حريق حي ساروجة بدمشق يشعل الغضب على منصات التواصل الإجتماعي

عاش السوريون لحظات عصيبة وهم يشاهدون حي ساروجة التاريخي في دمشق وهو يحترق، فجر الأحد، مما ولد غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي وسط اتهامات للنظام السوري بافتعال الحريق أو الإهمال في التعامل معه على الأقل.
ونقلت وسائل إعلامية سورية تفاصيل الحادثة، التي قالت إن الحريق اندلع في أحد المنازل القديمة في الحي بالقرب من منزل عبد الرحمن اليوسف (بيت اليوسف) ليمتد بعدها إلى المنازل المجاورة، ويلتهم جزءا من أبنية حي ساروجة الدمشقي العتيق، بينها قصر أمير الحج في دمشق عبد الرحمن باشا اليوسف. وأدى الحريق إلى أضرار كبيرة في بيت اليوسف، وانتقل إلى أجزاء من بيت خالد العظم (بيت التراث الدمشقي) ونجم عنه إحراق وتدمير أجزاء من قسم الحرملك الذي يشغله مركز الوثائق التاريخية، واقتصرت الأضرار على الماديات.
وأثار الموضوع غضبا عارما على المنصات بسبب أهمية المنطقة تاريخيا وعاطفيا لآلاف السوريين الذين غادروا دمشق منذ سنوات أو حتى من بقوا فيها.
وكتب أول رئيس للائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب تغريدة قال فيها “تدمير ممنهج لسوريا ومحو لهويتها أرضا وشعبا، من تدمير الغوطة إلى إحراق نصف حي سوق ساروجة البارحة مع شوامخ معالمه، وأهمها مركز الوثائق التاريخية وبه نصف تاريخ سوريا (5 ملايين وثيقة) ومنزل عبد الرحمن باشا اليوسف أمير الحج في الدولة العثمانية”.
من المستفيد؟
وعلق المعارض السوري أسامة القاضي على الموضوع بقوله “قصر أمير الحج ووجيه دمشق في حي ساروجة يحترق ويزول عن بكرة أبيه، طمس معالم عاصمة الأمويين، بالصدفة طبعا! سلسلة حرائق أسواق ومعالم دمشق منذ أكثر من عقد”.
وتساءل صانع المحتوى السوري عبد الهادي العاني -في تغريدة له- عن المستفيد من هذا الحريق، إذ أكد احتراق “دار الوثائق التاريخية والأنساب في ساروجة، هذا المكان كان يقصده كبار السن والمهتمون بالأنساب واستخراج الوثائق وشجرة العائلة، من مصلحة مَن أن تحترق كل هذه الوثائق؟ من مصلحة مَن أن تندثر كل هذه المعلومات التاريخية لأهل الشام؟”.
وعلقت المغردة السورية أمينة طرابيشي على الحادثة بقولها “تم البدء بتدمير سوق ساروجة العريق وتشريدنا منه كأهل وجيران وأحباب للضواحي منذ عهد حافظ الأسد، واستمر التنكيل بما بقي بحرمانهم من الترميم والتجديد حتى تتهالك البيوت والحواري، ليسهل عليهم سرقتها أو حرقها ليسكنها حثالة البشر”.
وتعرضت أحياء وأسواق دمشق القديمة لعدد من الحرائق التي أتت على أجزاء كبيرة منها خلال امتداد الثورة السورية، حيث التهمت النيران عام 2016 أكثر من 80 محلا في سوق العصرونية قرب مقام السيدة رقية.
كما تعرض سوق الحميدية الشهير لحريق كبير نهاية عام 2016، وفي يوليو/تموز 2017 نشب حريق آخر بمنطقة باب الجابية في دمشق.
وعام 2020، اندلع حريق بسوق البزورية الشهير بالحميدية في دمشق القديمة، مسببا دمارا وخسائر مادية كبيرة.
المصدر : الجزيرة

لمشاركة الرابط: