. وأشار إلى أنّ هذه المبادرة “تندرج ضمن أهداف ومبادئ أندية روتاري في لبنان والعالم”. وقال: “بالإضافة إلى نشاطاتنا في مجالات بناء السلام والمشاريع التربوية والاجتماعية والاهتمام بقضايا المجتمع بشكل عام، نؤكّد اليوم اهتمامنا عملياً بنشر وترويج وتعميم وسائل التثقيف وفي طليعتها الكتاب”. وأضاف: “هذا يوم للكتاب وللحرف وللمعرفة ونحن سعداء بافتتاح هذه المكتبة العامة أمام الجمهور الواسع، وأملنا أن نفتتح في كل منطقة من لبنان مكتبة عامة تعزيزاً للثقافة”.
وختم مؤكّداً أنّ “لبنان يبقى شعلة فكريّة وثقافيّة في هذه المنطقة”.
شختورة
أما رئيس البلديّة أنطوان شختورة فأكّد إصراره والمجلس البلدي على متابعة “نهج الاستثمار في الفكر في موازاة الإنماء في البنى التحتيّة على مستوياته كافة”. وأوضح أنّ المكتبة تحتوي على “كتبٍ بالآلاف من مختلف الاتّجاهات الفكريّة والثقافيّة واللغويّة”. وأضاف: “إنّها صرح لكبارنا ومثقّفينا وشبابنا وطلاّبنا وتلامذتنا من الدكوانة وخارجها”، مطلقاً عليها تسمية “مكتبة أنطوان نقولا شختورة” تكريماً لوالده.
وتابع: “عملنا مع فريقٍ اختصاصي على اختيار وشراء أكبر وأفضل مجموعة من الكتب لنوفّر في المكتبة أفضل ثقافة وأصحّ معلومة في زمنٍ قلّ فيه البحث والتدقيق عن اليقين والمعلومة وأصبحت الشائعات تسري كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأضاف شختورة: “نفتقر اليوم إلى شباب يؤمن بالقراءة والمطالعة لأننا أصبحنا نستسهل المعلومة السطحيّة الفارغة من المضمون الأدبي والفكري”، وناشد “شباب الدكوانة وشباب لبنان” المساهمة “في هذه المبادرات الفكريّة لإعادة المطالعة والقراءة إلى سابق عهدها لما فيه خير شبابنا وفكرنا”.
ولاحظ أنّ “تردّي النقاش السياسي هو نتاج تراجع القراءة والمطالعة لدى الطبقة السياسيّة التي وصلت إلى الندوة البرلمانيّة بالمحادل والبوسطات الانتخابيّة وولائها الأعمى للزعيم دون أيّ اعتبار للكفاية الفكريّة أو التشريعيّة أو القانونيّة للنائب أو المسؤول”.
وشكر كل من ساهم في إنجاز مكتبة بلديّة الدكوانة العامة وتحديداً نادي روتاري بيروت سيدرز ونوادي روتاري في الولايات المتّحدة الأميركيّة ومؤسّسة The second wind.
وأشار إلى أنّ البلديّة “تشتري الكتب منذ عام 2010″، معلناً أنّ “المكتبة الأكبر ستكون في دار البلديّة الجديد”. وذكّر بافتتاح “المركز الثقافي للّغات والفنون” في المنطقة، لافتاُ إلى أنه يدرّس ثماني لغّات وثماني آلات موسيقيّة وثلاثة أنواع رقص.
زيدان
ووصف مستشار وزير الثقافة المحامي عيسى زيدان المكتبة بأنّها “صرح فكري تربوي وثقافي قيّم”، شاكراً مبادرة البلديّة ودعم نادي روتاري. وشدّد على أهميّة القراءة وضرورة “توجيه الأجيال الناشئة نحو الثقافة والعلم والمعرفة”، ورأى أنّ ثمّة حاجة “إلى محطّات ثقافيّة وتربوية وعلميّة تنشر الوعي والمعرفة بين أفراد المجتمع، وتُسهم في رفع العلمي والثقافي بغية إبعاد الشباب والشابات عن سلوك طريق الانحراف”.
وأضاف: “ما أحوجنا إلى مشاريع حيويّة مماثلة تضخّ النبض في شرايين مجتمعنا وتساهم في النهوض بالبلدات القرى بحيث تصبح مميّز عن محيطها ومقصداً للمتعطّشين إلى الثقافة”.
ونقل تحيّات الوزير غطاس خوري “وشُكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاز مشروع المكتبة العامة”.