بيتر هانسِيل يضيف فوزه ال 14في رالي داكار السعودية أمام العطية وساينز … وبِنافيدِس أولاً بفئة الدراجات النارية

خاص – nextlb
فاز السائق الفِرنسي ستيفان بيتِرهانسِيل للمرة ال 14 برالي داكار التاريخي ، على متن ميني “جون كووبر ووركس باغي” من تحضير فريق “أكس رايد” وهذا الفوز هو الثامن له في فئة السيارات ، وذلك بعد 30 عاماً على فوزه الأول بفئة الدرّاجات النارية ، كما أصبح أول سائق يفوز في القارات الثلاث التي استضافت الرالي : إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا” .
وقطع الفائز هانسيل مراحل السرعة في 12 مرحلة انطلقت من مدينة جدة على البحر الأحمر لتقطع حوالي 8000 كلم من الطرق الصحراوية الصخرية والكثبان الرملية وقطع الفائز بيتر هانسيل مسافة السباق بوقت قياسي بلغ 44 ساعة و28 دقيقة و11 ثانية بينما حل السائق القطري ناصر العطية الفائز بالرالي عدة مرات ، ثانياً على تويوتا هايلوكس ذات الدفع الرباعي ب 44 ساعة و42 دقيقة و ثانيتين بينما جاء كارلوس ساينز ثالثا ب 45 ساعة و29 دقيقة و8 ثوان ومن بين الأسماء التي تقدمت الى المراكز العشرة الأولى الشيخ خالد القاسمي الذي حل سابعاً بينما انسحب المتسابق السعودي يزيد الراجحي بعد تعطل محرك سيارته في المرحلة الأخيرة وقبل بلوغه خط النهاية في مدينة جدة  ،حيث انتظر مرور فريق المُساعدة. كان يزيد يتنافس مع الإسباني كارلوس ساينز للفوز بهذه المرحلة، ما يعني بأن مُنافسه  كان قريباً من تحقيق فوزه الثالث بإحدى مراحل الرالي هذا العام، عانى ساينز أكثر من مرة من سوء الحظّ، لكنه أنهى رالي داكار ثالثًا، بفارق أكثر من ساعة واحدة عن زميله  بيتِرهانسِيل.

الدراجات النارية

وفي فئة الدراجات النارية ، دوَّن الدرّاجُ الأرجنتيني كيفِن بِينافيدِس اسمه في سجِّلات رالي داكار كأول أميركي جنوبي يفوز في فئة الدرّاجات النارية، قاطعاً مسافة السباق بوقت قياسي بلغ 47 ساعة و18 دقيقة و14 ثانية على هوندا وحل خلفه زميله في فريق هوندا ريكي برابيك وجاء سائق فريق كي تي إم سام ساندرلاند ثالثاً .
في حين فاز مُواطنه مانويل أندوخار بلقب فئة الدرّاجات النارية رباعية العجلات “اكوادز”. كما فاز السائق التشيلي فرانشيسكو لوبيز بلقب فئة المركبات الخفيفة للمرة الثانية في مسيرته، حيث فاز به في العام 2019، سيطر فريق كاماز الروسي على منصة التتويج لفئة الشاحنات، حيث فاز سائقهم دميتري سوتنيكوف باللقب للمرة الأولى في مسيرته.

مراحل من المغامرة

إجتاز المُشاركون 12 مراحل خاصة امتدت لمسافة تجاوزت 8000 كلم ، بدأت في الثالث من كانون الثاني يناير ، عندما أخذت 289 مركبة إشارة الإنطلاق عند خطّ البداية انخفض العدد إلى 200 مركبة أخذت شارة الانطلاق للمرحلة الأخيرة من النُسخة الـ 43 من رالي داكار، والثاني الذي يُقام في المملكة العربية السعودية. وتضمن  الترتيب العام النهائي للرالي هذا العام 64 درّاجة نارية، و 11 درّاجة اكواد، و 50 سيارة، و 43 مركبة صحراوية خفيفة، و 32 شاحنة. وانسحبَ 16 مُتنافساً خلال الأسبوع الأول من الرالي لكنهم استفادوا من فُرصة إكماله عبر تصنيف “خبرة داكار”، ما سمح لهم بإستئناف مُغامرتهم حتى جدَّة دون أن يدخلوا ضمن الترتيب العام لفئاتهم.
إنها المرة الأولى التي تُشارك فيها فئة “رالي داكار الكلاسيكي”، شاركت فيه مركبات من القرن العشرين، وفاز فيها السائق الفِرنسي مارك دوتون في سيارة “صَنهيل باغي”.

فئة السيارات: سيطرة كاملة لـ هانسيل

لا يوجد انتصارات سهلة في رالي داكار، ولكن أظهر السائق الفِرنسي ستيفان بيتِرهانسِيل بأنه الوحيد الذي يُتقن مهارة الفوز بالرالي، كانت شهية السائقين الأوائل قوية للفوز، مع وجود مُرَّشحين للمُنافسة على منصات التتويج مثل السعوديين يزيد بن محمد الراجحي وياسر بن حمد بن سعيدان اللذين لم يوفقا في كسب نتائج طيبة في الرالي وانسحب الراجحي من المنافسة ،بالإضافة الى  الفِرنسيين سيباسيتان لويب وماتيو سيرّادوري والجنوب إفريقي جينيل دي فيلِّييرز والتشيكي مارتِن بروكوب والهولندي بِرنهارد تين برينكي.
صعد هانسيل لصدارة الترتيب العام للفئة منذ المرحلة الخاصة الثالثة، وتحدَّدت معالم المُنافسة على اللقب في اليوم التالي لتُصبح ثُلاثية الأقطاب بين  هانسيل وزميله الإسباني كارلوس ساينز الأب على متن سيارات ميني “جون كووبر ووركس باغي” من تحضير فريق “أكس رايد” والقطري ناصر بن صالح العطية في سيارة تويوتا “هايلوكس” من تحضير فريق “غازوو للسباقات”.


إرتكبَ ساينز عدة أخطاء، ما يعني بأن الصراع تحوَّل لثُنائي الأقطاب بين بيترهانسيل والعطية في المراحل التالية . بذل العطية  أفضل ما لديه بحقّ، إذ سجَّل أسرع الأوقات في 6 مراحل من مراحل الرالي من بينها المرحلة الإستعراضية، كما ضغط بشكل كبير ومتواصل على بيتر هانسيل ، مع ذلك لم يتأثَّر الأخير بكل هذا، حيث ارتفعت صدارته من 4:50 دقائق إلى 18 دقيقة خلال المرحلة الوحيدة التي فازَ بها، قبل ثلاثة أيام على انتهاء الرالي و كان هذا كافياً لأن يضمن فوزه الـ 14 برالي داكار، كانت منصة التتويج لهذا العام انعكاساً لمنصة التتويج في العام الماضي، شعر ساينز ببعض المرارة رغم سعادته بأن اللقب بقي في خزان فريق “أكس رايد” وأنه أنهى الرالي على منصة التتويج بكل الأحوال، لكن مرارة فريق تويوتا كانت أكبر، رغم أن السائق البولندي ياكوب “كوبا” برزيغونسكي أنهى الرالي في المركز الرابع. أنهى السائق الإسباني خوان “ناني” روما الرالي في المركز الخامس، حيث كان سعيداً بهذا الإنجاز مع فريقٍ وسيارة جديدين، وكان بمثابة نهاية سعيدة لفريق “البحرين رايد إكستريم” وسيارتهم “بي آر أكس هانتِر” من تطوير مؤسسة “برودرايف” البريطانية في مُشاركتهم الأولى في رالي داكار.

فئة الدرّاجات النارية: سنة التتويج ل بِنافيدِس

تغيَّر الدرّاج الأرجنتيني كيفِن بِنافيدس حيث كرَّسَ جهوده من أجل إنجاح مُشاركته الخامسة في رالي داكار، كانت مُشاركته الأولى في 2016 لافتة، حيث أنهاها في المركز الرابع. وتغلَّبَ على خيبة الأمل، خصوصًا في عام 2018 عندما كان الفوز باللقب في مُتناول يده لكن خطأً ملاحيًا قُرب مدينته سالتا في الأرجنتين أدى لتدمير كل شيء. حتى هذا العام، تعرَّضَ كيفِن لحادث سُقوط أدى لكسر أنفه وإصابة كاحله، لكن هذا لم يُثنِه عن السيطرة على الفئة في المرحلة الخاصة الخامسة، والإقتراب أكثر وأكثر من اللقب كل يوم، إلى أن صعد لصدارة الترتيب العام لفئة الدرّاجات النارية بعد انسحاب زميله التشيلي خوسيه إغناسيو كورنيخو، صمَد كيفِن في وجه هجمات مُنافسيه خلال المراحل الأخيرة، حيث شكَّل الدرّاج البريطاني سام ساندِرلاند من فريق “كي تي أم” تهديدًا له حتى الكيلومترات الأخيرة من الرالي، وكذلك كان زميله الأميركي ريكِّي برابِك، الذي أنهى الرالي خلفه بتسجيله الفوز بالمرحلة الخاصة الأخيرة، ساهمت نتيجة الأميركي في تحقيق فريق هوندا الياباني ثُنائية المركزين الأول والثاني في الرالي للمرة الأولى منذ عام 1987 مع الدرّاجين الفِرنسي سيريل نيفيو والإيطالي ديديه أوريولي. كما أظهر الدرّاج الليتواني أروناس غِلازنينكاس تأديةً قوية، حيث فاز بلقب فئة “الأصلي من موتول” للدرّاجين الذين يُشاركون في الرالي بدون فرق مُساعدة، مُتقدِّماً بساعة واحدة على الروماني إيمانويل غيينِس، حامل لقب الفئة في عام 2020.

الدراجات رباعية العجلات .. الأول لأندوخار

سيفرح الشعب الأرجنتيني مرّتين في هذا الرالي، وهذا ليسَ غريباً، حيث فاز درّاجون أرجنتينيون 6 مرّات بلقب فئة الدرّاجات النارية رباعية العجلات “اكوادز” منذ إنشاء هذه الفئة رسميًا في عام 2009. وراهن كثيرون على الدرّاج الأرجنتيني نيكولاس كافيغلياسُّو ليفوز بلقب الفئة هذه العام، علمًا بأنه فاز بلقبها في عام 2019، وصعدَ لصدارة الفئة في يوم الراحة، لكن تعطُّل مُحرِّك درّاجته في المرحلة الماراثونية ومهد انسحابه الطريق أمام مواطنه مانويل أندوخار لإستلام الصدارة، علمًا بأنه فاز بتلك المرحلة، وهكذا تواجد أندوخار في المكان والزمن المُناسبين، أحرز الدرّاج التشيلي جيوفانِّي إنريكو المركز الثاني، وصعد الأميركي – الأرجنتيني بابلو كوبِتِّي للمركز الثالث، ما يجعل منصة التتويج لاتينية تماماً .


سوتنيكوف أول فئة الشاحنات

يُسجل السائق الروسي دميتري سوتنيكوف منذ رالي داكار 2018 الفوز بمرحلة واحدة على الأقل في الرالي، وكان أحد المرشحين للفوز بلقب الفئة هذا العام، قدَّم زميله ومُواطنه أندري كارجينوف أداءً قويًا العام الماضي بأن فازَ بسبع مراحل خاصة، لكن سوتنيكوف فضَّل اتباع مُقاربة أخرى هي التأدية الثابتة، حيث أنهى جميع مراحل الرالي ضمن المراكز الثلاثة الأولى، ما عدا مرحلة يوم الخميس التي أنهاها رابعًا وكانت تلك أسوأ نتيجة له، إلى جانِب ذلك، خسِر حامل اللقب كارجينوف ساعةً ونصف بسبب عطل ميكانيكي في شاحنته خلال المرحلة الخاصة الأولى، حيث صعدَ سوتنيكوف لصدارة الفئة، وكان خلفه زميله الثالث ومُواطنه أنطون شيبالوف، الذي فاز بمرحلتين. إنه الفوز الـ 18 لـ “كاماز” في رالي داكار والخامس على التوالي، ليُعادل الرقم الذي حققته “كاماز” بين عامي 2002 و 2006، ورقم الذي حققته مرسيدس بين عام 1982 و 1986. سيُحاول السائق التشيكي مارتِن ماسيك وصع العصي في عجلات “كاماز” في العام المُقبل، علمًا بأنه حيث فاز بثلاث مراحل خاصة في هذه النسخة.

أحداث  من السباق


حضر السائق الأميركي سيث كوينتِرو في رالي داكار 2020، حيث كان ينتظر وصوله سنّ الـ 18 للحصول على رخصة قيادة، ووعد بالعودة في العام التالي ليُظهر موهبته، وقد أوفى الأميركي بعهده، لقد تأخر  كوينترو عشر دقائق خلف مُواطنه أوستِن جونز، وكان بإمكانه التفكير جديًا التفكير بالحصول على لقب الفئة، لكنه خسِر فرصته هذه خلال المرحلة الخاصة التاسعة، لكن الأداء العام لـ “ابن كاليفورنيا” يفرض الاحترام. حيث أصبح أصغر مُشارك يفوز بإحدى مراحل الرالي، وفاز بمرحلتين خلال هذا العام، وهكذا بدأ منذ مُشاركته الأولى بكتابة اسمه في سجلات الرالي.

ضربة قاسية

كان لدى “ياماها” درّاجٌ واحد على الأقل ضمن المراكز العشرة الأولى في رالي داكار منذ 2019، وهذا العام عانى الفريق الياباني من خمسة انسحابات لدرّاجي فريقه الرسمي، بدأ هذا الكابوس في المرحلة الثانية مع انسحاب الأميركي أندرو شورت بسبب مُشكلة ميكانيكية تبِعه البريطاني جايمي مكّانِّي الذي انسحب بسبب مشكلة في درّاجته، وفي يوم الراحة بقي للفريق الدرّاجين البوتسواني روس برانش والأرجنتيني فرانكو كايمي والفِرنسي أدريان فان بيفِرِن، بعدها ودَّع كايمي الرالي، في حين انسحب برانش بعد تعرضه لحادثة سقوط ومشكلة في عمل سلسلة الدرّاجة في نفس اليوم، وانصبت آمال الفريق الياباني على جهود فان بيفِرِن، وكإجراءٍ احترازي عملوا على تغيير مُحرِّك درّاجته الأمر الذي كلَّفهم عُقوبة زمنية 15 دقيقة، وبدا بأن هذه الخطة ناجحة حتى المرحلة الخاصة الأخيرة، حيث اضطر الفِرنسي للانسحاب بعد أن أمضى 30 دقيقة مُحاولًا إصلاح مشاكل ميكانيكية في درّاجته.
قبل 19 عاماً، شاركَ الدرّاجُ البولندي ماريك دابروفسكي في رالي داكار للمرة الثالثة في مسيرته على متن درّاجةٍ نارية، وأنها في المركز الـ 21، كما كان حينها يحتفل بمولد ابنه كونراد، ذلك الطفل كبر الآن وورث حب رالي داكار من أبيه ومن صديق أبيه جاسيك تشاتشور، ومما لا شكَّ فيه بأنه تعلَّمَ بعض أسرار المهنة التي تُساعده بالتألُّق، أكمل كونراد مُشاركته الأولى في المركز الـ 28 في الترتيب العام على متن درّاجة “كاي تي أم” خاصة. لقد بحثنا في سجلات الرالي بدقة لنرى إن كان مثل هذا الإنجاز قد تحقق من قبل فلم نجِد، كما يمكننا القول بأن هذا الشاب اليافع من وارسو، الذي على وشك دخول الجامعة، قد لفتَ انتباه الفِرق المُحترفة، حيث يُراقبون هذا الشاب الموهوب.

الرالي الكلاسيكي

لم يتمكَّن السائق إيف صَنهيل من إيصال سيارته الخاصة التي ابتكرها “صنهيل باغي” إلى خط نهاية الرالي خلال مشاركاته الأولى في رالي داكار في الثمانينيات، وبعدها بأربعين عامًا، وفي النُسخة الأولى من رالي داكار الكلاسيكي وصلت سيارتا “صَنهيل باغي” إلى جدّة على شاطئ البحر الأحمر بطريقةٍ مشرفة، حيث فازت بلقب فئتها مع السائق الفرنسي مارك دوتون.


المصدر : خاص

لمشاركة الرابط: