خاص – nextlb
هي قصة حب وحنين بين الإنسان والآلة هذه المرة ، سيارة صغيرة بحجمها كبيرة بذكرياتها الحلوة والمرة ، تحفظ بين جنباتها الكثير من ذكريات الأوقات السعيدة التي قضاها نبيل بيطار المختص بتجارة المعدات البحرية ولوزام القوارب ومحركاتها في حي الأشرفية البيروتي الأثري ، يركن سيارته الرينو 4 بأعوامها الأربعين بعد أن أعاد ترميمها في مرآب متخصص بإحياء السيارات القديمة ، هذه السيارة التي يتفاءل بها بيطار ، كانت أول واحدة إشتراها في مطلع الثمانينيات ، ولكنها تعرضت لحادث قوي إذ سقط عليها جدار كبير فدمر هيكلها ، ولكنه لم ييأس وقام بشراء سيارة ثانية من نفس الطراز أخذ منها بعض قطع هيكلها ليعيد ترميمها دون إضافات تماماً كما خرجت من مصنع الشركة منذ أكثر من أربعين عاماً.
يقول بيطار :”كانت أول سيارة اشتريتها وأتفاءل بها ، ليست سريعة ولا فخمة ، لا تحمل تجهيزات تقنية معقدة ولا الكترونيات ولا تسرع ، سيارة متينة قليلة الأعطال ، لاتعرض صاحبها للخطر ، ويضيف :”لا أحب السيارات السريعة فأنا هادىء بطبعي ومسالم كما هي سيارتي ، أحببت هذه السيارة من زمن ، شكلها “أوريجنال ” وخطوطها كلاسيكية قديمة من أعوام الستينيات ، تستهويني بخطوطها وشكلها وقد حافظت عليها لسنوات عديدة ، ولكن القدر كان لها بالمرصاد اذ سقط عليها جدار قديم فهشم هيكلها ، ولكنني قررت أن أعيدها للحياة بنفس الشكل الأنيق الذي كانت فيه قبل الحادث وهكذا كان ، قمت بشراء قطع هيكل جديدة عبر اتصالات مع بعض الهواة في فرنسا وبلجيكا والجزائر ، ولحسن الحظ كل القطع المستوردة للسيارة أصلية ، ولم يكن حينها في السوق قطع غيار مقلدة كما هي الحال الآن ، قمت حين ترميمها فقط بتغيير لونها من الأرزق البحري الى الأزرق السماوي الذي لم يكن موجوداً حينها في هذا النوع من السيارات ، وهو يعكس صفاء النفس ونقاء الروح “.
ويضيف :”أحب سنوات السبعينيات والثمانينيات فهي عندي الزمن الجميل من الحياة ، أحب أن أعيش في ذلك الزمن بكل تفاصيله ، في بيتي وحياتي ، فأنا لا أتأقلم مع عصر السرعة والتقنيات العالية والإلكترونيات ، وإذا حصلت على سيارة أقدم من هذه السيارة سأقوم بتجديدها واقتنائها كذلك “.
ونساله هل من الممكن أن تبيع السيارة إذا عرض عليك مبلغ كبير ؟ يجيب بالنفي :” لن أبيعها طبعاً لقد واكبتني لسنوات عديدة من عمري ولا أفتش عن المال ولا عن الشهرة ولست من أصحاب مجموعات إقتناء السيارات التاريخية حتى ، وقد أنفقت على ترميمها آلاف الدولارات واستوردت لها بعض القطع من فرنسا وبلجيكا والجزائر ، ولا زالت تنقصني بعض التجهيزات الداخلية التي أفتش عليها لدى هواة السيارات القديمة ، وقد فتشت عن إطارات جديدة لها خلال عدة أشهر ، وأنا أعدها لأقوم بها في جولة على الأراضي اللبنانية في عطلتي الصيفية بعيداً عن الضغط النفسي ووباء كورونا ، وسأقوم إن شاء الله بتسجيل وقائع الرحلة مع التقاط العديد من الصور لها في معظم المناطق اللبنانية ”
وعن العمل الذي يقوم به في الحياة يوضح البيطار :” أملك متجراً متخصصاً ببيع القطع الميكانيكية لقوارب النزهة والصيد وصيانتها ، وأحب الرحلات في الطبيعة وكذلك صيد السمك بالسنارة ، وفي مجال عملي بالبحر أستخدم القوارب البطيئة عند ممارستي لهواية صيد السمك ، هوايتي التي أمارسها بعد ساعات العمل الطويلة والمتعبة ، فهي تريح الأعصاب وتعطي الصفاء النفسي والهدوء بعد ضجيج العمل وزحمة المدينة والسيارات ، وأنا بطبعي لا أحب السرعة والمجازفة والمخاطر ، وشعاري في الحياة :”من ليس له قديم ليس له جديد “!